عواصم (وكالات)
أعلنت الحكومة الروسية أمس أن الطائرة المنكوبة التي كانت تحلق على علو مرتفع قبل تحطمها في مصر انشطرت «في الجو». وقال رئيس لجنة الطيران الحكومية فيكتور سوروشينكو: إن «انشطار الطائرة حصل في الجو والشظايا منتشرة على منطقة واسعة»، ويشارك سوروشينكو في لجنة دولية من الخبراء من روسيا ومصر وفرنسا وأيرلندا مهمتها التحقيق في تحطم الطائرة.
وأضاف سوروشينكو «من المبكر التوصل إلى استنتاجات» حول سبب تحطم الطائرة الذي أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ224 أثناء عودتها من شرم الشيخ إلى مدينة سانت بطرسبورغ.
من جهته، أكد رئيس الوكالة الروسية المكلفة شؤون النقل الجوي ألكسندر نيرادكو للتلفزيون الروسي من مصر أن «كل المؤشرات التي بحوزتنا تدل على أن انشطار هيكل الطائرة حدث في الجو، على علو مرتفع». وأضاف: إن «الحطام انتشر على مساحة طولها ثماني كيلو مترات بعرض أربعة كيلو مترات».
وبدأ المحققون الدوليون تحقيقهم في سبب تحطم الطائرة وهي من طراز إيرباص 321. وقال مسؤولون في وزارة الحالات الطارئة الروسية إنهم يريدون تمشيط منطقة مساحتها حوالى 16 كلم مربعاً في شبه جزيرة سيناء.
وتم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة وقالت الحكومة المصرية أمس إنه يجري العمل حالياً على تحليل محتواهما.
ونقلت وكالة أنباء إنتر فاكس عن رئيس وكالة الطيران الروسية روسافياتسيا ألكسندر نيرادكو قوله: إن تناثر حطام الطائرة على مسافة واسعة يشير إلى أن الطائرة تحطمت في الهواء على ارتفاع شاهق. أضاف نيرادكو «كل الدلائل تشير إلى أن تدمير هيكل الطائرة تم في الهواء وعلى ارتفاع كبير».
وفي وادي الظلمات، في قلب محافظة شمال سيناء، ينتشر على الأرض الرملية الجدباء الكثير من حطام الطائرة التي ما زالت تتصاعد منها رائحة الحريق بعد اكثر من 24 ساعة من المأساة.
وليس هناك أي جثة على الأرض لكن عشرات الأكياس البلاستيكية السوداء والحمراء والبرتقالية يحرسها الجنود لا تترك مجالا للشك: أنها تحوي أشلاء ركاب وأفراد طاقم الرحلة المنكوبة.
وأبعد قليلا، كانت سترة صغيرة الحجم لونها رمادي وأحمر تذكر بالمأساة إذ كان 17 طفلاً على متن الطائرة بينهم رضيعة لم يتجاوز عمرها العشرة أشهر.
وأعلنت روسيا يوم حداد وطني وفتحت تحقيقاً حول الشركة السياحية التي تقوم بتشغيل الطائرة.
وتم توسيع عمليات البحث أمس لتشمل دائرة قطرها 15 كيلو متراً، بحسب ضابط في الجيش يشارك في عمليات البحث انطلاقا من قاعدة عسكرية في الحسنة، على بعد 60 كيلومترا من مكان تحطم الطائرة.
وبحسب هذا الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، تم العثور على 163 جثة من أصل 217 راكباً وسبعة أفراد طاقم كانوا على متن الطائرة.
وأضاف: «عثرنا على جثمان طفلة عمرها قرابة 3 سنوات على بعد 8 كيلو مترات».
ووصل محققون روس ومصريون برفقة وزير النقل الروسي ماكسيم سومولوف إلى المكان بمروحية. كما توجه قرابة مئة من أعضاء فرق الإنقاذ الروسية مع معداتهم الخاصة إلى الموقع نفسه بالطريق البري.
وفتح كذلك تحقيق في روسيا، حيث تمت مداهمة مكاتب شركة الطيران وشركة تنظيم الرحلات السياحية، بينما سيصل محققون من فرنسا وألمانيا إلى مصر في إجراء يطبق عادة عند تحطم أي طائرة إيرباص إذ إن البلدين هما أكبر شركاء في الكونسورسيوم الأوروبي المنتج لهذه الطائرات. وفي روسيا نكست الأعلام أمس على كل المباني الرسمية. وبموجب مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين ونشره الكرملين، طلب من كل محطات التلفزيون إلغاء البرامج الترفيهية.
وقالت أناستاسيا دومبروفسكايا المسؤولة في وكالة النقل الروسية أن الوكالة «أصدرت أمراً إلى شركة كوغاليمافيا» تمهلها حتى يوم الاثنين لإجراء عمليات فحص لطائراتها.
وأمرت سلطات النقل الشركة بوقف استخدام طائراتها واحدة واحدة، والقيام بعمليات فحص تستمر ساعة أو ساعتين لتقييم المخاطر»، بحسب ما صرح ممثل عن الشركة لوكالة فرانس برس، إلا أنه أكد أنه «لم يتم إيقاف عمليات الشركة».
وصرحت وكالة النقل الجوي الروسية بأنها بدأت عمليات فحص مفاجئة لشركة كوغاليمافيا تستمر شهراً.
وأطلق محققون روس تحقيقين، كما يعمل فريق من الخبراء الجنائيين في موقع تحطم الطائرة إلى جانب مسؤولين من النقل الجوي وعمال أنقاد. وذكر متحدث باسم لجنة التحقيق الروسية، أن المحققين استجوبوا عمال الصيانة في شركة كوغاليمافيا الذين فحصوا الطائرة في مطار سمارا الروسي قبل إقلاعها إلى مصر.
وقالت شركة كوغاليمافي: إن كل طائراتها تخضع للصيانة في الوقت المحدد والاختبارات قبل الإقلاع. وأضافت الشركة أنها لا تستطيع التشكيك في احترافية قائد الطائرة المحطمة أو طاقمها.
وذكرت وزارة الطوارئ الروسية أنه من المقرر نقل أولى رفات الضحايا إلى مدينة سانت بطرسبرج الروسية اليوم الاثنين بحد أقصى.
وقال فلاديمير ستيبانوف من وزارة الطوارئ الروسية انه للتعرف على هوية الضحايا،فأن السلطات الروسية أخذت عينات من الحمض النووي لأقارب الضحايا.
عدد اليوم
