الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"التونا" في خطر

"التونا" في خطر
16 مارس 2007 23:19
إعداد - محمد عبد الرحيم: اتفقت اليابان والاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي على تخفيض حصتهما السنوية من صيد أسماك ''التونا'' بمقدار الربع تقريباً بعد تحذيرات من الجماعات الناشطة في حماية البيئة بأن النشاط والإفراط العالمي في مطاردة هذه الأسماك سيمضي بها نحو الانقراض، وبعد ثلاثة أيام من المفاوضات في طوكيو وافق الاتحاد الأوروبي على تخفيض حصته السنوية من صيد أسماك ''التونا'' في المحيط الأطلنطي وفي البحر المتوسط بمعدل 21 في المائة إلى 14,500 طن سنوياً· أما اليابان التي ظلت أساطيلها تجوب بحار العالم لتلبية الطلب المتنامي على طبق ''سوشي التونا'' فسوف تعمد إلى تقليل حصتها بنسبة 23 في المائة في هذه البحار ومن مستوى 2830 طناً في العام الماضي إلى مجرد 2175 طناً بحلول عام ·2010 وكما ورد في صحيفة ''تايمز'' اللندنية مؤخراً فإن هذا الإعلان يأتي في وقت تزداد فيه المخاوف من عمليات الصيد غير المقيدة لأحد أثمن أنواع الأسماك وأكثرها طلباً في العالم إلى درجة أن أنواع ''التونا'' في العديد من المناطق أصبحت تقترب من حافة الانقراض، إلا أن عمليات الصيد مضت إلى استمرار إذ إن 11 في المائة من إجمالي الأسماك التي يتم اصطيادها للاستهلاك في العالم من أنواع ''التونا''، حيث قالت جماعة الحفاظ على الحياة البرية في تقرير صدر مؤخراً: ''إذا ما استمر الصيد بالمستوى الحالي أو ازداد مما هو عليه فإن مخزون (التونا) سوف ينضب عاجلاً، وسوف تتمثل النتائج في خسائر فادحة في الإيرادات ناهيك عن الاحتمال المفزع لانخفاض الأمن الغذائي للعديد من الفقراء في العالم''·وفي الشهر الماضي تجمعت المنظمات الإقليمية الخمس التي تعنى بإدارة عمليات صيد ''التونا'' في مدينة كوبي اليابانية من أجل التصدي للمشكلة، واتفقت على ضرورة تقاسم المعلومات التي تمكنها من متابعة التجارة العالمية وحصر أعداد أسماك ''التونا''، بالإضافة إلى التعاون في إصدار وحصر القوائم السُود لشركات الصيد غير المشروع·إلا أن جماعات حماية البيئة بمن فيها جماعة المحافظة على الحياة البرية سارعت إلى شجب وإدانة الاجتماع لعجزه عن التوصل إلى الاتفاق في اتخاذ تدابير صارمة في خفض عمليات ''إهدار'' مخزونات ''التونا''·بيد أن اتفاقية خفض الحصص قد تصدت لهذه الانتقادات على الرغم من المعوقات التي تقف حائلاً أمام التنفيذ العملي للاتفاقية، فحكومتا ليبيا وتركيا العضوان في اللجنة الدولية لحماية ''التونا'' في الأطلنطي إلى جانب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد اعترضتا على الخفض الإلزامي بمعدل 23 في المائة على الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وطالبتا بضرورة تخفيض هذا المعدل· وإلى ذلك فإن صيد ''التونا'' يعتبر صناعةً ضخمةً وفقاً لأرقام منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة، إذ بلغ إجمالي الصادرات العالمية حوالي 2,6 مليار جنيه استرليني في عام ،2002 وعلى كل فما زال من الصعوبة بمكان تنظيم ومراقبة هذه الصناعة بسبب السرعة التي تتسم بها أساطيل الصيد وانتشارها فوق رقعة هائلة ومتباعدة المسافات في البحار الدولية، إلا أن ''تونا الزعنفة الزرقاء'' تعتبر السمكة الأكثر قيمة في البحر على الإطلاق· ففي سوق توسوكيمي للأسماك المعروف في طوكيو تباع السمكة الواحدة من هذا النوع بمبلغ يصل إلى 173 ألف دولار ''حوالي 85 ألف جنيه استرليني''، وإلى جانب التهديدات المحدقة بهذه الأسماك في جنوب الأطلنطي فإن ''التونا'' تواجه أيضاً خطر الانقراض في كل من نصف الكرة الجنوبي وغرب الأطلنطي، حيث تناقص المخزون إلى ثمن ما كان عليه قبل ثلاثين عاماً من الآن·وفضلاً عن الآثار المترتبة على مستوى مخزون هذه الأسماك فإن صناعة ''التونا'' درجت على الفتك بالعديد من الأنواع البحرية الأخرى بما فيها أسماك القرش والسلاحف والطيور البحرية مثل طائر البطروس· وفي خطوة أخرى للحفاظ على الأنواع البحرية أعلنت بريطانيا عن إطلاق حملة تهدف لتجنيد المعارضين لحملة يابانية تستهدف رفع الخطر عن صيد الحيتان·وكانت الدول الداعمة لصيد الحيتان قد تمتعت لأول مرة بالأغلبية في اللجنة الدولية لصيد الحيتان في العام الماضي، وهي اللجنة التي كانت قد وافقت على فرض هذا الخطر منذ العام ·1986
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©