الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء: دول الخليج تخوض تجربة فعالة في اليمن

خبراء: دول الخليج تخوض تجربة فعالة في اليمن
2 نوفمبر 2015 07:31
السفير الليبي لـ«الاتحاد»: الإمارات تلعب دوراً مهماً في محاربة الإرهاب وتحقيق رغبات شعوب المنطقة الخيار العسكري في اليمن لم يأت متأخراً أحمد عبد العزيز ولهيب عبد الخالق (أبوظبي) أكد سفراء وخبراء وأساتذة العلوم السياسية والاستراتيجية أن تواجد قوة التحالف العربي في اليمن يعد تجربة مهمة، ويرسم ملامح تحولات جديدة في المنطقة باعتبار قوات التحالف «قوة إقليمية» تشكل للمرة الأولى فعلا حقيقيا، واصفين «عاصفة الحزم» وتحرك دول الخليج بالـ«حتمي» لمواجهة خطر وإرهاب المسلحين الحوثيين وحماية المنطقة، مؤكدين أن دول الخليج تخوض تجربة فعالة سوف تسهم في دعم موقف دول التعاون الخليجي والدول العربية في المنطقة، جاء ذلك ضمن جلسات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي. والتقت «الاتحاد» بعدد من المشاركين في الملتقي على هامش جلسات اليوم الأول أمس في فندق قصر الإمارات، وأبدوا اهتمامهم بالملتقى، حيث إنه يعد الأهم من ناحية طرح القضايا والأزمات التي تمر بمنطقة الشرق الأوسط علاوة على استشراف المستقبل، وكيفية البحث عن حلول لهذه الأزمات، ولاسيما تواجد قوات التحالف العربي في اليمن لصد خطر الحوثيين والدفاع عن الشعب اليمني الذي يعاني من إرهاب جماعة الحوثي. وقال ستيفن كوك خبير العلاقات الدولية: «إنني كنت هنا في العام الماضي وكانت فرصة رائعة لنلتقي ولنتعرف على الرؤى السياسية حول مشكلات المنطقة والعالم، وإن تواجد خبراء من الولايات المتحدة وروسيا والصين والدول العربية يعطي زخماً لمناقشة قضايا على رأسها الوضع في اليمن وقوات التحالف التي تؤدي مهمة واضحة في اليمن». وأضاف كوك أن دور دولة الإمارات أصبح مؤثراً أكثر من أي وقت مضى في فرض السلام والأمن والعمل على إحلال السلام ومحاربة الإرهاب وأشكاله المختلفة، وهذا الدور من أبرز الأدوار التي تلعبها دولة الإمارات حاليا وتعد الأكثر تأثيرا بين دول الشرق الأوسط. وأشار إلى أن دور الإمارات يكتسب قوته من كونه خليجياً، علاوة على أنها تعمل من خلال الجهود السياسية والدبلوماسية والتحرك العسكري كما هو واضح باليمن وفي مواجهة ومكافحة امتداد خطر داعش. دور خليجي من جانبه أكد الدكتور عارف على النايض السفير الليبي لدى الدولة، أن دور الإمارات مهم وواضح حيث ناصرت الشعوب العربية في اختياراتها وحاولت جاهدة مساعدة دول الربيع العربي في تجنب الآثار السلبية لهذه التغيرات التي ضربت المنطقة. واعتبر النايض أن دور الإمارات في المنطقة محوري حيث إنها تدعم الأمن والسلم وتحارب الإرهاب، مضيفاً أن الإمارات أوضحت منذ البداية أنها لن تسمح بتغول الجماعات المؤدلجة الإرهابية، التي حاولت أن تسرق ثورات الجماهير العربية، وتصدت لمحاولات القفز على السلطة في دول عديدة بالمنطقة، ولولا وقوف الإمارات ومصر والمغرب والسعودية في وجه التغول الإيديولوجي لكان المشهد غير ذلك. وأوضح النايض أن الدول التي تشكل التحالف العربي لم تدخل المعارك بالخيار العسكري متأخرة، ولكنها تأنت في استخدام هذا الخيار احتراما لإرادة الشعب اليمني، ودعمت هذا الخيار وصبرت عليه لشهور وسنوات، إلا أن المليشيات المؤدلجة استقوت - كما هو الحال في ليبيا - مستندة إلى دعم قوى غير عربية للاستيلاء على مضيق باب المندب، ومواقع استراتيجية تؤثر على الأمن القومي للمنطقة العربية كلها وليس فقط دول الخليج العربية، بل تمس مصر والسودان والأردن، وكان ثمار جهود قوات التحالف نصرة الشعب اليمني ضد هذه الجماعات. تحول سياسي بدوره، قال الدكتور عبدالله الشمري الخبير السعودي في الشأن التركي، لاشك أن عاصفة الحزم أحدثت تحولا في طبيعة السلوك السياسي للدول العربية بقيادة الدول الخليجية، وهو تحول من سياسات ردود الفعل إلى سياسات المبادرة، وأضاف أنه لاشك أن هناك مؤثرات إقليمية ودولية كان من ضمنها التراجع الأمريكي الذي لعب دوراً مؤثراً في المنطقة، وقناعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية بخاصة أنها يجب أن تحل مشاكلها بنفسها. لقد كان قرار تحرير اليمن قرارا فاجأ الجميع حتى إيران التي لم تتوقع أن تصل الدول العربية إلى القدرة على اتخاذ مبادرة جلب دعم دولي وأيضا القدرة العسكرية والسياسية. وقال إنه ليس مجاملة عندما نرى دماء الجنود الإماراتيين تمتزج مع الدماء السعودية وغيرها وهي لأول مرة تحدث منذ عام 1980، وهو مايمكنني أن أصفه بعودة روح الآباء المؤسسين لمجلس التعاون الخليجي بعدما ظن الجميع أن المجلس، لاسمح الله، في حال خلاف أو نزاع. وشدد على أن المرحلة هي إذن مرحلة جديدة والقرار الخليجي بإعادة الشرعية لليمن حظي باحترام دولي، وهو يعيد الثقة بالقدرة الخليجية أمام العالم في أنها إذا أرادت أن تتحرك فهي تفعل، ونتيجة ذلك لا يستطيع الآن أحد أن يتحدث عن اليمن أو يدخل اليمن إلا بإذن خليجي، وعبر التنسيق مع قوات التحالف العربي، وهي ظاهرة سياسية تحدث لأول مرة منذ تأسيس الدول العربية. إذن التمازج العربي بما فيه المغرب والأردن ومصر وجيبوتي والسودان هو رسالة سياسية ومعنوية أكثر منه سياسة عسكرية، ووجود القوات السودانية يعطي زخما إضافيا لقوات التحالف. وأضاف القول: لاشك أنه كانت هناك بعض السياسات التي اتخذت في الماضي وتتناسب مع الخطر، ومارست الدول الخليجية والعربية مايسمى بالصبر الاستراتيجي الذي نفد بعد أن تجاوزت إيران جميع الخطوط الحمراء وأعلنت ببجاحة أنها تتحكم في أربع عواصم عربية، وهي بغداد ودمشق وبيروت ثم صنعاء، فلذلك كان لاشك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية كان له رؤية مختلفة تجاه الوضع أيضا له رؤية مختلفة تجاه مجلس التعاون الخليجي فما حدث من تأخر في التحرك ربما كان فيه الخير، فقد حدث نوع من استثمار القوى التي لم تخدم في مرحلة سقوط العراق مثلا أو التغلغل الإيراني فيه وفي المنطقة، في التعامل مع ايران، ويعلم الخليجيون أن إيران لايصلح معها إلا استخدام القوة، وهي الان تدعو للحوار مع دول المجلس بعدما رأت وضعا جديدا وأن دول الخليج لها قدرة على المبادرة. وأشار الشمري إلى أنه من ناحية تغيير القوى الاستراتيجية فإن هناك ميزانا جديدا يتشكل في المنطقة وعلمت إيران أيضا أن التحرك السعودي الإماراتي تجاوز اليمن إلى منطقة القرن الأفريقي التي أهملت كثيرا، ونحن شاهدنا الرئيس الإثيوبي ثم الجيبوتي ثم الصومالي كانوا في تنسيق مع الخليج، والإمارات بالذات. وأكد أن هناك بزوغا لنوع من التنسيق الاستراتيجي تحديدا بين الإمارات والسعودية، ومشاركة مصر ستعيد الوجود العربي في منطقة القرن الأفريقي والذي همش لأسباب غير موضوعية في الماضي. الربيع العربي وراء أزمات المنطقة قال مارك فرحة من معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر ومختص بشؤون الشرق الأوسط، إنه كان واضحاً منذ البداية أن مايسمى الربيع العربي سيكون بمثابة ورم سيتفشى من دولة الى اخرى واعتقد ان الدول العربية ومنها الإمارات، سعت للبحث عن حل للتغلب على الأزمة التي برزت في المنطقة العربية وبالذات في اليمن. وأضاف فرحة أن التنسيق الخليجي الخليجي بشأن وقف التدخل الإيراني أو التوسع بالمنطقة، خطوة صحيحة بالاتجاه الصحيح، لكن لا يجب إغفال التفاوض مع الطرف الآخر، لأنه لايجب أن تتجه المنطقة للتصادم أكثر، ومن هنا يجيء مثل هذه المنابر الحوارية مثل ملتقى أبوظبي الاستراتيجي مهمة لإطلاق الحوارات من أجل حل أزمات المنطقة، فمن الضروري مثلاً تحجيم التدخل الإيراني في المنطقة، وتابع أن التحرك الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات كان ضرورياً من أجل الحفاظ على العمق الاستراتيجي للمنطقة، لكن يجب الأخذ بنظر الاعتبار أن النفوذ الإيراني لم يكن فقط في اليمن بل دخل العراق وسوريا ولبنان والبحرين، واختتم فرحة باعتقاده أن «عاصفة الحزم» هي نتيجة حتمية لهذا التوتر، ويجب أن ينظر إلى الإمارات كقوة إقليمية هادئة، وفاعل حيوي في قضايا الإقليمية والعالمية. دور رئيسي لقوات التحالف قال ظافر العاني عضو البرلمان العراقي: «هناك مشكلات متعددة الأوجه تواجهها الأمة العربية، وهناك مجموعة من القضايا المعقدة والمتشابكة والتي تؤثر على أمن واستقرار المنطقة، ويمكن أن تؤثر في الخريطة المحتملة لها». وأضاف أن قوات التحالف لها دور رئيسي، ولكن كنت أتمنى حل المشكلات بالحوار إلا أن التدخل الإيراني الخارجي هو الأكثر سوءاً في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وحاولوا التدخل في مصر، وأن قرار التدخل في اليمن كان اضطرارياً للدفاع عن مصالح الشعوب العربية سواء من تهديدات محتملة أو ميليشيات مرتبطة بأجندات خارجية مثل الحوثيين. وأشار العاني إلى أن عدم حسم هذه التفلتات الإرهابية المدعومة من الخارج يمكن أن يؤدى إلى فتح المجال لدول لها تطلعات معادية لأمتنا للعبث بمقدراتنا، لافتاً إلى أهمية هذا الدور الذي تلعبه قوات التحالف العربي في اليمن لحماية المنطقة من شبح التهديد الإيراني الذي أدى لهدم العراق وسوريا والعبث في اليمن. الملتقى جاء في وقت مهم قال الدكتور عودة أبو ردينة، مؤسس مشارك لمجموعة «كابيتال ترست»: « ملتقى أبوظبي الاستراتيجي يأتي في وقت مهم للغاية بسبب الأزمات التي تمر بها المنطقة وعلى رأس هذه الأزمات الوضع في اليمن، وتواجد قوات التحالف ضروري وحتمي وإن دولة الإمارات من أهم الدول في العالم العربي، حيث إن لها دوراً في اليمن والمنطقة»، مشيراً إلى علاقات الإمارات القوية مع روسيا والولايات المتحدة، وإن التدخل في اليمن حتمي، إذ إن الوضع هناك يؤثر على الوضع في الخليج والمنطقة العربية ،مؤكداً أن وجود الخبراء من مختلف أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين، إضافة إلى الدول العربية التي تمر بظروف معقدة وأزمات شديدة، هذا التجمع يؤدي إلى خلق فرص أفضل للحلول التي يمكن أن يقدمها السياسيون للمنطقة وخاصة صانعي القرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©