الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لم يعرفوا الحق قبل الحزم

1 نوفمبر 2015 23:06
لم يكن الخيار العسكري بديلاً يفضله الخليجيون، فهو أبعد ما يكون عن تفكيرهم، لذلك سبقت طاولات الحوار خطوات الخليج العسكرية نحو اليمن وتمسك الخليجيون بالحلول السلمية كفرص للحوثيين الذين ما إن ينفض جمع التحاور حتى يعودوا لما بدؤوه وينقضوا كل ما شهدته طاولة المفاوضات من معاهدات كان الالتزام بها يغير المشهد المخزي للحوثيين والرئيس اليمني والمخلوع صالح لكنهم أبوا إلا الهزيمة ولم يعرفوا الحق قبل رؤية الحزم. لجؤوا الآن وبعد أن رأوا ما رأوا من قوات التحالف وإمكاناتها المتماسكة وقدراتها المستعدة وشبابها المقدام لجؤوا مكرهين إلى طلب استئناف التفاوض لعلهم ينجون من موت بات قاب قوسين من مقرهم بعد الانتصارات المتلاحقة للتحالف في عدن وباب المندب ومأرب وجاري تحرير تعز وتمهيد السير إلى صنعاء. ليس الآن أيها الحوثيون وبعد أن حققت قوات التحالف انتصاراتها واقتربت من ساعة النصر، ليس بعد أن سالت الدماء الشريفة في سبيل الحق وإحقاقه، بعد أن أكد الخليجيون بصفة خاصة والعرب بشكل عام أنهم قادرون على المواجهة العسكرية دونما الاستعانة بقوات أجنبية، فقد خلت الألوية العسكرية من الأعلام الأجنبية التي طالما رفرفت في سماوات البلاد العربية حال الاعتداء عليها، كفى بقوات التحالف شرفاً رسالتها للجارة المتعجرفة المتغطرسة إيران ومناصريها في حزب الله بأنها ليست أهلاً لتنفيذ مخططاتها الخمينية الواهمة، كونها استطاعت زراعة بذور الشر والفتن في لبنان وسوريا وهذا لا يعني أن دول الخليج العربي لقمة سائغة للجائعين وذوي الأطماع، بل هي قوية منيعة. الحوثيون نقضوا العهود وهم أصحاب سبق في نقض الوعود، وكفى بما يبدر من الحوثيين من حصار الآلاف في تعز وتعذيب القاطنين بها دليلاً على استمرار سوء نواياهم، وليس من حجة أقوى من تهريبهم أموال اليمن إلى الخارج وتغاضيهم عن مصلحة اليمن الذي تسببوا في ضعف عملته وانهيار اقتصاده وآلام اليمنيين الذي يئنون تحت وطأة حصارهم ويقتلون بقصف عشوائي لا يفرق بين شيخ وطفل ولا يميز عسكرياً من مدني، ماذا قدم الحوثيون كبرهان على تغيير موقفهم ليساعد على تغيير الموقف العسكري ويعاد التفكير في طاولة المفاوضات؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©