اختتم حجاج بيت الله الحرام المتعجلون مناسك الحج أمس برمي الجمرات الثلاث، ثم مغادرة مشعر منى قبل غروب شمس أمس، فيما لا تزال هناك أعداد من الحجاج متبقية في منى حتى اليوم الأربعاء، آخر أيام المناسك، حيث يسدل الستار على موسم حج هذا العام. وفيما شهد جسر الجمرات بعد ظهر أمس ازدحاماً كثيفاً لتوافد أعداد كبيرة من الحجاج لرمي جمرات اليوم الثاني من أيام التشريق، انتشرت قوات الطوارئ الخاصة وقوات الدفاع المدني على جوانب الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات، وكذلك جنبات أدوار الجسر الأربعة لتأمين عملية رمي الجمرات ومنع الازدحام والتكدس.
وبدأت قوافل الحجيج مغادرة منى متوجهة إلى المسجد الحرام بمكة لأداء ركن “طواف الإفاضة” لمن لم يؤده أو طواف الوداع. وأجرت قوات الدفاع المدني بعض التعديلات على خطوط السير في منطقة المشاعر، حيث أغلقت بعض الطرق والأنفاق المؤدية إلى مكة أمام الحافلات والسيارات وأبقتها مفتوحة أمام المشاة فقط لتسهيل عملية مغادرة الحجاج.
وبحسب السلطات السعودية، فإن أكثر من 12 ألف رجل أمن ظلوا يراقبون الحشود المتدفقة تساندهم حوالي 400 كاميرا في جسر الجمرات لقياس التدفق البشري، الأمر الذي يتيح لمركز القيادة توجيه رجال الأمن وتفكيك الكتل البشرية وإعادة التوازن في الأعداد المتجهة نحو الحرم المكي.
ورفعت السلطات الأمنية درجة جهوزيتها حول مداخل ومخارج جسر الجمرات تحوطاً لتفادي ومنع أي تصادم بين الحجاج نتيجة التزاحم المتوقع والناجم عن رغبة الكثيرين في إتمام عملية الرمي ومغادرة منى قبل غروب الشمس.
كما انتشر أفراد الشرطة والمرور على طول الطرقات التي سيتجه من خلالها الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع وإكمال نسكهم.
وأوضح سعد الخليوي مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب قائد قوة أمن المشاة في الحج أن “هناك تنسيقاً مع بعثات الحج للحد من استعجال الحجاج والذهاب إلى الحرم في يوم التعجل”.
وأضاف للصحفيين أنه “يجب نصحهم بالذهاب إلى مساكنهم في مكة أو المبيت في منى”.
وأشار الخليوي إلى وجود أجهرة ترصد أعداد الحجاج على جسر الجمرات، قائلاً “عندما يصل العدد إلى 300 ألف يضيء اللون الأحمر، فيتم حينها تشكيل البوابات البشرية للسيطرة على حجم التدفق الكبير”.
في جانب آخر، أعدت قيادة أمن المسجد الحرام خطة لاستقبال الحجاج عبر تشكيل قوة عديدها 1600 عنصر و27 ضابطاً، بمساندة قوات الطوارئ الخاصة المكلفة بتنظيم الحركة وضبط النظام.
وتعمل هذه القوة على منع الافتراش في أي موقع داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة، إلى جانب قيام قسم البحث والتحري بمراقبة الحرم عبر مئات الكاميرات الموزعة بين أرجاء المسجد ومحيطه. وكشف مصدر أمني سعودي رفيع المستوى أن السلطات في بلاده نشرت 1700 كاميرا تليفزيونية لمراقبة حركة الحجاج داخل المسجد الحرام وخارجه في مكة المكرمة.
وكشف مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري، في تصريح أمس عن وجود 1700 كاميرا تليفزيونية لمراقبة حركة الحجيج داخل المسجد الحرام المؤدية إليها بخلاف كاميرات المراقبة داخل أروقة وقف الملك عبدالعزيز وعدد من المنشآت الحيوية الأخرى.
وقال التويجري انه تم تجهيز المسعفين والبالغ عددهم 1000 مسعف بكل ما يلزم لأعمال الفرز الطبي وسيارات الإسعاف.
عدد اليوم
