الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رشا الأطرش: لا يولد الكاتب كاتباً بل هو نتاج قراءاته

رشا الأطرش: لا يولد الكاتب كاتباً بل هو نتاج قراءاته
9 نوفمبر 2011 00:05
شاركت الروائية اللبنانية الشابة رشا الأطرش، صاحبة رواية «صابون»، في الدورة الثالثة لندوة «الخلوة الابداعية لكتّاب الرواية العرب الشباب»، في قصر السراب في صحراء المنطقة الغربية، التي أقامتها مؤخراً مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وأشرف عليها الروائيان: السوداني أمير تاج السرّ والمصرية منصورة عز الدين، بمشاركة ثمانية من الروائيين العرب الشباب، واستمرت لثمانية أيام بتنسيق من إدارة الجائزة العالمية للرواية العربية. وفي لقاء مع «الاتحاد» أجري في اليوم الأخير من الخلوة، فيما يتعلق بتجربتها في الورشة، قالت «إن أهم ما يلفت انتباه المرء هنا، هو أنه من الطبيعي أن يكتب المرء في خلوة وحده دون وجود آخرين، وليس كذلك فقط، بل يمنع على الآخرين الاطلاع على ما يكتب قبل أن يكتمل نوعاً ما من وجهة نظر الكاتب أقلها». وأضافت «المفارقة هنا أنني قمت بالكتابة هنا أمام الآخرين الذين هم روائيون أيضاً، ما خلخل تجربتي الخاصة في التعامل من أجواء النص وطريقة التفكير فيه بحكم أن هناك مؤثرات تهب عليك أثناء الكتابة هي مجمل ما يقوله لك الآخرون عن ما أنت في صدد كتابته، حيث بدا الأمر مربكاً بالنسبة لي في بداية الأمر، لكنه ضاعف من إحساسي بالمسؤولية تجاه ما أكتب مثلما تجاه آراء الآخرين أي تجاه رد فعل القارئ». وتؤكد الأطرش التي تعمل في حقل الصحافة الثقافية اليومية اللبنانية «لا أعتقد أن الكاتب يولد كاتباً، بل هو نتاج قراءاته ومواقفه الإنسانية عموماً من محيطه الاجتماعي، فضلا عن معرفته الشخصية بالكتّاب أنفسهم، ما يعني في آخر الأمر أن الكتابة حرفة مادتها الخام الأولى هي اللغة التي نخلق منها الحكايا والشخصيات والعوالم عبر أدوات وتقنيات في التعامل مع اللغة ومعالجتها والنزوع إلى السيطرة عليها، بحيث تكون معبرة أكثر ما يمكن عن ما يدور في دواخلنا. هذا الأمر كان نظرياً لديّ ، غير أنه قد ترسّخ تماماً مع المشاركة في هذه الخلوة وكل ما جرى فيها من نقاشات وتفاعلات مع المشرفيْن ومع الروائيين المشاركين». وتنتمي رشا الأطرش إلى جيل من كتاب الرواية الجدد في لبنان، وقد أصدرت حتى الآن عملاً روائياً واحداً، بعنوان: «صابون» وصدر عن دار الساقي ببيروت العام الماضي، وهي تحمل درجة الماجستير في «الدراسات الثقافية» من جامعة غولد سميث في لندن، غير أنها لا تجنح في كتابتها نحو التجريب أو الفانتازيا، بل يمثل الواقع بالنسبة لها مادة روائية خصبة لما تودّ أن تريد قوله عبر رصدها للتناقضات الاجتماعية في لبنان، وتقول في هذا الصدد»إنني أكثر ميلاً إلى الواقعية منها إلى أي عوالم روائية أخرى، فالدنيا التي نحيا فيها ونتعايش مع معطياتها يومياً مليئة بالتناقضات والإشكاليات والشخصيات المفارِقَة للسائد ما يجعلها جديرة بأن تكون مادة روائية بامتياز». وزادت «هنا لم آت وقد كتبت فصلاً من رواية، بل كنت أفكر في عالم روائي مليء بشخصيات وأحداث ارتأيت أن أكتبه في هذه الخلوة، إنما مع النقاشات والجدل حول ما كتبت هنا كانت النتيجة أنني قد كتبت قصة قصيرة وليس فصلاً من رواية، وتتناول حكاية فتاة تعمل في مجال تسويق أدوات التجميل النسائية ومن خلالها نكتشف عوالم سفلية نسائية ورجالية معاً. لقد كتبت هنا وانتهيت من ما بدأت به هنا أيضاً». وعن حضور الحرب الأهلية اللبنانية، وحضورها الفاعل في الرواية اللبنانية «الشابة»، قالت رشا الأطرش: «لا أظن ذلك، فكي تكتب عن الحرب ينبغي لها أن تكون قد انتهت، غير أن العنف اليومي، فضلاً عن العنف السياسي والاقتصادي، ما زال حاضراً وموجوداً. هذا على مستوى الإحساس الشخصي والوعي بالأوضاع القائمة بمجمل معانيها، إنما في الجهة المقابلة، فما زالت مجمل الفنون اللبنانية تتأطر بالحرب الأهلية لأنها ما زالت تجربة مفصلية قائمة ومثيرة في التكوين الاجتماعي، فإنْ كنتَ لبنانياً فأنت لست ببعيد عن الكآبة، وربما لن تستطيع الكتابة بعيداً عن المؤثرات اليومية للحرب الأهلية اللبنانية رغم وجود تجارب إنسانية ثرة في حيوات الأفراد ولا تتصل بمجمل التناقضات السائدة وبالإمكان التعبير عنها روائياً». وختمت رشا الأطرش حديثها لـ»الاتحاد» بالقول «باختصار، إنني أخاف من التنميط».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©