أبوظبي (الاتحاد) - أكد هامبرتو جروندونا المدير الفني لمنتخب الأرجنتين في تعليقه على الخسارة الكبيرة أمام المكسيك أن المباراة جاءت قوية جداً، وأن الفريقان قدما واحدة من أقوى لقاءات «المونديال»، ليس في تلك البطولة فحسب، ولكن في التاريخ، على ضوء الجهد المبذول في
الـ 90 دقيقة.
وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقد بقاعة المؤتمرات بنادي الجزيرة إن سيناريو المباراة تغير بالكامل بعد ضربة الجزاء التي ضاعت في الدقيقة الثالثة من اللقاء، وأنه لو سجلها الأرجنتين لتغيرت أمور كثيرة في الملعب، لأنك عندما تكون متقدماً بهدف على منافس مثل المكسيك، يمكنك أن تنظم الفريق أكثر، وأن يلعب كل لاعب بهدوء بعيداً عن الضغوط كافة التي تحيط به.
وقال جروندونا: المباراة من نوعية اللقاءات التي يحسمها خطأ واحد، والخطأ الذي وقعنا فيه كان إهدار ضربة الجزاء، خاصة أن الفريق المنافس سجل في أول رد فعل بعدما أضاع الضربة، حيث أصيب لاعبونا بالإحباط، وفقدوا التركيز تدريجياً، وجاءت البطاقة الحمراء لتكمل المأساة التي تعرضنا لها، وتجعل الفريق يلعب مندفعاً، بغير حذر أو تأمين دفاعي، ومن جهتي لن أعلق على الطرد، وأيضاً الأسباب الأخرى للخسارة، لأن المجال المناسب للحديث فيها هو غرفة الملابس مع اللاعبين، وتحدثت معهم، وكل لاعب منهم عرف ما له وما عليه، وكلنا شركاء في تحمل المسؤولية، سواء عند المكسب، أو الخسارة، وفي كرة القدم الخسارة واردة، كما أن الفوز وارد تماماً.
وعن السبب في سحب ليوناردو سواريز، والدفع بكريستيان بافون، رغم أن ليوناردو كان يشكل خطورة على المنافس، قال: التغيير كان الهدف منه الدفع بلاعب صاحب جهد أكبر في الوسط والهجوم، من أجل تنشيط الهجوم من ناحية، وتعويض النقص العددي من ناحية أخرى، وأقول إن ليوناردو قام بدوره على أكمل وجه، وكريستيان «البديل» قام بدوره على أكمل وجه، وأن التغيير كان فنياً بحتاً، يستهدف مصلحة الفريق، وتطور الأداء بشكل إيجابي اكثر في الشوط الثاني، رغم النقص العددي، وهو الأمر الذي جعلنا لا نشعر بمسألة النقص العددي في الكثير من الأوقات التي سيطرنا فيها على الكرة.
وعما إذا كان يتوقع فوز المكسيك بكأس العالم في النسخة الحالية، على ضوء الأداء الذي قدمه في مباراتي البرازيل والأرجنتين، قال: لا يمكنني أن أتوقع شيئاً يخص فريقا آخر، والآن أفكر في حالة فريقي، وفي اللاعبين المحبطين، وفي كيفية إخراجهم من تلك الحالة، قبل أن نلعب مباراة المركزين الثالث والرابع، أما المكسيك فأنا أهنئه على الأداء، وأقول إنه كان أكثر تنظيماً في الملعب، ونجح في استغلال الفرص التي أتيحت له، وكان مثالياً في التحول من الدفاع للهجوم، وبذل لاعبوه جهداً كبيراً بتركيز عالٍ على مدار الـ 90 دقيقة، وكل ما يمكن أن أتوقعه أن يكون هذا الفريق نداً قوياً في المباراة النهائية، وأنه استحق الفوز علينا عن جدارة، وأنا أهنئ المدرب المكسيكي راؤول جوتييرز، وأقول له: كنت أتمنى أن أفوز عليك، وأن أرى فريقي طرفاً في المباراة النهائية، لكنك قدمت جهداً طيباً مع فريقك، وتستحق أن تكون طرفاً مهماً في نهائي البطولة.
وعن سر التحول في طريقة لعب الفريق بالشوط الثاني، من خلال الاعتماد على الكرات الطولية، قال: لست متأكداً من ذلك، لكننا حاولنا بكل ما نملك أن نعود للمباراة، وبذلنا جهداً كبيراً، ولم نلعب بطريقة واحدة، بل اعتمدنا أكثر من طريقة لعل تنجح المحاولات، إلا أننا فقدنا التوفيق في الفرص التي أتيحت لنا، وفي المقابل كان الفريق المكسيكي محظوظاً في استغلال الفرص التي أتيحت له، وهذا هو سر الفوز.
وحول مدى تأثير النقص العددي، قال جروندونا: عندما يلعب الفريق في ظل نقص عددي لا تتوافر له فرص الوصول السهل لمرمى المنافس، أولاً لأنه غير كامل العدد، وثانياً لأن الفريق المنافس أكثر منك في الكثافة الموجودة في الملعب، وبناء عليه كان من الصعب أن نسيطر بشكل كامل على المباراة بعد الطرد، وأن نشكل الخطورة الكافية لمعادلة النتيجة، خصوصاً أننا واجهنا فريقاً متكاملاً، يحسن استغلال أخطاء المنافس.
وبشأن قيمة الحارس المكسيكي المتألق الذي أسهم في فوز فريقه، قال: هذا الحارس راؤول جودينو، سوف يكون بطلاً في المستقبل، وأحد أفضل حراس العالم، ونجح في التصدي لعدة كرات مؤثرة لا تقتصر على ركلة الجزاء فقط.
عدد اليوم
