لندن (رويترز) - أظهر مسح أمس أن أنشطة قطاع الخدمات نمت الشهر الماضي بأسرع وتيرة منذ مارس 1997 ، مما يزيد من احتمال حدوث قفزة كبيرة في معدل النمو الاقتصادي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2013.
وقالت شركة ماركت للبيانات المالية إن مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات ارتفع إلى 62.5 نقطة في أكتوبر من 60.3 نقطة في سبتمبر متجاوزا توقعات الاقتصاديين لهبوطه إلى 59.2 وهو ما يعزز احتمال أن يعدل بنك انجلترا المركزي توقعات النمو الفصلية صعودا في الأسبوع المقبل.
وفاجأ الاقتصاد البريطاني - الذي كان يبدو في بداية العام على شفا عام ثالث من الركود في خلال خمسة أعوام - المحللين بصعوده وسجل مؤشر مديري المشتريات المجمع أعلى مستويات منذ بدء تسجيل بياناته في عام 1996.
من ناحية أخري، قال مركز أبحاث بريطاني بارز أمس إن من المرجح أن يرفع بنك انجلترا المركزي أسعار الفائدة في النصف الثاني من 2015 قبل أن تهبط البطالة إلى 7%، وهو المستوى الذي سبق أن قال انه سيدرس عنده تضييق السياسة الائتمانية.
وتوقع المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية أن معدل البطالة في بريطانيا لن ينخفض عن 7% حتى أوائل 2016 وهو موعد أبعد مما يعتقد معظم المستثمرين. لكن المعهد قال في تقرير فصلي إن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة في 2015 من اجل منع نمو تضخمي للاقتصاد البريطاني. وأبقت بريطانيا على سعر الفائدة القياسي عند 0.5% - وهو أدنى مستوى له على الإطلاق منذ 2009 - لدعم الاقتصاد وسط تداعيات الأزمة المالية العالمية.
قال البنك المركزي في أغسطس إنه لن يدرس زيادة الفائدة حتى يهبط معدل البطالة إلى 7%. لكنه أشار إلى أنه قد يفعل ذلك في ظروف معينة، بما في ذلك إذا اعتبر أن الاستقرار المالي في بريطانيا في خطر. وعدل المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني العام القادم إلى 2% بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية عن توقعاته في أغسطس لكنها مازالت اقل تفاؤلا من توقعات معظم الخبراء الاقتصاديين.
من جانب آخر، ذكر بحث لشركة توظيف دولية أن عدد الوظائف الجديدة في القطاع المالي بالعاصمة البريطانية لندن تراجع في أكتوبر متخلفا عن انتعاش في السوق الأوسع للوظائف. وقالت شركة استبري مارسدين للتوظيف في الخدمات المالية في نشرة أول أمس إن 2335 وظيفة جديدة توفرت الشهر الماضي في القطاع المالي مقابل 2380 وظيفة في سبتمبر.
وقال مارك كاميرون كبير مسؤولي التشغيل في الشركة أن”البنوك أضيرت جدا خلال عملية التوظيف الماضية نتيجة زيادة لأجل قصير في حجم النشاط التجاري ثم اضطرت بعد ذلك للقيام بعمليات تسريح مكلفة للعمالة ولذلك فان بنوكا كثيرة تتحلى بالحذر وترجئ قرارات التوظيف الكبيرة.” وتراجع عدد الوظائف الجديدة بنسبة 12 في المئة في أكتوبر تشرين الأول عن العام السابق.
من جانب أخر، قال اتحاد شركات التجزئة البريطانية أمس إن مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة سجلت نموا طفيفا في أكتوبر مقارنة مع الشهر السابق لكن مبيعات الملابس تراجعت للمرة الأولى في سبعة اشهر بسبب اعتدال الأحوال الجوية.
وأظهر مسح للاتحاد أن القيمة الإجمالية لمبيعات التجزئة زادت 2.6% على أساس سنوي في أكتوبر ارتفاعا من 2.4% في سبتمبر لكنها اقل من المتوسط في الفترة من مايو إلي أغسطس والبالغ اكثر من 3%.
وقال ديفيد مكوركودال رئيس التجزئة في (كيه بي ام جي) التي اشرفت على المسح “أكتوبر كان شهرا صعبا آخر لشركات التجزئة وهو ما يذكرنا بأن التعافي بطيء”. ومع نمو الاقتصاد البريطاني بأسرع معدل في أكثر من ثلاثة أعوام في الربع الثالث من العام وارتفاع الإنتاج 0.8% بالأسعار الحقيقية فإن مستويات المعيشة مازالت في منحنى نزولي لأن الأجور تزيد بوتيرة أقل من معدلات التضخم.
وقال مكوركودال إن من غير المرجح أن تحقق مبيعات التجزئة نموا قويا حتى ترتفع الأجور بوتيرة أسرع. وقال الاتحاد إن نمو مبيعات التجزئة في أكتوبر قادته ألعاب الفيديو والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والأجهزة المنزلية. لكن المتسوقين أرجأوا شراء ملابس جديدة للخريف لأن الأحوال الجوية في أكتوبر الماضي كانت الأكثر اعتدال في بريطانيا في 100 عام مما تسبب في أول هبوط لمبيعات الملابس منذ مارس.
ويستبعد مسح اتحاد شركات التجزئة مبيعات الوقود ويشمل عددا من الشركات الصغيرة أقل من بيانات مبيعات التجزئة الرسمية في بريطانيا التي ستصدر في 14 نوفمبر. وأظهرت البيانات الرسمية لشهر سبتمبر زيادة قدرها 3.2% على أساس سنوي في قيمة مبيعات التجزئة.
عدد اليوم
