الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وديع الصافي: الأغنيات الهابطة تحتل الساحة ولبنان لم يعطني حقي

وديع الصافي: الأغنيات الهابطة تحتل الساحة ولبنان لم يعطني حقي
8 نوفمبر 2011 23:06
وديع فرنـسيس الشهير بوديع الصافي مطرب وملحّن لبناني، يعتبر من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي، كان له الدور الرائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد، أصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضًا. واقترن اسمه بلبنان، وبجباله التي لم يقارعها سوى صوته الذي صوّر شموخها وعنفوانها، ولد في 1 أكتوبر 1921 في قرية نيحا الشوف، وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد كان والده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس، رقيباً في الدرك اللبناني. عاش وديع الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، اضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخرى. بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية. ولعب الشاعر أسعد السبعلي دوراً مهماً في تبلور الأغنية الصافيّة، فكانت البداية مع “طل الصباح وتكتك العصفور” سنة 1940. وكان أول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان سنة 1944، حين سافر إلى مصر. وسنة 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل، حيث أمضى 3 سنوات في الخارج. صاحب الحنجرة الذهبية بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية “عاللّوما”، فذاع صيته بسبب هذه الأغنية التي صارت تردَّد على كل شفة ولسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا. وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال «عتابا» الذي أظهر قدراته الفنية. فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر أنّه مبتكر “المدرسة الصافية” (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية. وفي سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد. وفي أواخر الخمسينيات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة الأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي، وفيلمون وهبي، والأخوين رحباني وزكي ناصيف، ووليد غلمية، وعفيف رضوان، وتوفيق الباشا، وسامي الصيداوي، وغيرهم. دعم نجوم الساحة يحمل الصافي ثلاث جنسيات: المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، الاّ أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته “أن ما أعز من الولد إلا البلد”. واليوم رجل الـ 90 عاماً يروي لـ “الاتحاد” سيرته الفنية باختصار، قائلا: لست راضياً عما قدمته الدولة اللبنانية، فدولتنا تقدر فنانيها معنوياً فقط، ولكن لا وجود لضمانات مادية تساعد الفنان الذي رفع رأس بلاده لأكثر من 70 عاماً وجعله أسطورةً، ويتابع: من العار أن يموت الكبار فقراً، ولم أكافأ بالشكل الصحيح في بلدي لبنان. ووديع الصافي قدم ومازال يقدم الدعم لنجوم الساحة مثل عاصي حلاني ونجوى كرم وجوزيف عطية، فهذه المسيرة الطويلة والمليئة بالنجاحات كيف تضيف هذا الدعم فيجيب: كل فنان أدعمه كان صغيراً أو كبيرا، فالتشجيع ضروري لتصنيف الفنان الحقيقي ذي الصوت الرائع والفنان الذي يستند فقط إلى المكياج والشكل يبقى مكانه ويفشل. ويتابع: لو عدنا إلى مسرح الأخوين الرحباني لرأينا فيروز ووديع الصافي يقابلهم أشخاص مبتدئون. فالدعم يكون على أساس شخص له القدرات الصوتية والأهم أنه يملك الأخلاقيات الفنية. سيرة حياة الصافي تابع الصافي مسلسل “الشحرورة” فصنفه بغير الكامل، معتبراً أن هناك العديد من الأمور لم تكن موجودة في صباح، إلا أنها كانت في المسلسل، كما قال إنه يقدر السيدتين صباح وفيروز ويتمنى لهما الخير والصحة، مؤكداً أن العلاقات انقطعت معهما ولا داعي لذكر الأسباب. وحول ما إذا كانت ستترجم سيرة حياة وديع الصافي إلى مسلسل درامي، يقول: عرضت أمورا كثيرة ولكن لم نر شيئاً على الورق، فلو تم ذلك الموضوع لن يكون هناك ممثل واحد فلكل مرحلة يجب أن يكون لها لاعبها الطفل والشاب والأب والكهل وسيندرج المسلسل تحت عنوان: وديع فرنسيس. ويؤكد صاحب الحنجرة الذهبية أن وضع الفن اللبناني والعربي متزعزع، ويقول: لم يعد هناك كلمات أغنية ذات قيمة وهدف، فالأخلاقيات الفنية فقدت، ففي عصرنا كان هناك أغنية واحدة هابطة من بين آلاف الأغنيات وكانت تلاقي الكثير من التجريح، أما اليوم فالأغنيات الهابطة هي التي تحتل الأسواق العربية، والأغنيات المميزة وذات القيمة قليلة جداً. وأمنيته على صعيد الفن، هي أن يتمتع الفنان بالأخلاق الفنية، ويؤكد أنه لا يجوز أن نعطي صفة فنان لكل من قرّر أن يغني، فالفنان هو إنسان مميز له مميزات خاصة وحياة خاصة. الفن بحاجة إل قيمة وأخلاق وصوت، كل عمل يتمتع بالأخلاق هو فن. وعن أم الدنيا “مصر” “أم العرب”، يقول: شعبها متواضع يعشق الفن وكريم فقد حصلت على الجنسية المصرية خلال شهر واحد. 5000 أغنية ويضيف الصافي باعتباره مطرب كل العرب وكل الطوائف، قائلا: الفن هو لغة العالم، هو لكل الناس، هو لكل الطوائف، هو لكل إنسان موجود في هذه الدنيا. أما عن رصيد ذلك العملاق، فيقول: في البدايات كنت أغني مباشرة على الهواء في إذاعة الشرق الأدنى، ولكن لم يكن هناك آلات تسجيل فرحلوا مع الهوا، وفي أواخر الأربعينيات بدأت التسجيلات، ولكن هناك إبداعات 10 سنوات تقريباً ذهبت مع الريح. ومنذ ذلك الوقت كانت هناك أعمال أخرى أتلفت مع عامل الوقت وهناك أعمال فقدت ولكن أكثر الأعمال ما زالت محفوظة وسيتم تنقيتها. الموجود في جعبتي 5000 أغنية تقريباً غير “المواويل”. ويتعاون الكبير وديع الصافي مع الملحنين لدعمهم، ولكن يؤكد أنه يقوم بالتعديلات على الكثير منهم، ويقول: أتكرم عليهم وأغني لهم. وأقرب الملحنين إلى قلبه هما، الراحلان زكي ناصيف وفليمون وهبي. ألبوم جديد وفي الفترة الأخيرة كان قد تعرض وديع وابنه جورج الصافي للإهانات والشــتم من الإعلامي طوني خليفة، وفي التفــاصـيل يقول وديع الصافي “لن أهز مكانتي عند الـناس وأن أخفض مستــواي وأجيبه، لكن أظن أنه ندم. ويشرح ابنه جورج قائلاً: سافرنا إلى مصر لنسجل مع الفنانة أصالة وتفاجأت من هناك بما كتب الإعلامي طوني خليفة من شتائم، رغم أن الجميع يعلم أن الأستاذ وديع يغني لكل الناس، وأؤكد أننا لم نكن نعرف ما يجري مع أصالة ومواقفها، هل يجوز أن ينعت الكبير وديع الصافي بـ “قلة الوفاء”.. لم نرفع دعوة قضائية، وإلا أننا لن نرضى بالإهانات المباشرة، ولا مزيد من التصريحات. وعن جديد وديع، سيشارك في 13 ديسمبر المقبل في اليوم العالمي للمعاقين في سوريا. كما سيسجل أغنية لفلسطين، وقد أنهى تسجيل ألبوم جديد مؤلف من ثماني أغنيات وهو بانتظار شركة الإنتاج. «جعيتا» زينة لبنان يقول وديع الصافي عن مغارة جعيتا الذي غنى لها أجمل الكلمات والألحان “مغارة ما إلها باب شبابيكها ضوء القمر ...”: زرت عددا كبيرا من المغارات ولكن أجمل من مغارة جعيتا لم أر في الوجود، أراها زينة لبنان، قيمتها التاريخية أكبر باب لنا بدخول التاريخ والعالم من أوسع أبوابه، لبنان بلد صغير، لكن جعيتا ستجعله حديث كل العالم على كل بقاع الأرض، ويتابع: جعيتا مظلومة وليست فقط مظلومة، بل مظلومة جداً جداً، فهذه اللوحة االتاريخية الإبداعية يجب أن يعرفها العالم بأسره، وعلى الدولة أن تسعى لكي تصبح رمزاً من رموز لبنان كالشعراء والملحنين والفنانين الكبار، أقله أن توزع منشورات تروي تاريخ هذه الأعجوبة، وأتوقع أن تكون جعيتا الأعجوبة الثامنة. أما لو كان حال الفنانين اللبنانيين الكبار في لبنان كحال مغارة جعيتا يعانون الإهمال والظلم فيقول: ليس للفنانين رابطة وهذا سبب تشتتهم، فمن الظلم أن تكون نهاية كبار الفنانين مأساوية وموجعة. البلدان العربية قدرتني أكثر بكثير من بلدي لبنان مع احترامي لبعض الأفراد اللبنانيين.. وبالأخير اليوم جعيتا تحت رهن تصويت الناس.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©