الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإجازة الدراسية فرصة للاسترخاء ضمن ضوابط وقيود

الإجازة الدراسية فرصة للاسترخاء ضمن ضوابط وقيود
9 نوفمبر 2011 00:01
ليس أجمل من الإعلان عن إجازة طويلة من ضمن السنة الدراسية بالنسبة للطلبة المتلهفين دوماً إلى اللعب. وليس أكثر راحة من الابتعاد لبضعة أيام عن مسؤوليات الوظيفة بالنسبة للأمهات والآباء المتعبين من الاستيقاظ باكراً والعمل طوال النهار. ومع شعور أفراد الأسرة بالاسترخاء، تطل تساؤلات عن كيفية قضاء الأبناء لأوقات فراغهم. وما إذا كانت العطلة مفيدة فعلا ويتم استغلالها بشكل مثمر. وهل تحضر المذاكرة في جزء منها، أم أنها فرصة للتسمر لمدة أطول أمام الأجهزة الإلكترونية. صحيح أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بتنظيم برنامج للخروج إلى الطبيعة وزيارة الأقارب والأصدقاء. لكن عندما تمتد الإجازة لأيام إضافية وتعطل معها المدارس لفترة أطول، يصبح من الملح على الأهالي التنبه لضرورة تخصيص وقت معين لحث أبنائهم على القيام بالواجبات المدرسية والتحضير لمرحلة ما بعد العطلة. إذ إن الطلبة في الغالب، غير قادرين بمفردهم على تنظيم أمورهم والتوفيق ما بين الراحة المشروعة لهم، والمذاكرة المفروضة عليهم. أجندة مواعيد تتحدث الاختصاصية التربوية منى الخليل عن أهمية وضع أجندة متكاملة للطفل لتعويده على الالتزام بالوقت في مختلف المراحل العمرية والدراسية. وذلك بجعله يفرق بين اللهو والدراسة وعدم المزج بينهما لما فيه صالحه. وتقول إن «حالة الفوضى التي يعيشها الطلبة خلال أي إجازة تجعلهم يفرغون أذهانهم من المعلومات الأكاديمية، ليملؤوها في المقابل بمفردات اللعب والمشاهدات التلفزيونية التي تشغلهم عن كل شيء». وتوضح أنه عند فرض مواعيد معينة في البيت يشعر الطفل براحة أكبر، بحيث يكون على بينة من أمره عن جدول يومه. كأن يتناول وجباته على الوقت، ويستغل جزءاً من يومه في المذاكرة، وأن يلهو قليلا مع رفاقه ويترك فترة ما قبل النوم لمشاهدة التلفزيون، وهكذا. وتقول الاختصاصية إن عدم وضع ضوابط للطفل، يؤدي إلى تشتت في تركيبته الشخصية، وتشرح «لأنه بذلك يحسب أنه قادر على فعل ما يحلو له ساعة يشاء، وأن بإمكانه أن يقوم بأكثر من عمل في آن. يأكل ويلعب ويغني ويشاهد برامج الكرتون في الوقت نفسه، وأكثر من ذلك فهو لا يبذل أي جهد للتركيز على أمر واحد». وتؤكد أن هذا السلوك إذا ما استمر في حياة الأبناء يدمر قدرتهم على الدراسة بالشكل المطلوب. وتضيف «هذا ما يجب أن يلحظه الأهل، ولاسيما خلال العطل المدرسية، التي لابد أن تشملها المذاكرة في البيت لعدم نسيان المسائل الأكاديمية الأساسية». وتذكر الخليل أن الطفل كما يتمتع بذاكرة جيدة إذ بإمكانه أن يحفظ بسرعة، فهو معرض لنسيانها بالسرعة نفسها، ما لم يعمل على استذكار المعلومة مرارا وتكرارا بهدف ترسيخها في ذهنه. وتلفت إلى أن معظم الطلبة يعانون من تشتت في أفكارهم مع العودة إلى المدرسة بعد الإجازة، لأنهم يكونون قد ابتعدوا كليا عن الكتب المدرسية وما فيها من مواد وقواعد وأبحاث. هامش الحرية تتحدث نوال الخاجة عن شغب الأبناء خلال الإجازة، معتبرة أن مسألة الانضباط في شخصية الطفل ترجع إلى البيئة المحيطة به. وتذكر، وهي أم لابنتين توأم في الصف الرابع وولدين أحدهما في الصف السادس والآخر في الثامن، أنه على الأهل أن يشرفوا بأنفسهم على كيفية انقضاء الوقت لدى أبنائهم سواء كان ذلك خلال الإجازات أو في أيام الدراسة العادية. وتضيف «الطفل كلما شعر بأن هامش الحرية يتسع من حوله، استغل الأمر لصالحه وتهاون في إنهاء واجباته المدرسية على حساب مضيعة الوقت باللعب واللهو». وعليه ترى أنه يجب عدم الخلط بين الهزل والجد، وإعطاء كل وقت حقه. «فخلال الإجازة من حق الأبناء أن يستريحوا ويسترخوا قليلا بالبعد عن أجواء الدراسة، لكن هذا لا يعني أن يمضي اليوم بكامله من دون أن يفتحوا كتابا على الأقل». وتشير الخاجة إلى أنه لا يمكن مقارنة طفل بآخر لجهة الشعور بالمسؤولية تجاه المذاكرة. فابنتاها مجتهدتان وتتعاملان مع الواجبات المدرسية بشغف واهتمام، في حين أن ولديها لا يمكن أن يدرسا إلا بالإلحاح مع أن علاماتهما جيدة دائما. «وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أهمية الدور الذي يلعبه الآباء لوضع أبنائهم على السكة الصحيحة، وإرشادهم إلى مصلحتهم. فمن الخطأ إهمال هذه الناحية بحجة أن العطل المدرسية للراحة وحسب». ويوافقها الرأي الموظف علي العامري الذي يجد أن طول مدة الإجازة ليس من صالح الطلبة. ويوضح «هم بالكاد يهضمون الدروس اليومية مع أنهم يتابعون شرح الأساتذة في الصف، وهم مرغمون على حل الواجبات لتقديمها في اليوم التالي». ويرى العامري، وهو أب لـ 3 أولاد، أن العطلة المدرسية بقدر ما تشكل مناسبة للفرح للجميع، غير أنها تفرض أجواء من الضغط على الأهالي. ويشرح «نحن مطالبون تجاه أبنائنا بإيجاد برامج للترفيه والاستمتاع خارج البيت. ومع أن هذا الأمر مشروع لكن لا يمكننا أن نظل على هذه الحال يوميا. ولذلك أقوم شخصيا بوضع ضوابط لهذه المسألة أعلن عنها ما قبل بدء الإجازة بيوم. بحيث أقسم الأيام ما بين القيام بالنشاطات سويا، وما بين الدراسة التي أشرف عليها بنفسي قبل انتهاء الإجازة والعودة إلى المدرسة». والعامري مقتنع بأن هذا هو التصرف المثالي كي لا تعم الفوضى في البيت. ولاسيما أن الأبناء لا يعرفون اختيار الأفضل لهم. ويظنون أن اللهو هو أقصى ما يفرحهم بعيدا عن أجواء الدراسة والامتحانات. طاقة من جهة أخرى، يعتبر حسين راشد وهو أب لولد وبنت، أنه من المجحف بحق الأبناء إرهاقهم بالدراسة حتى في أيام العطل. وشرح «الطفل بحاجة إلى الراحة الذهنية والفكرية حتى يتمكن من التركيز، ومن غير المقبول أن يمضي كل وقته بالدرس كما الببغاء». ويذكر أنه يتعامل مع ولديه بمنتهى المرونة، لأنه يخشى أن تؤدي ضغوطاته عليهما إلى ردة فعل عكسية تكرههما بالعلم. «فلكل طفل طاقة معينة، ولا يمكن أن نحمله ما لا يقدر عليه لمجرد أن نحقق أنانيتنا بالقول إن ولدنا متفوق». ويوضح راشد أنه في المقابل حريص على إنهاء الواجبات المدرسية في مواعيدها، وعدم الانتقال إلى درس جديد إلا بعد التأكد من أن الدرس السابق قد تم فهمه جيدا. «أما ما عدا ذلك، من أمور الهوس بالدراسة، فأنا ضدها شكلا ومضمونا. فالمطلوب هو التعلم، أما أمر التفوق فهو يعود إلى تركيبة الطفل وقدرته على التميز. وأي محاولة لتلقين الطالب ما لا يتقبله من تلقاء نفسه، تكون إرهاقا بالنسبة له». وتعلق نجوى الإمام على أسلوب التعاطي مع الإجازة الدراسية بكثير من الهدوء، معتبرة أن خير الأمور الوسط. وهي أم لابن وحيد تتعامل معه بمنتهى التفاهم بحيث توازن بين أوقات المذاكرة وبين اللهو بحسب رغبته. «بالطبع أرفض أن يمضي إجازته كلها باللعب أو الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر وما شابه من الألعاب الإلكترونية. لكني كذلك لا يمكن أن أرغمه على المذاكرة خلال الإجازة أكثر مما يفعله في الأيام العادية، وإلا فما معنى العطلة». وتذكر الإمام أن مسؤولية تنظيم الوقت تقع على عاتق الأهل الذين يتمكنون بحكمتهم من إقناع الطفل بالامتناع كل الوقت عن اللعب. وتوضح أن مشاهد العنف اللغوي والتهديد، لا تنفع مع الصغار لأنها لا تقنعهم بشيء. «والمطلوب، هو الحديث المنطقي الذي يذكر الطفل بواجباته في مقابل حصوله على حقوقه في اللهو خلال الإجازة». انضباط وراحة يتحدث الطالب مروان البدوي (12 سنة) عن أنه ينتظر الإجازة بفارغ الصبر كي يقوم بزيارة رفاقه والذهاب معهم إلى «المول». «فمن غير المسموح لنا أن نخرج سويا خلال أيام المدرسة بسبب الامتحانات وضرورة النوم باكرا». ويقول إن الإجازة تعني له الراحة من المذاكرة. وهذا الرأي ينطبق على الطفل إبراهيم عيسى (7 سنوات)، الذي يمضي إجازته باللعب على جهاز «الآي باد». «أمي تمنعني من اللعب أثناء الدراسة، لذا فأنا سعيد جدا بالجلوس في البيت هذه الأيام لأني أفعل ما يحلو لي». أما ندى الهاملي (10 سنوات)، فهي تحب الدراسة وتتميز بشخصية منضبطة، بحيث تعرف تماما كيف تنظم وقتها. «أقوم خلال الإجازة بمذاكرة كل المواد التي تلقيتها في المدرسة وذلك خلال فترات وجودي في البيت. وعندما يقرر أهلي أن نخرج مع إخواني، فأنا أستمتع بوقتي وألهو معهم ومع رفيقاتي وبنات عمي».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©