الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلم: الاتحاد زاد وتيرة تطور الإمارات خلال أربعة عقود

المسلم: الاتحاد زاد وتيرة تطور الإمارات خلال أربعة عقود
9 نوفمبر 2011 00:01
يعد عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، شاعراً وكاتباً وناشطاً في مجال حفظ التراث والمأثورات الشعبية، ورغم سنه الصغيرة نسبياً إلا أنه يمتلك ذاكرة تراثية وثقافية واجتماعية عن وطنه الإمارات تفوق ما عند أقرانه بمراحل، وذلك بفضل مثابرته واجتهاده وحبه العميق للأرض التي نشأ عليها. لا يزال عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، يتذكر حتى الآن خلال دراسته في الابتدائية عام 1970، أنه كان يستخدم دفاتر تحمل صورة الشيخ صباح السالم أمير الكويت آنذاك، حيث كانت الكويت حينها تتكفل برعاية التعليم والصحة في إمارة الشارقة، وبعد قيام الاتحاد أصبحوا يتسلمون الدفاتر نفسها ذات اللون الوردي والسماوي، ولكنها كانت تحمل صور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله. ذكريات ما قبل الاتحاد عن ذكريات طفولته قبل قيام الاتحاد، يقول المسلم «أذكر أنني درست في «روضة الإيمان» وهي أول روضة أطفال في الشارقة، وكنت أرتدي الزي المدرسي وربطة عنق كنا نسميها «نكتاي»، وقبل قيام الاتحاد لا أزال أتذكر أيضاً مستشفى «الأميريكانية» وسمي بهذا الاسم نسبة لجنسية المشرفة عليه حينها وهي الدكتورة سارا هوسمان، كما أتذكر بعض المظاهر التي كانت موجودة في مناطق الدولة قبل قيام الاتحاد، مثل النقاط الحدودية التي كان يتم فيها تدقيق الأوراق الثبوتية أو صلاحية المركبة ونوعية حمولتها، ولكن هذه الظاهرة اختفت بقيام الإمارات التي كانت تعرف باسم «إمارات الساحل». ويضيف «كان لقيام الاتحاد وبروز دور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله حضور وتأثير كبيران في الناس، وقد كان للزيارات الميدانية التي يقوم بها الشيخ زايد والمشروعات التنموية التي يقوم برعايتها، تأثير إيجابي كبير على نفسية الإنسان الإماراتي، والارتقاء بالمجتمع الإماراتي الذي بدأ نجمه يسطع في داخل وخارج الدولة». ويوضح «في داخل الدولة اتضح ذلك من خلال تحسن المستوى المعيشي وارتفاع الدخل وشيوع التعليم المجاني الذي كان يشمل حينها تقديم دعم من الدولة يتضمن تقديم وجبة إفطار متكاملة العناصر الغذائية للطلبة، حيث تشتمل على الفاكهة والخبز والجبن والعصائر ولوح من الشوكولاتة، كما كانت وزارة التربية تزود الطلبة بزي مدرسي من خلال منحهم قطعاً من القماش لتفصيل البنطلونات والقمصان، كما كانت الوزارة توفر كميات كبيرة من الأحذية، بحيث يختار الطالب القياس المناسب له، والطريف في الأمر أيضاً أن الطالب البدين كان يمنح ضعف كمية القماش التي كانت تعطى للطالب العادي». ويواصل المسلم «أذكر في تلك الفترة أيضاً أنه أعلن في بداية قيام الاتحاد عن مشروع الشيخ زايد لتحفيظ القرآن الكريم، حيث كانت المدارس تعاود فتح أبوابها خلال العطلة الصيفية لتنفيذ برنامج التعليم الديني، وأذكر حينها أننا كنا نرتدي في المدرسة الدينية (الكندورة) الزي الوطني الإماراتي بخلاف العام الدراسي، وكان مشروع الشيخ زايد لتحفيظ القرآن يقدم رواتب شهرية مجزية للطلبة تصل إلى 600 درهم، وقد وجد المشروع إقبالاً منقطع النظير من الطلبة وذويهم على حد سواء، حيث كان الأهالي يعقدون صفقات مع أبنائهم خاصة تلك الأسر ذات العدد الكبير من الأولاد، وتقوم الصفقة على تقاسم رواتب طلاب المدرسة الدينية مع ما بين الطالب وأسرته، فإحدى الأسر تعطي ابنها مثلا 150 أو 200 درهم ليشتري دراجة هوائية، فيما تأخذ الأسرة بقية الراتب لتصريف الأمور المعيشية والعائلية». السبعينيات: بواكير التحول حول الحديث عن النصف الثاني من السبعينيات، يقول المسلم «في هذه المرحلة بدأ التحول الاجتماعي يتبلور بعد مرحلة تأسيس الاتحاد، حيث بدأت مظاهر الثراء الاجتماعي بالبروز عبر الهجرة من الأحياء القديمة إلى منازل سكنية جديدة وحديثة نظرا لوفرة السيولة وارتفاع أحجام الرواتب، ورافق ذلك انتشار السيارات بأعداد كبيرة جدا، ولهذا أقبل العديد من المواطنين على التدرب على السياقة، وزاد اقتناء السيارات الخاصة، وتزايدت أعداد سيارات الأجرة وسيارات النقل العامة، نظرا لظهور شركات المقاولات وشركات نقليات مواد البناء، كما ظهرت مدارس تعليم قيادة السيارات وبرزت ورش تصليح السيارات، وقد غدت السيارة محور كل تلك المشروعات، فقد فرضت نفسها حتى على تصميم البيت الذي أفردت فيه مساحة لكراج السيارة، وقد كان والدي رحمه الله شاباً مكافحاً وجريئاً في السبعينيات، حيث عمل في محطة الكهرباء التي كانت تسمى «الباور هوز» بوظيفة مشرف عمال، وتدرج في الترقي حتى أصبح مسؤول محطة كهرباء خورفكان، ومع ذلك كان يمتلك تطلعات تجارية لتحسين وضعه المالي، فقام عام 1974 بتأسيس شركة مقاولات، وكانت متخصصة في بناء البيوت الصغيرة والمتوسطة في خورفكان، ثم دخل والدي في شراكة مع أحد أصدقائه، فقاما بتأسيس شركة لتعليم قيادة السيارات، وفي العام 1979 أسس مدرسة ثانية لتعليم قيادة السيارة بمنطقة الذيد بالشارقة، وفي بداية الثمانينيات فتح فرعا آخر للمدرسة في مدينة الشارقة وهو قائم حتى اليوم بإدارة أخي الأكبر وتمثل قصة كفاح أبي قصص معظم المواطنين الذين استفادوا من التحولات الاقتصادية للمشاركة في بناء ملامح الدولة». الثمانينيات: تجليات الاتحاد عن مسيرة الاتحاد في الثمانينيات، يقول المسلم «في الثمانينيات بدأت تتجلى في الشارقة وسائر الإمارات الأخرى تأثيرات قيام الاتحاد، من خلال التطور العمراني وتطور شبكات الطرق وتأهيل الشوارع والأرصفة وانتشار الحدائق العامة والمتنزهات، ومن بينها المتنزهات الساحلية المعروفة اليوم باسم «الكورنيش»، ثم بدأت تنتشر دور السينما والمسارح، وظهرت محطات الإذاعة والتلفزيون الخاصة بكل إمارة، وهو الأمر الذي خلق وظائف جديدة، كما طرح نوعية جديدة من التخصصات الدراسية والمهنية في مجال الإضاءة وهندسة الصوت على سبيل المثال». ويتابع «كما شهدت الأسواق المحلية التقليدية تحولا جذريا نحو المجمعات التجارية الحديثة، كما كثرت معارض السيارات، ومع ذلك كانت هناك جوانب إيجابية عديدة رافقت التحول الاجتماعي من خلال دعم الدولة لقطاعي الزراعة وصيد الأسماك، حيث قامت الدولة في الثمانينيات بدعم المزارعين عبر تقديم الأرض مجانا والمشورة الزراعية ومدهم بالبذور والأسمدة والشتلات والفسائل والمبيدات الحشرية وآلات ضخ مياه الآبار، وكان الصياد يحصل على محرك لقاربه مجانا من الدولة، ومن جانب آخر دعمت الدولة المواطن الإماراتي بأكثر من صورة كدعم المواد التموينية، حيث كانت تحصل كل أسرة على كميات مجانية من الأغذية الرئيسة كالأرز والطحين والسكر، وكانت هناك بطاقات تموينية مجانية لعلف المواشي، فانتعشت بذلك تربية المواشي والإبل». التسعينيات: سباق المستقبل عن العقدين الأخيرين من الاتحاد، يقول المسلم «بدءاً من التسعينيات حتى اليوم، شهد المجتمع الإماراتي تحولات جذرية عديدة، فأصبح للتعليم مدن جامعية وانتشر تخصيص التعليم التقني، عبر كليات التقنية، وأضرب بذلك مثلاً مدينة مصدر، كما جرت تحولات حداثية على مستوى الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية التي بدأت الإمارات باستخدامها باكراً في نواح عديدة في الحياة اليومية أو العديد من مشاريع الدولة، وأصبحت الدولة تمتلك أقماراً عدة اصطناعية ومراصد فلكية، فأصبحنا نتكلم اليوم عن احترافية العمل بمستويات حضارية متقدمة وليس مجرد تنمية، وولد جيل إماراتي نوعي متقدم علمياً ومهنياً عبر إدارات الجودة الشاملة والإدارات العلمية كإدارة دبي التي تدير موانئ أميركية، وظهرت شركات عملاقة تستثمر في سائر أنحاء العالم». ويضيف المسلم «أصبح الحديث يدور في الإمارات اليوم حول التنمية المستدامة كما هي حال أبرز الدول المتقدمة عبر مشروعات نوعية كالعمل على إيجاد طاقة نووية، وأصبح من المألوف وجود مشروعات تعتبر مستقبلية مثل مشروعات المدن الخضراء وفتح أبواب لها عبر تشكيل نواة الأحياء السكنية في بعض مناطق الإمارات، لتحويلها مستقبلا إلى مجتمعات ومدن خضراء، فوصول الإمارات إلى هذه المرحلة، لدليل على تفوق الإنسان الإماراتي، ولدليل على نجاح الدولة في تجيير الثروة لتطوير المجتمع وخدمة الإنسان والعمل على تطوره واستقراره». وحول واقع المواطن الإماراتي، يقول «أصبح الإنسان الإماراتي اليوم، فخورا بنفسه ومجتمعه وبلده، شامخا بإنجازات وطنه الذي تحول إلى وجهة سياحية وثقافية واقتصادية عبر وجود أكبر المتاحف ومدن الترفيه والمناطق الصناعية، ولا ننسى أن دولة الإمارات اليوم أصبحت في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، هي من يمد يد العون لكثير من أقطار العالم، سواء على صعيد الإغاثة أو الإعانة أو الاستثمار والتنمية، بعد أن كانت في الماضي مجتمعا تقليديا بسيطا يتلقى المساعدة أو يتطلع للعون من الآخرين، وبكلمات بسيطة أقول أن دولة الإمارات تحولت من بلد ناءٍ ثم إلى بلد نامٍ ثم إلى بلد متطور وعصري يحلم الكثيرون بالعيش فيه، وعلى الرغم من كل التطور الذي شهدته الدولة على جميع الصعد، بقي الإنسان الإماراتي متواضعاً ومتسامحاً وخلوقاً ومحباً للآخر».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©