الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بدء الإنتاج في حقل «جوبيليه» الغاني

بدء الإنتاج في حقل «جوبيليه» الغاني
28 يناير 2011 20:46
بدأ حقل نفط جوبيليه في غانا إنتاجه الأول مؤخراً، ويرى محللون أن فائدة ذلك لا تقتصر على تعزيز انتاج شركة أناداركو بتروليم التي تملك حصة من هذا الحقل ولكنه يؤكد أيضاً استراتيجية شركات النفط المستقلة الأميركية الرامية إلى مواصلة التنقيب عن النفط والغاز في أنحاء مختلفة من العالم، رغم عزوف معظم الشركات الأخرى عن ذلك. ذلك لأن شركات النفط تواجه على الصعيد الدولي مصاعب تعيقها عن الخوض في أسواق جديدة تهيمن عليها شركات نفط حكومية. غير أن أناداركو تسعى رغم ذلك إلى نمو مخطط خارج الولايات المتحدة. وقد ثبت جدوى هذه الاستراتيجية إذ تقول أناداركو إنها تتوقع أن يزيد إنتاجها بنسبة 7 إلى 9 في المئة في السنوات الخمس المقبلة وأن تكون معظم هذه الزيادة من سلسلة اكتشافات النفط قبالة ساحل غرب أفريقيا. وقال جيم هاكيت رئيس تنفيذي أناداركو: “بالنسبة لأناداركو يعتبر حقل جوبيليه منطلقاً وسط منطقة أفريقيا الغربية الواعدة التي تمتلك فيها الشركة نحو 7 ملايين فدان تقريباً تمتد عبر غانا وكوت ديفوار وليبريا وسيراليون”. ويعد هذا المجال فرصة سانحة لشركة تسعى إلى تعويض خسائر سنة عصيبة. ذلك لأن كون أناداركو شريكاً بنسبة 25 في المئة في بئر ماكوندو التابع لشركة “بي بي” فهي تواجه مليارات الدولارات من مطالبات التعويضات المنتظرة المترتبة على انفجار 20 أبريل والتسرب النفطي الذي خلفه في خليج المكسيك. إذ يتوقع محللون أن تبلغ التعويضات التي على أناداركو تسديدها ما بين 5 و10 مليارات دولار. يذكر أن أسهم أناداركو قفزت من مستوياتها المتدنية عقب تسريب ماكوندو البالغة نحو 34,54 دولار إلى 69,56 دولار وهو ليس بعيداً عن أعلى مستوياتها لفترة 52 أسبوعاً البالغة 75,05 دولار في أبريل قبل الانفجار بخمسة أيام فقط. ويتغاضى محللون عن التعويضات المحتملة المتعلقة بحادثة التسريب تلك ويركزون بدلاً من ذلك على فرص النمو في محفظة أناداركو الدولية. ويقول بنك كريدي سويس في تقرير أصدره مؤخراً: “لا نزال على ثقة بأن لدى أناداركو أقوى محافظ الموارد وأرسخها وسط الشركات المستقلة العالمية”. كما يقول بنك باركليز كابيتال: “إن محفظة مشاريع أناداركو البرية تكفل نمواً مستداماً وتترسخ من واقع اكتشافات مياه عميقة واعدة”. وضمن التصريحات التي أصدرتها أناداركو مؤخراً ثلاثة اكتشافات غاز طبيعي قبالة ساحل موزمبيق، كما أن للشركة اكتشافاً كبيراً قبالة ساحل البرازيل ونتائج واعدة من عمليات حفر قبالة ساحل سيراليون، هذا بالإضافة إلى اكتشاف نفطي كبير آخر في حقل “أوو” قبالة ساحل غانا واكتشاف غاز ضخم في بحار أندونيسيا. كذلك لدى أناداركو مشاريع مهمة في حقول الصخر الزيتي في كل من مارسيلوس وايجل فورد ونيوبرارا في الولايات المتحدة. وتعتزم أناداركو تكثيف جهودها عام 2011 على زيادة إنتاجها في حقل جوبيليه وحقل سيزار - تونجا في خليج المكسيك وحقل الميرك في الجزائر لكي تضيف إلى انتاجها 60000 برميل نفط مكافئ في اليوم أو 9 في المئة من إنتاجها بحلول آخر عام 2012. يقول راؤول ليبلان كبير مديري مؤسسة “بي اف سي إينرجي” الاستشارية: تعد أناداركو من الشركات المستقلة القلائل الساعية إلى النمو من خلال الاكتشافات والتنقيب في مناطق خارج الولايات المتحدة. وهي استراتيجية تختلف عن التوجهات السائدة. وقد يتشكك المراقبون من ذلك غير أن أناداركو حالياً تنتج بالفعل من تلك الاكتشافات”. يذكر أن أناداركو طالبت بتطبيق حالة “القوة القاهرة” لأربعة من حفارات المياه العميقة في خليج المكسيك عقب قرار إدارة أوباما بحظر عمليات الحفر، غير أن اثنتين منهما جاري استشكالهما أمام المحكمة. ومن أجل أن تزيد السيولة حصلت أناداركو على قروض بلغت 5 مليارات دولار وأصدرت سندات بلغت ملياري دولار بفائدة 6,375 في المئة في الربع الثالث من عام 2010، وبلغ نقدها المتاح في ختام الربع الثالث 4,2 مليار دولار، بينما بلغ صافي ديونها 9,3 مليار دولار. غير أن الشركة لم تجنب أي مبالغ لتغطية التعويضات المنتظرة المتعلقة بحادثة التسريب النفطي لشركة “بي بي” إذ تقول أناداركو إن القرائن المتاحة علناً تشير إلى أن انفجار البئر وانفجار حفار ديب ووتر هورايزون وما لحقه من تسريب نفط كان يمكن منعها وأن النتيجة المباشرة لقرارات “بي بي” وإجراءاتها تشكل على الأرجح إهمالاً جسيماً من جانب “بي بي”، وترفض “بي بي” هذا الادعاء ويبدو أن القضية سيفصل فيها أمام المحاكم. وتقول أناداركو إنها تعتزم ألا تدع هذه المسألة تؤثر عليها أو تجعلها تحيد عن أهدافها. ويقول هاكيت إن أناداركو بالاشتراك مع جوبيليه وضعت معايير جديدة لإدارة المشاريع. وتم انتاج باكورة نفط جوبيليه بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الاكتشاف الابتدائي وهي فترة تساوي نحو نصف الفترة الزمنية المعتادة. وان استطاعت أناداركو مواصلة قوة الدفع هذه في اكتشافات أخرى ففي وسعها أن تصبح بالقوة التي تكفي لإنقاذها من أي أضرار محتملة من حادثة “بي بي”. نقلاً عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©