الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التجاذبات السياسية إثر اعتقال بعثيين تكشف تحديات العراق

7 نوفمبر 2011 23:21
قال محللون إن الاعتقالات التي استهدفت بعثيين سابقين مؤخراً أثارت غضب العرب السنة في محافظة صلاح الدين الذين طالبوا بإقليم لهم وسلطت الضوء على التحديات التي يواجهها العراق، وأبرزها تهدئة التوتر الطائفي والحفاظ على الوحدة الوطنية. وكانت القوات العراقية أوقفت الشهر الماضي مئات من أعضاء حزب البعث المنحل بتهمة “زعزعة استقرار أمن البلاد”، حسبما قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وعلى إثر ذلك أقدم مجلس محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية التي تضم مسقط رأس صدام حسين بالتصويت على إعلان المحافظة إقليما مستقلا “إداريا واقتصاديا” في 27 من الشهر الماضي، على غرار إقليم كردستان في شمال العراق. ورأى محللون أن الخلاف بشأن هذه الاعتقالات التي تلاها إعلان صلاح الدين إقليما، سلط الضوء على عدد من التحديات التي يواجهها العراق. وقال جوست هيلترمان المتخصص في شؤون العراق والشرق الأوسط ونائب مدير مجموعة الأزمات الدولية “هناك خلل وظيفي حاد بين بغداد كمركز والمحافظات وهناك توترات كبيرة بين رئيس الوزراء وخصومه”. وأضاف أن “الظاهرتين تلتقيان في المحافظات ذات الأغلبية السنية، والتي يلقى فيهما اللوم على بغداد لدوافع طائفية”، مؤكدا أن “الاعتقالات جاءت لتعزز هذا المفهوم”. إلى ذلك أعرب علي الصفار المحلل العراقي في مجموعة “إيكونوميست إنتليجنس يونيت” ومقرها لندن، عن مخاوف بشأن هذه الاعتقالات. وقال “إنها نذير سوء بالنسبة للعراق لأن التصور أنها تستهدف على وجه التحديد العرب السنة”. وأضاف “إذا استمر هذا التصور فسيزيد من تفاقم التوترات الطائفية القائمة”. وأشار إلى أن “السنة يرون أن هذه الاعتقالات غير عادلة وتستهدف طائفتهم، في حين يعتقد الشيعة أنها محاولة من السنة للانفصال عن المركز”. وأكد جون ديريك المحلل الذي يعمل لمؤسسة “إي كي إي” الأمنية ومقرها بريطانيا أن المالكي قد يضطر لمعالجة قضية الحكم الذاتي هذه. وأوضح ديريك أنه “سيكون على رئيس الوزراء مواصلة التصدي لدعوات الأقاليم” مشيرا إلى أنه “لا يبدو المالكي لديه أي نية في التخلي عن الحكومة المركزية”. ورأى أن “دعوات صلاح الدين قد تكون مجرد احتجاج رمزي يهدف إلى إصدار بيان واضح للحكومة المركزية، لكننا نتوقع أن نرى مطالب مماثلة في محافظات أخرى”. وأضاف “قد يتطور هذا التكتيك إلى نوع من الحركة التي تهدف إلى دفع الحكومة المركزية لإعطاء مزيد من الأموال إلى المحافظات”. ويبدو أن محافظة الأنبار التي يشكل السنة غالبية سكانها أيضا، قد تحذو حذو صلاح الدين إذ أعلن رئيس مجلسها مأمون سامي رشيد أن “كل الخيارات متاحة بالنسبة لنا بما في ذلك إعلان محافظة الأنبار إقليما”. لكنه يبدو أنه تراجع عن تصريحاته في وقت لاحق وحث أعضاء مجلس المحافظة على “عدم خلق أزمة مع الحكومة”. من جانبه رأى المحلل ريدار فيسر رئيس تحرير موقع “هستوريا” أن الاعتقالات سببت مشكلة بينما يشكل التصويت على الحكم الذاتي ورد المالكي عليه، من التحديات المحتملة للوحدة العراقية. وأضاف أن “الاعتقالات تفتقر إلى أساس قانوني واضح على ما يبدو بينما يسعى كل من المؤيدين والمعارضين لبقاء صلاح الدين في الاتحاد للالتفاف على الإطار القانوني من أجل دعم قضيتهم”. وتابع أن “المالكي وصم بذلك محافظة كاملة بالبعثية الجديدة ما يثير تساؤلات حول قدرته على البقاء رئيسا للوزراء للعراق كله”. وأضاف “ها هي أفكار الفيدرالية اليوم قد تتحول إلى أفكار انفصالية غدا إذا بقي المالكي غير قادر على إعطاء سكان صلاح الدين بعض التنازلات والأمل في المستقبل”. وفي الوقت الذي يعارض المالكي بشدة قضية التصويت على إعلان إقليم صلاح الدين، وصف رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الخطوة بالدستورية. وأبدى محللون شكوكهم في قدرة صلاح الدين على أن تتحول فعلا إقليما مستقلا مؤكدين أن هذه المحافظة التي يقطن فيها 1,5 مليون نسمة ستواجه مشاكل اقتصادية. وقال الصفار “أعتقد أن انفصال صلاح الدين سيكون صعبا للغاية” مشيراً إلى أن صلاح الدين ليست “غنية ولا تملك موارد طبيعية”. وتفيد إحصاءات نشرتها الأمم المتحدة في فبراير الماضي بأن 39,9% من سكان المحافظة يعيشون تحت خط الفقر، فيما بلغت نسبة البطالة 18%. على كل حال يبدو أن محافظ صلاح الدين لا يزال في الوقت الراهن مصراً على المضي قدما في المطالبة بتشكيل إقليم منفصل. وقال “لن نتراجع عن مطالبتنا لإنشاء منطقة اقتصادية وإدارية”. وأضاف أن “الأمر الآن أصبح في أيدي المواطنين”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©