الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوسف القعيد: هستيريا الكتابة عن محفوظ منعت كتابي عنه لسنوات

يوسف القعيد: هستيريا الكتابة عن محفوظ منعت كتابي عنه لسنوات
1 نوفمبر 2015 12:53

في ذكرى وفاة الأديب العالمي نجيب محفوظ الأخيرة، أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب صدور "محفوظ إن حكى.. ثرثرة محفوظية على النيل" للكاتب الكبير يوسف القعيد، وهو الكتاب الذي استغرق التجهيز له أكثر من عام، بعد أن تجاوز مؤلف الكتاب حالة التردد، في نشر حواراته مع "أديب نوبل" في كتاب بسبب هيستريا الكتابة عن نجيب محفوظ بعد حصوله على جائزة نوبل، الكتاب ينفرد بمجموعة من الحكايات والخبايا، لم يكتبها نجيب محفوظ في رواياته وقصصه القصيرة، وحصل عليها القعيد، بحكم اقترابه من الأديب الكبير، قبل حصوله علي جائزة نوبل.

في حوار لـ"الاتحاد" يتحدث يوسف القعيد عن علاقته بنجيب محفوظ، وتجربة الكتابة عنه، وسبب التأخر في إصدار الكتاب كل هذه السنوات.. فإلى نص الحوار:

بدايةً.. ما سبب تأخر صدور كتابك عن محفوظ رغم مرور 9 سنوات على وفاته؟ ـــ هناك حالة من الهستيريا أصابت الكثيرين بعد حصول محفوظ على نوبل عام 1989، وكل من قابل نجيب محفوظ في الشارع أو صافحه أو جلس معه حتى لدقيقة واحدة أصدر عنه كتابًا، وادّعى صداقته، وحجم الكتب التي صدرت عنه من 1989 حتى اليوم مهول ومخيف، والجيد منها نادر، والباقي كله لا يعد كتبًا بأي حال، وكان هذا سببًا في تأجيل  خطوة إصدار كتابي حتى تهدأ هذه الحالة. المهم أن الكتاب رأى النور أخيرًا.

 ما هي أهم الاسرار التي حصلت عليها في حوارك السنوي مع أديب نوبل؟ ــ في الحديث السنوي الذي أجريه معه في ذكرى حصوله على نوبل من كل عام، كان عن الجائزة، وخفايا ترشيحه لها، وقد حكى لي أكثر من مرة القصة الكاملة لعلاقته بنوبل، والدور الحاسم الذي لعبته مدرسة النقد الفرنسية في حسم حصوله عليها عندما كانت لجنة نوبل مترددة في الحسم بينه وبين أدونيس. كما وصف لي كيف ذهب إلى رئاسة الجمهورية بعد حصوله على نوبل بتاكسي في قصر عابدين، ليكتب كلمة شكر في دفتر الزيارات، كان يشكر الرئيس الأسبق حسني مبارك على اتصاله التليفوني بعد حصوله على نوبل، وأيضًا الحفل الذي أقامه له مبارك في قصر الاتحادية بعد حصوله على نوبل. صاحب "الثلاثية خصّني بحكاية عن تكريمه من رئاسة الجمهورية، وهي أن مؤسسة الرئاسة لم توجه دعوة لزوجته أو ابنتيه لحضور هذا الحفل، وتحرجه من الاتصال بالرئاسة طالبًا ذلك، بل أن الرئاسة لم توجه دعوة لصديق عمره توفيق صالح بسبب أنه شارك في اعتصام الفنانين، وكان توفيق صالح ينوي إخراج فيلم تسجيلي عن نوبل نجيب محفوظ، وصرف النظر عن الفكرة بعد تجاهل مؤسسة الرئاسة له، وليته لم يفعل هذا، فهو مخرج مهم، وفيلمه التسجيلي عن نوبل نجيب محفوظ كان سيصبح وثيقة شديدة الأهمية.

وماذا عما كتبته عن محفوظ ونشرته في الصحف خلال حياته؟ ـــ كتبت عنه الكثير، وأجريت معه الكثير من الحوارات، حتى أنه في السنوات الأخيرة كان في عيد ميلاده 11/12، أو ذكرى حصوله على نوبل 12 أكتوبر، كان يذكرني بالحديث الذي أجريه معه، وقد حدث هذا أكثر من مرة أمام زملاء لا أعرف مدى نزاهتهم في تذكر هذه الواقعة. كل عام كنت أجري معه حوارين أنشرهما في المصور، وبعد أن تركت المصور سنة 2000 كنت أنشر الحوارات في جريدة الحياة اللندنية، وكان يقول لي نجيب محفوظ: "ربنا ما يبطل لك عادة"، ويذكرني بهذه العبارة بفكرة الكتابة عنه أو إجراء حوار معه. بل أني اتفقت معه وكان ذلك قبل نوبل، أن نخصص كتابًا عبارة عن حوارات معه عن الوظائف التي تولاها، مثل السيناريست أو الرقيب أو سكرتير الشيخ مصطفى عبدالرازق، أو المسؤول في مؤسسة القرض الحسن. وقد أجريت بعضها لكنها لم تكتمل، ثم اتفقنا على سلسلة حوارات حول نقطة الإبداع الأولى التي بدأت منها كل رواية في عقله، ولم نقترب من هذا الموضوع لأنه بعد نوبل أصبح من المستحيل إجراء حوارات طويلة معه، لأن الرجل كما قال لي أصبح "نجيب محفوظ المطارد"، لم يكن يملك وقته ولا جلساته ولا وحدته التي حاول أن يصونها مدى حياته كلها.

وماذا عن الكتاب الثاني الخاص بكتاباتك عن محفوظ؟ ــ انتهيت من جمع مواده، وينتظر مراجعته وجمعه بشكل نهائي لإرساله للناشر، لكني لا أريد إن يُنشر الكتابان دون فاصل زمني جيد، حتى أعرف ردود الفعل حول ما كتابي عن محفوظ، خصوصًا وأن كثيرين سألوني في السنوات الأخيرة عن هذا الكتاب.  أخيرًا.. قلت من قبل أنك تفكر في كتابة مذكراتك، فهل اتخذت قرارك؟ ــــ في الحقيقة لا، أنشغل كثيرًا من وقتٍ لآخر بأعمال وكتابات صحفية، كما أن كتاب محفوظ أخذ الكثير من وقتي، وفي الحقيقة أتهرب ولا أعلم ما إذا كنت سأقدر في النهاية على كتابتها أم لا.

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©