الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«جثة على الرصيف» .. شروط الولائم

«جثة على الرصيف» .. شروط الولائم
19 نوفمبر 2014 00:35
محمد وردي (دبي) مسرحية «جثة على الرصيف» هي العرض الثاني من خارج المسابقة الرسمية في «مهرجان دبي لمسرح الشباب»، جرى تقديمها مساء أمس الأول على صالة مسرح «ندوة الثقافة والعلوم في الممزر بدبي. ينتمي العرض إلى «مسرح الجامعة»، من إنتاج «دائرة الثقافة والإعلام» في الشارقة. وهو من تأليف السوري الراحل سعدالله ونوس، وإخراج أحمد الشامسي، وتمثيل حسن يوسف بدور «السيد»، راشد دحنون بدور «المتسول»، إسماعيل سمحان بدور «الجثة»، فارس زياد بدور «الحارس»، غسان فضل بدور «الكلب». يحكي العرض قصة مشردين، لا يجدان مكاناً يؤويهما، فيتسكعان بالشوارع في إحدى الليالي الصقيعية، حيث البرد ينخر العظام، ما يجعل أحدهما يتهاوى ويموت على الرصيف بمدخل قصر «السيد». وحينما يحضر الحارس يسعى جاهداً لإبعادهما عن مدخل القصر، وعندما يكتشف أن من كان يحسبه نائماً قد مات، يدخل بحوار مع المتسول الآخر يؤشر على مدى اضمحلال قيمة الإنسان حياً قبل أن يكون ميتاً. ويصل المشهد إلى ذروته الدرامية، مع خروج «السيد» من قصره في نزهة خاصة للكلب. وعندما يكتشف الجثة يقرر أن يشتريها بقطعتين فضيتين كوجبة دسمة للكلب، ولكنه يشترط على المتسول الحي، أن تكون الجثة صالحة للاستهلاك «الكلبي»، فيأمر بشق جوف الجثة للتأكد أنها ليست منتنة، حينذاك لا تصعب على المتسول الحي نهاية رفيقه وصديق عمره في رحلة الشقاء، وإنما تصعب عليه حاله، فيعرض نفسه على «السيد» للبيع بدل رفيقه الميت. حينها تتجاوز الصدمة حدور المفارقات السوريالية، إلى ما هو أبعد من التشيء أو تسليع الإنسان، وتصل إلى حالة من العدمية تلغي القيمة الإنسانية بكافة تمظهراتها أو تشكلاتها الأخلاقية والدينية، حينما يستنكر «السيد» شراء إنسان حي بتأفف واستهجان يطفح بالقرف والتقزز، ويفيض على مشهد النهاية بالكثير من الأوجاع والآلام التي تجرح الوعي، وتحز بالروح عميقاً. يمكن القول، إن المخرج أحمد الشامسي قارب ما يمكن أن نسميها «ثيمة» النص، التي تقوم على فكرة تشييء الإنسان، والتعامل معه كسلعة قابلة للاستهلاك، ولها صلاحية محددة، وبعدها تصبح نفاية مثل نفايات الأشياء الأخرى المستهلكة. ولكن العرض مضى بسرد الحكاية بعيداً عن تساؤلاتها الواقعية العميقة، التي رمى إليها نص سعدالله ونوس، خصوصاً لجهة الإضاءة على طغيان الاستبداد واستشراء الفساد الذي داس على رقاب العباد وساد وماد، وأسس للانحدار بالقيمة الإنسانية إلى مستوى تشييئها أو تسليعها، كمعادل موضوعي لحركة الصراع في الواقع. وسبق للشامسي أن أعد وأخرج «فرسان العربية» التي جرى تقديمها في «اليوم العالمي لإحياء اللغة العربية» عام 2013. سبق العرض جلسة حوارية مفتوحة في «المجلس» بعنوان «نون النسوة في مسرح الشباب»، تحدثت فيها الدكتورة حصة لوتاه رئيسة اللجنة الثقافية في «ندوة الثقافة والعلوم»، والفنانتان أشجان وعلياء المناعي. وأدارتها الكاتبة صالحة عبيد. فتتطرقت الحوارات إلى المشاكل والعقبات التي تعترض عمل المرأة الإماراتية في الفن بشكل عام في الماضي والحاضر. وتناولت الحوارات أيضاً الحركة المسرحية في الدولة، واقتصار الاهتمام فيها على المهرجانات والجوائز، وضرورة الانتقال إلى الحالة الجماهيرية، أو على الأقل تعميم العروض على جامعات الدولة. أما اليوم، فسيجري تكريم شخصية العام في «المجلس»، يلي ذلك قراءة عامة للعروض المسرحية المشاركة في المهرجان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©