الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقرير بريطاني: انتهاء حقبة المواد الغذائية رخيصة الثمن

تقرير بريطاني: انتهاء حقبة المواد الغذائية رخيصة الثمن
28 يناير 2011 20:43
تقترب حقبة المواد الغذائية رخيصة الثمن من نهايتها نتيجة للارتفاع المتوقع في أسعار المحاصيل الأساسية لما بين 50 إلى 100% في غضون السنوات المقبلة؛ وذلك حسب التقرير الصادر عن الحكومة البريطانية. وخلصت واحدة من كبريات الدراسات من نوعها بعنوان “مستقبل المواد الغذائية والزراعة في العالم” التي شارك في إعدادها نحو 400 خبير من 35 بلداً، إلى أن نمو الإنتاج لن يكن في مقدروه مجاراة الطلب المتزايد بعد اليوم، كما كانت الحال في العقود الأخيرة. وإذا كان الهدف هو توفير مواد غذائية تكفي للحد من انتشار الجوع في ظل ارتفاع عدد سكان العالم لما يقارب 9 مليارات فرد، فإن ذلك يحتاج حتماً لثورة غذائية، حسب التقرير الذي أعدته مؤسسة “فورسايت” الفكرية. واستخدم مصطلح “التركيز المستدام” لوصف الطريقة التي يتم بها إدراج كل التقنيات بما فيها التعديل الوراثي بغرض زراعة المزيد من المحاصيل في قطعة الأرض نفسها، 4,6 مليار فدان، دون إلحاق الضرر بالبيئة أو استهلاك كميات ضخمة من الطاقة والمخصبات. وحتى يومنا هذا- حيث لم يعد الجوع من القضايا السياسية الكبرى التي تشغل بال العالم- هناك نحو 925 مليون فرد يفتقرون إلى القوت الذي يسد رمقهم، بالإضافة إلى مليار آخرون يعانون “الجوع الخفي”؛ نتيجة خلو موائدهم من العناصر الغذائية الأساسية. وعلى النقيض، يعيش نحو مليار آخر حد الترف والبذخ ينشرون أوبئة جديدة مزمنة ومعدية تهدد الصحة العامة ناتجة عن السمنة والإسراف في الاستهلاك. وتصدى التقرير بجانب عدم توازن توافر المواد الغذائية، إلى أكبر قضية يواجهها العالم اليوم، وهي عدم الاستقرار الزراعي. ويقول التقرير: “يعيش النظام الغذائي العالمي اليوم خارج إمكاناته، حيث يعمل على استهلاك المصادر بسرعة أكثر من تعويض الطبيعة لها. وينبغي على هذا النظام تكييف نفسه حتى يبلغ مستوى الاستدامة. كما هناك حاجة ملحة لإحداث تغييرات جوهرية في النظام الغذائي والحلقات المتصلة به من استخدامات المياه والطاقة، بالإضافة إلى التصدي لقضية التغير المناخي. وربما لا يكون كافياً زراعة المزيد من المواد الغذائية في حد ذاتها بصورة مستدامة. وأن التصدي لقضية ما يتبقى من طعام خلال الدورة الغذائية الكاملة سيكون ضرورياً في أي استراتيجية لإطعام سكان العالم بشكل دائم وعادل والذين من المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 8 مليارات بحلول عام 2030”. ويتعرض ما لا يقل عن 30% “50% في بعض التقديرات” من المحاصيل الغذائية المزروعة إلى الضياع أو التلف قبل أو بعد وصولها إلى المستهلك. وتشير الدلائل التي تم جمعها عبر التقرير إلى أن الهدف الحقيقي هو الوصول إلى خفض إهدار الطعام بنحو النصف بحلول 2050 ما يؤدي إلى خفض كمية الطعام المطلوبة بنحو الربع. كما هناك حاجة إلى تحسين الحوكمة في النظام الغذائي العالمي لا سيما عن طريق خفض الدعم والقيود التجارية التي تضر بمصالح الدول الفقيرة وتزيد من حجم الصدمات وتقلبات الأسعار، كما حدث عندما بلغت الأسعار ذروتها في 2007-2008 مما نتج عنه زيادة عدد الجوعى في العالم بنحو 100 مليون شخص. وتؤكد كارولين سبيل مان وزيرة البيئة البريطانية على توصيات التجارة الحرة قائلة: “علينا فتح الأسواق العالمية وإنعاش التجارة الدولية وإجراء الإصلاحات التي من شأنها مساعدة الفقراء حتى نستطيع النهوض بهذه الثورة الغذائية. كما ينبغي تفادي القيود التجارية خاصة في وقت شح المواد الغذائية، وكذلك السيطرة على تقلبات الأسعار عبر بناء جسور الثقة والتعاون وخلق شفافية أكبر حول مستويات الاحتياطي الغذائي الحقيقية”. نقلاً عن: “فاينانشيال تايمز” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©