أبوظبي (الاتحاد) - تبحث الدورة الرابعة من «منتدى أبوظبي للابتكار» آليات توظيف التطورات التقنية الحديثة لدعم سياسيات الابتكار التي تنتهجها الشركات، وضرورة دراسة عادات المستهلكين واحتياجاتهم لتوظيف الأفكار المبدعة بطريقة تلبي تلك الاحتياجات.
كما تبحث الدورة، التي انطلقت فعالياتها أمس في أبوظبي، فهم تصور مؤسسات الأعمال في مجال الابتكار، ومختلف الاستراتيجيات المبتكرة التي تتبعها تلك المؤسسات ضمن عملية اتخاذ القرار.
وافتتحت أمس فعاليات الدورة، التي تنظمها مجموعة جامعة أبوظبي للمعارف في فندق وستن أبوظبي منتجع جولف وسبا، تحت شعار «استخدام أحدث التقنيات والاستراتيجيات لتوظيف قوة الابتكار»، وذلك على مدار يومين، بحضور الدكتور أحمد بدر الرئيس التنفيذي لمجموعة جامعة أبوظبي للمعارف، ونخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الابتكار في الدولة والمنطقة.
وقدمت رانيا رستم نائب الرئيس للابتكار والاتصالات في جنرال إليكتريك بالإمارات، خلال الكلمة الرئيسية بالمنتدى، عرضاً تناولت من خلاله نتائج مقياس الابتكار العالمي، وهي دراسة موسعة وشاملة قامت بتدشينها جنرال إليكتريك منذ 3 سنوات، وتقوم من خلالها باستكشاف اتجاهات قادة ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم في مجال الابتكار، وكيف تؤثر تصوراتهم هذه على استراتيجيات الأعمال في بيئة منفتحة على العالم ومتزايدة التعقيد، حيث تضمن مقياس الابتكار العالمي منذ 2013 استطلاع دولي لآراء نحو 3000 من كبار رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين الذين يتولون وضع وتنفيذ استراتيجيات الابتكار في المؤسسات التي يعملون بها من 25 دولة.
وأشارت إلى أن مقياس الابتكار العالمي هذا العام تناول دراسة العوامل التي يرى رواد الأعمال أنها الدافع أو العائق لعملية الابتكار، بالإضافة إلى تحليل السياسات التي تمكنهم من تطبيق استراتيجيات الابتكار وتساهم في دفع النمو، كما تضمنت دراسة المقياس العالمي للابتكار دراسة كيفية تعامل كبار رجال الأعمال حول العالم مع عقبات التفكير التقليدي والحواجز المؤسسية خلال عملية وضع مسارات جديدة ومبتكرة في بيئة الأعمال المتسارعة.
وأضافت رستم أن المشاركين في الدراسة كانت لهم أراء متضاربة بشـأن الخطوات التي لا بد من اتباعها للحصول على ميزة تنافسية في بيئة الأعمـال، خاصـة مع انعدام قدرتنا على تنبؤ واستباق أي طفرة أو موجة مستقبلية مبتكرة، وعند تحليل نتائج الاستطلاع وجدنا أنه على الرغم من وجود اتجاه عام ينم عن عـدم ارتيـاح بعض رواد الأعمال للأوضاع المتغيرة، إلا أن بعض كبار المسؤولين التنفيذيين يعتبرون أن عملية الابتكار تهديداً يواجه استقرار أعمالهم لا سيما مع التغير التكنولوجي وتسارع مستوى المنافسة في بيئة الأعمال، لافتة إلى أن مقياس الابتكار العالمي تناول أيضاً آليات الاستفادة من المواهب الجديدة لدفع إمكانات الابتكار، ووجد الاستطـلاع أن التعليم والتنمية وكيفيـة الوصول إلى المواهب الجديدة كلها عوامل تعد مصدر قلق بالغ لرواد الابتكار في مختلف أنحاء العالم، فهناك مخاوف كثيرة حول مدى استعدادية القوى العاملة على الابتكار لاقتصاد الغد.
وأوضحت أنه مع استطلاع الآراء حول الأولويات الرئيسية التي لابد أن تعنى بها الدول للتركيز على دعم الابتكار بكفاءة عالية، وجد الاستطلاع أن 81% من الآراء أكدت أهمية محاذاة المناهج التعليمية مع احتياجات بيئة الأعمال لدعم جيل جديد من المبتكرين الشباب، بينما انخفضت النسبة عند استطلاع الآراء تجاه قوة نموذج التعليم الذي تقدمه الجامعات والمدارس لإعداد قادة الغد المبتكرين فوصلت إلى 55%، وهي نسبة أقل من ما كانت عليه خلال استطلاع 2012، وهي 61%.
من جانبه، تناول خليفة حسن الشامسي الرئيس التنفيذي للخدمات الرقمية في مجموعة «اتصالات» عرضاً تضمن آليات تحقيق النمو من خلال استخدام الابتكار التكنولوجي، وضرورة دراسة الاتجاهات الجديدة في التكنولوجيا، وتأثيرها على المستـهلك والمجتمـع، وطـرق الاستفـادة من اتجاهات المستهلكين لوضع ابتكارات تقنية جديدة، فضلاً عن دراسة تأثير الاتجاهات العالمية للأسواق على سلوك المستهلك واحتياجاته ومتطلباته، بالإضافة إلى طرق الاستفادة من التقنيات الحديثة في تأسيس وتطوير علاقات أفضل مع المستهلكين.
وشمل اليوم الأول من المنتدى أيضاً عرضاً قدمه مادوسودان راو نائب رئيس التسويق في يونيليفر، شمال أفريقيا والشرق الأوسط حول كيفية استخدام نموذج الابتكار المفتوح واستخدام خطط الابتكار المفتوح لتوليد الأفكار وإشراك أصحاب المصلحة في كل شركة ومؤسسة، فضلاً عن تشجيع روح المبادرة والريادة لتسويق الأفكار بنجاح، وطرح الدكتور ربيع وزة المدير التنفيذي لإدارة المواهب في مجموعة جامعة أبوظبي للمعارف عرضاً علمياً تناول خلاله آليات التفكير بشكل مبتكر للتغلب على المنافسة وتقييم الأوضاع.
عدد اليوم
