الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهالات الطيبة

7 نوفمبر 2011 22:14
السعادة معنى يصعب الإمساك بخيوطه، هي كالماء على راحة اليد تتسرب مهما حاول الفرد الحفاظ عليها، لطالما كانت غاية وطموح الجميع ولا تزال، قيل عنها إنها نسبية وليست مطلقة، قرأنا عنها الكثير، وراودناها عن نفسها، لكنها ظلت عصية ولا تخضع لرغباتنا إلا للحظات قليلة ثم تبتعد، أسالت الكثير من الحبر ولا تزال وستظل طوال الزمن، فطلاسمها لن يفكها إلا متمكن من فن التسامي والتفرد في الإبداع، ومؤمن بالخالق إلى درجة الطمأنينة والرضا، نعترك أنفسنا للظفر بها دائما، لكن عاديات الزمن ومنغصاته قد تحول دون الاستمتاع بها، والاحتفاظ بذلك مدة غير يسيرة. السعادة قد تكون بين أيدينا، لكن الخوف من المستقبل ومن المجهول يجعلنا ندفع بالأمور للأسوأ، الخوف من الفشل يغرقنا في التعاسة، الجميع يسعى لها، لكن لكل واحد طريقة في الإمساك بها، منهم من لخصوا سر السعادة في الرضا النفسي وراحة البال، مما يجعل وجههم يتهلل نوراً، فيزرع ذلك في المكان فيسعد كل من حوله، فتشمل السعادة المكان والناس، وتعم السكينة، ومنهم من يراها في النجاح، وربما لا يتوافق اثنان في مسببات السعادة، فكل واحد يحاول اختزالها في ركن معين. في الآونة الأخيرة، تنامى القلق وغابت الابتسامة على كثير من الوجوه، وبات الفراغ الروحي يدفع للتفكير في أسوء الاحتمالات، وهذا ما رفع نسبة الموتى بالجلطات الدماغية، وانعدام توافر الراحة عند الكثير من الناس، وتزداد الظاهرة كل يوم عمقاً واتساعاً، هذا ما دفع الكاتب توفيق القصير لتأليف كتابه “فن الاستمتاع”، حيث ركز على الرضا وعرفه، فقال إنها حالة روحانية بالغة التسامي، وضاربة عمقاً في السعادة والهدوء والطمأنينة، والرضا عكس الإحباط والسخط وانسداد الأفق، والإنسان الراضي هو إنسان مبتهج في حياته، لا يعرف الحزن ولا الكآبة والبؤس، والإنسان الراضي بحياته إنسان توازنت لديه قوى ومحركات السعادة الجسدية والعقلية والروحية وتم انسجامها وتناغمها، والذي امتلأ قلبه رضا هو إنسان غمر الحب والطمأنينة والقناعة قلبه وتفكيره، فأصبح سعيداً في أعماقه، بادي الابتسامة متهلل الأسارير، لا يمكن للإنسان المتشائم أو منعدم الثقة في نفسه أن يكون إنساناً راضياً سعيداً هانئاً، وربط دفق للطاقة الإيجابية والهالات المحيطة بكل فرد لها ألوان مثلاً تعكس صفاء القلب وحسن السريرة. فالإنسان الراضي إنسان ذو طاقة إيجابية عالية، وله هالات كبيرة وناصعة وزاهية الألوان، وهي حتماً تعكس صفاء القلب وحسن السريرة، ولها تأثير على الغير إن خالطوه أو تحدثوا معه أو حتى جالسوه دون أن يتحدثوا معه، فهو بفضل ما يتمتع به من صفاء في الوجه، وعمق في الابتسامة، وتدفق إيجابي للطاقة، فإنه ينقل إلى الآخرين الكثير من المشاعر الإيجابية التي تساعدهم على الانتعاش والسعادة والهدوء، يعقبها فيض العطاء. «يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم. «سورة الفجر» لكبيرة التونسي | lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©