السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاضطرابات المعوية عرض شائع يرافق مواسم الأعياد

الاضطرابات المعوية عرض شائع يرافق مواسم الأعياد
8 نوفمبر 2011 15:20
فرحة العيد تترافق دوما مع الولائم التي يتبادلها الأقارب والأصدقاء والتي تضم شتى أنواع المأكولات الدسمة والحلويات الغنية بالدهون والسكريات. ومع أن العيد بمفهومه العام لا يقتصر على قضاء الوقت بتناول لذائذ الطعام والتسلية بالحلو والمالح على مدى النهار والليل، إلا أن فئة كبيرة من الناس تتعامل معه على هذا الأساس. وبدلا من أن تكون الإجازة مناسبة لصلة الأرحام والتغيير والاستمتاع، تتحول إلى مسبب للوعكات الصحية الناجمة عن الأكل من دون حساب. (أبوظبي) - أكثر المعنيين بضرورة الوقاية من عشوائية الطعام هم أصحاب الأمراض المزمنة، إذ إن نسبة الإصابة بالأزمات القلبية تزداد إلى 4 أضعاف خلال ساعتين من تناول وجبة كاملة، وذلك بحسب الدراسات العلمية. كما إن تناول المأكولات الغنية بالدسم وذات السعرات الحرارية العالية، يزيد من نسبة الدهون الثلاثية في الدم. الأمر الذي يؤدي إلى اختلال في وظيفة الغشاء المبطن للشرايين والإقلال من قابليته على التمدد. وكذلك فإن الوجبات الغنية بالسكر تسهم في ارتفاع هرمون الإنسولين ما قد ينجم عنه جلطات دماغية وقلبية وارتفاع في ضغط الدم وضيق في التنفس. متاعب صحية يقول منير شهدة، موظف في إحدى الشركات الخاصة، إنه مع كل عيد يصاب بما يسمى بالارتجاع الحمضي الذي يتسبب بآلام شديدة في المعدة والصدر تشبه الشعور بالذبحة الصدرية. ويوضح «هذه الحالة المزعجة ترافقها نوبات من الانتفاخ بما يشبه عسر الهضم، وهذا يعود إلى نوعية الطعام الذي أتناوله. ولا سيما أنني أكثر من كعك العيد والحلويات العربية المشبعة بالقشدة والسمن والنشويات». ويذكر أن أكثر ما يزعجه هي أعراض الغازات التي قيل له أنها تختفي مع المواظبة على الأقراص المضادة للحموضة. ولتجنب الإصابة بالحموضة تنصح شيرين باقر، وهي أم لـ4 بنات، والتي عانت طويلا من هذا الأمر، بعدم النوم بعد تناول الطعام مباشرة وعدم شرب الماء أو السوائل إلا بعد الأكل بنصف ساعة إلى ساعتين. ومن التوصيات المفيدة، الإقلال من احتساء الشاي والقهوة واستبدالهما بالحليب قليل الدسم وبكميات وفيرة. وتضيف «كذلك تجنب تناول المكسرات بكثرة، والسبب أن كمية الدهون فيها قد تعمل على توتير القولون وتسرع من إمكانية الشعور بالحموضة». ومع أنها تعرف جيدا أن مزج عدة أنواع من الطعام في أوقات متقاربة يضايقها، غير أنها تضعف أمام تشكيلة الحلويات خلال العيد. وتوضح «أنا أحاول تجنب الإكثار منها قدر المستطاع لأنها تتسبب بإصابتي بالتقيؤ والإسهال. وهذا يتعبني جدا خصوصا أنني أضطر إلى ملازمة البيت». الأمر نفسه بالنسبة للجدة سميرة حافظ التي تعترف بخطئها وبأنها تكثر عموما من تناول أصناف الحلوى المشبعة بالقطر. تقول «أنا مصابة بداء السكري منذ 5 سنوات، وممنوعة من هذه الأصناف. وتوضح أنها استفادت من معلومة جديدة قرأتها، وهي أن «أفضل طريقة لعدم الاحتفاظ بالسعرات الحرارية الزائدة، هي السعي إلى التخلص منها مباشرة بعد الأكل. وذلك إما من خلال المشي أو ممارسة الرياضة الخفيفة. مما يكفل حرق هذه السعرات كي لا تتسبب بأي ضرر على الجسم». وقد وعدت نفسها بتطبيق هذه النصيحة على الدوام. ويورد تاجر مواد البناء جهاد هواري أن ابنه 13 عاما تعرض قبل أيام إلى حالة من التسمم اضطرته لوضع المغذي في المستشفى. «والسبب أنه أكثر من الطعام الدسم والمقلي بالزيوت، كما تناول كميات كبيرة من المثلجات والتمور والمكسرات». وعن نفسه فهو يكتفي خلال أيام العيد بتناول كميات بسيطة من الحلوى، «لأنني أفضل الاستعاضة عن الأصناف الدسمة بالفاكهة والبسكويت. كما أني أضع في اعتباري أننا نتلقى الكثير من الدعوات خلال هذه الفترة، فلا داعي لزيادة نسبة السعرات الحرارية». تسممات غذائية تتحدث الاختصاصية الغذائية غادة أبو الشريعة عن أهمية التدرج في التعامل مع الجسم، والحفاظ على النمط الغذائي الصحي المتوازن. وتقول إنه عند الإفراط في تناول الوجبات الدسمة والحلويات والكعك دون ضوابط، سيترتب على ذلك التعرض لاضطرابات معوية كبيرة ومشاكل في الهضم والقولون وحالات المغص والإسهال والإصابة بالحرقة أو ما يعرف بالحموضة. «وأكثر ما يزعج الناس ولا يعيرونه أهمية، هو المبالغة في تناول الحلوى والقهوة التي يؤدي استهلاكها بكثرة إلى حدوث الصداع وزيادة العصبية والصعوبة في النوم». وتشير إلى الانتفاخ الذي تتسبب به المشروبات الغازية وكذلك تكوين الغازات، موضحة أنه من الخطأ الاعتقاد بأن هذه المشروبات تساعد على الهضم، إذ إنها تخفي عكس ما تظهر على الإطلاق». وتورد أن المخاطر الصحية تتضاعف لدى المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين. وتقول إن معدل الإصابة بالتسممات الغذائية والإسهال تكثر هذه الأيام نتيجة شراء الوجبات الجاهزة من مصادر غير معروفة. «وخصوصا الأطعمة المكشوفة وغير المحفوظة بالشكل السليم وغير المطبوخة جيداً، والتي يكثر تناولها خارج البيت»، مشددة على ضرورة اختيار مصادر الغذاء الآمنة والموثوق بها وعدم تحضير الوجبات قبل موعد تناولها بساعات طويلة مما يجعلها عرضة للفساد. وتحذر أبو الشريعة من تناول اللحوم بكثرة، خاصة لمرضى الكبد والقلب والكلي والسكري، قائلة «مما لاشك فيه أن للحوم فوائد كثيرة لاحتوائها على عنصر البروتين المهم في عملية بناء الجسم وتعويض التالف من الأنسجة. كما أنها تحتوي على الحديد وفيتامين B، غير أنها في الوقت نفسه تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون الثلاثية المشبعة التي تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول السيئ في الدم لأنه يترسب داخل الأوعية الدموية ويؤدي إلى تصلب الشرايين وانسدادها. وتعتبر أن استهلاك اللحوم بكثرة يؤدي إلى إرهاق وزيادة عمل كل من الكبد والكلية. «كما أن استهلاك كميات كبيرة من اللحوم سوف يؤدي إلى استهلاك كمية من السعرات الحرارية والتي بدورها تزيد من تراكم الدهون داخل الجسم وتؤدي إلى السمنة. لذلك يجب الحذر والعمل على استهلاك بعض القطع قليلة الدهون». وتضيف أن اللحم المشوي على الفحم يحتوي على مواد مؤكسدة تتسبب بضرر الجسم، لذا يفضل تناول الطعام المطهي على الغاز». وتذكر أنه من الضروري الاهتمام بطبق السلطة الخضراء لما لها من فوائد كثيرة. «فهي تقلل من حموضة المعدة وتحتوي على مضادات الأكسدة كما أنها تقلل من أثر الشحوم على القلب والشرايين إلى حد كبير». وتنصح بتناول البقدونس والبرتقال والموز لأنها غنية بالبوتاسيوم، وتساعد على إخراج الملح الزائد من الجسم. وكذلك الإكثار من شراب «الكركديه» الذي يساعد على إدرار البول، والمواظبة على الأعشاب التي تساعد في تطهير المعدة ومقاومة التلوث مثل الشاي الأخضر مع النعناع أو الزعتر أو القرفة.? توصيات للاستمتاع بالعيد دون مشاكل صحية تقدم اختصاصية التغذية غادة أبو شريعة عدة توصيات إلى بعض الحالات المرضية: ? مرضى قرحة المعدة و المريء: لا بد أن يتجنبوا تناول وجبات كبيرة ودسمة، مع الإقلال قدر المستطاع من كمية الحلويات. كما يفضل أن يقسموا وجباتهم إلى وجبات صغيرة، والابتعاد عن تناول الأطعمة الحارة التي تحتوي على الكثير من البهارات والمقليات والصلصات والمشروبات الغنية بالكافيين مثل الكولا والشاي والقهوة والشوكولاته. ? مرضى السكري: عليهم تجنب تناول الحلويات والنشويات لأن الإكثار منها يؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم. ومن الأفضل توزيع وجباتهم من 5 إلى 6 وجبات صغيرة تكون غنية بالألياف كاستبدال الخبز الأبيض بالأسمر وتناول السلطة وممارسة الرياضة يوميا. ? مرضى القلب: النصيحة هي الإقلال من الأطعمة المالحة والدسمة الغنية بالدهون وتجنب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب. مع توزيع الوجبات اليومية والإقلال من المشروبات التي تحتوي على الكافيين. ? مرضى ارتفاع ضغط الدم والكلى: الإقلال كذلك من الأطعمة التي تحتوي على الملح والدهون مثل المكسرات المالحة والمخللات والأجبان والمعلبات واللحوم المدخنة. والإكثار من شرب الماء، حيث إنه يخفف من ضغط الدم المرتفع ويحمي نسيج الكلى من الأثر السلبي للضغط المرتفع. ? مرضى السمنة: عدم الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة وتخصيص جزء من اليوم لممارسة أي نشاط رياضي مناسب وعدم الخمول الذي يؤدي إلى البدانة والسمنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©