الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة الفهيدي حصن يتحدى الزمن و «بانوراما» لصفحات التراث

قلعة الفهيدي حصن يتحدى الزمن و «بانوراما» لصفحات التراث
7 نوفمبر 2011 22:13
(أبوظبي) - حصن أو قلعة الفهيدي تتجاوز بفنائها كل ما يرصد الماضي، وكفاحه وتاريخ صموده، وتعبر بزوارها عقوداً من الزمن، وبطولات تظل محفورة في سجل تاريخ هذا الوطن. شيد حصن الفهيدي عام 1787م، لحماية مدينة دبي، ويعتبر أقدم المباني القائمة فيها حتى الآن. ويقع بالقرب من ديوان الحاكم في منطقة بر دبي، وقد استخدم مقراً للحكم، وسكناً للحاكم حتى عام 1896م، حيث انتقل المغفور له الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم إلى منطقة الشندغة. ومن ثم استخدم الحصن مقراً للحكم، ومحكمة، ثم مستودعاً للذخائر وسجنا للخارجين على القانون. وتعددت استخدامات الحصن بعد ذلك منها: مركز لمدينة دبي القديمة، وموقع يمكن من خلاله الدفاع ومراقبة مداخل المدينة ونطاقها العمراني بشكل محكم. لذا شكل الحصن في الماضي أحد أهم المواقع الدفاعية في الإمارة. الطابع الإسلامي في إطار حرصه على التراث والكنوز الأثرية، وجّه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بترميم قلعة الفهيدي، باستخدام المواد الإنشائية الأصلية من مواد البناء الأولية البسيطة. وتم افتتاحها في 12 مايو 1971 كمتحف لدبي يحفظ تاريخها وتراثها. والحصن يقع في وسط بر دبي ليكون مركزاً دفاعياً، ونقطة مراقبة وإنذار عند اقتراب المخاطر. فالحصن قلعة مربعة الشكل تقدر مساحتها بحوالي 1535 متراً مربعاً. والجدران بنيت بحجارة بحرية مطلية بالجص، ومسقوفة بجذوع النخيل المترابطة مع الخشب، وتحيط بها ثلاثة أبراج دفاعية، اثنان دائريا الشكل، والأخير مربع، واستخدم أعلاها مربضاً للمدافع. تتميز قلعة الفهيدي بفنها ذي الطابع الإسلامي، ويتميز المبنى بأهمية تاريخية ومعمارية، فالبناء ذو طابقين، سطحه العلوي غير مسقوف، وهو معد لأغراض دفاعية، إذ تحتوي أسواره الحجرية العليا على فتحات للبنادق، وقد ثُبتت فيما بعد مدافع قاذفة للكرات في الزاوية الشمالية الشرقية من القلعة في الفترة ما بين 1900 ـ 1920، وهي ذات الفترة التي صُنعت فيها بوابة القلعة من خشب التيك، وثُبّتت عليها حلقة نحاسية مستديرة الشكل زُيّن أعلاها بعبارة «يا الله ومحمد»، بينما دُوّن على أسفلها اسم الحاكم الشيخ سعيد بن مكتوم. وفي زاوية إحدى فرجتي البوابة الرئيسية، بوابة صغيرة تستخدم للمرور عند إغلاق البوابة الرئيسية. وقلعة الفهيدي، تمثل حقبة مهمة في تاريخ إمارة دبي، حيث تقع في قلب المنطقة التراثية في بر دبي، وتمثل حلقة وصل بين الماضي القديم بعبق أصالته وتراثه الزاخر، والتطورات الحديثة التي تشهدها الإمارة كغيرها من إمارات الدولة السبع في ظل دولة الاتحاد، على امتداد أربعين عاماً، ويقع في جهتها الشرقية الديوان «مقر الحاكم»، الذي يحاكي الطراز المعماري للمنطقة التراثية المحيطة به، ويقع في شمال القلعة السوق القديم، وفي جنوبها وغربها تقع المراكز التجارية الحديثة، وقد أصبحت القلعة اليوم جزءاً من متحف دبي الذي أضيف إليه قسم جديد ــ باستثناء الردهة ــ بني تحت الأرض ـ بعمق 5,3 متر، حتى لا يحجب منظر القلعة، وقد تم افتتاح المتحف للجمهور في مارس 1995 ويحتوي على أحدث التقنيات السمعية والبصرية والعصرية لتصور الماضي البهي والحاضر البهيج لإمارة دبي. متحف أثري في القسم الملحق بالمتحف المبني تحت الأرض، بالحصن نفسه، تعرض نماذج تاريخية وتراثية من الأسلحة وألبسة الحرب القديمة، ثم في ساحة الحصن تعرض نماذج من القوارب الصغيرة متنوعة الأغراض، وبيت من العريش التقليدي وعلى سقفه البارجيل التقليدي. وعند نزول الزائر إلى المتحف الجديد تحت الأرض، يشاهد عرضا تاريخياً لمدينة وإمارة دبي ومسيرة تطورها، ومختلف جوانب الحياة التي عاشها الأهالي قديماً، تلي ذلك مشاهد من الأسواق التقليدية القديمة، ونماذج البيوت العربية التقليدية، والمساجد والأسواق وبساتين النخيل وحياة البدو وسكان السواحل، ثم المزارع والواحات، مرورا بالبادية ليشاهد نمط حياة بدو الإمارات، ثم يعبر إلى حياة البحر والبحارة والغواصين وصيادي اللؤلؤ، وصيادي السمك، وصناعة القوارب، هذا كله إلى جانب المعروضات الأثرية الغارقة في القدم، ومن معروضاته الأثرية أيضاً من النحاسيات والخزفيات والفخاريات، ونماذج من القوارب الخشبية الصغيرة التي استخدمت في رحلات الصيد القصيرة، وصور لحفريات سابقة وجدت داخل قبور يعود تاريخها إلى ما بين ثلاثة وأربعة آلاف سنة. والمتحف بشكل عام يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية، تتوزع معروضاتها ضمن أغراض استخدامات القلعة قديماً، وكنوز الحضارة التاريخية والأثرية للإمارة، وهي «قلعة الفهيدي» التي تتضمن قاعات لدفاعات دبي القديمة، بأبراجها وقلاعها، بهيئة مجسمات وخرائط وصور، وأدوات متتالية تقليدية مستخدمة في المنطقة عبر القرنين الماضيين. و»قسم التراث» الذي يعرض الموروثات الثقافية للملامح الإنسانية من معالم الحياة التراثية في سياقها الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي، والبيئي، خلال القرن الماضي وبداية القرن الحاضر، و»قسم الآثار» الذي يعرض مقتنيات ضمن حقبة تعود لأكثر من خمسة آلاف عام، مروراً بالحضارة العربية الإسلامية. وتعتمد العروض التي تقدم للزائر في المتحف، على أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة، من عروض سينمائية وتلفزيونية ونماذج وعروض حية، مع توثيق للحياة البرية في الصحراء من أشكال الطيور والحيوانات ومصادر المياه، مرفقة مع مؤثرات صوتية تخدم أغراض التوثيق، وعروض الفنون الشعبية الإماراتية، من رقصات وأدوات موسيقية من طبول، ودفوف، وناي، وربابة، وطنبورة والمنيور المصنع من أظلاف الماعز المجففة والمحاكة على الجلد والتي يلفها الراقص حوله لتعطي إيقاعاً موسيقياً بالإضافة إلى نموذج حيّ لرقصة العيّالة. بالإضافة إلى وجود نماذج للسكن القديم، المتمثل في العريش «المسكن الصيفي لسكان البحر» المكون من جريد النخيل المترابط بخيوط سعفية. وعرض لأسلوب التهوية القديم «البراجيل»، في حين يتميز المبنى الجديد بموضوعات تراثية تتماشى مع التقسيم الجغرافي للإمارة ما بين الساحل، والواحة، والصحراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©