الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انهيار هدنة بين «الحوثيين» و «السلفيين» في صعدة

انهيار هدنة بين «الحوثيين» و «السلفيين» في صعدة
5 نوفمبر 2013 00:07
عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء) ــ تجددت الاشتباكات الطائفية بين “الحوثيين” و”السلفيين” في محافظة صعدة شمال اليمن، مساء أمس، بعد ساعات قليلة على إعلان مبعوث الأمين العام الأمم المتحدة جمال بن عمر عن هدنة هشة بين المتحاربين، للسماح لفرق الإغاثة بإجلاء الجرحى وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين المتضررين، لكنها سرعان ما انهارت، حيث ذكر متحدث باسم الجماعة السلفية في دماج لـ(الاتحاد) “إن الحوثيين قصفوا بالأسلحة الثقيلة مناطق متفرقة في البلدة فور مغادرة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي كانت وصلت وقت الظهيرة إلى البلدة لإجلاء الجرحى وتقديم مساعدات إنسانية للسكان”. وقال المتحدث باسم الجماعة السلفية عبدالقادر الشرعبي “إن بعثة الصليب الأحمر تمكنت من دخول دماج بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، لكن عملية إجلاء الجرحى شهدت خروقات عديدة من جانب الحوثيين، الذين اتهمهم بقنص أحد المتطوعين المسعفين، عندما كان يرافق أفراد البعثة الدولية في عملية إجلاء الجرحى”. وذكر أن المتطوع أصيب بطلق ناري في رأسه، ما استدعى نقله مع بقية الجرحى الذين تم إجلاؤهم من البلدة. ونفى المتحدث بشدة ما اعلنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عن توقف الاشتباكات في دماج والتي اسفرت عن سقوط 100 قتيل واكثر من 200 جريح منذ اندلاعها الأربعاء الماضي. وقال “كلام بن عمر غير دقيق.. الحوثيون استأنفوا قصف دماج فور مغادرة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي لم تستغرق زيارتها للبدلة أكثر من ثلاث ساعات. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي ان وفدا من المنظمة الدولية تمكن من اجلاء 23 جريحا وهو الذين اصاباتهم الأكثر خطورة، وذلك بواسطة مروحية نقلتهم الى صنعاء”. بينما قال سرور الوادعي المتحدث باسم الجماعة السلفية ان عدد القتلى ارتفع الى 100 على الأقل. وكان بن عمر الذي يُشرف على تنفيذ خارطة طريق انتقالية في اليمن أعلن في وقت سابق امس عن التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار في دماج، موضحا أن التوصل إلى هذا الاتفاق تم بتعاون جميع الاطراف، وخص بالذكر قيادات الجماعتين المتصارعتين (الحوثيون والسلفيون). وأعرب عن أمله في أن يكون وقف اطلاق النار دائما وتليه خطوات لحل المشكلة بشكل جذري. وقال مبعوث الأمين العام “إن فريق إغاثة تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر تمكن، صباحا، من الوصول إلى دماج، التي تعرضت خلال الأيام الماضية لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل ميليشيات جماعة الحوثي، المدعومة بدبابات ومدافع ورشاشات ثقيلة”. وأوضح أن فريق الإغاثة، الذي يضم سيارات إسعاف، سيقدم خدمات طبية وينقل عددا من الجرحى، لافتاً إلى أن هناك عددا كبيرا من الجرحى” من طرفي الصراع، بينهم 25 في حالة حرجة. وذكر بن عمر أن الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، أرسل طائرة خاصة لنقل الجرحى من مدينة صعدة إلى صنعاء، مشيرا إلى أنه يبذل جهوداً مكثفة من اجل معالجة هذا الوضع الأمني. وقال إن إنهاء الصراع الطائفي في دماج رهن بتعاون المجموعات المسلحة كلها مع أجهزة الدولة”، محذراً في الوقت ذاته من أن هذا الصراع “يهدد أمن اليمن”. وأضاف “هناك حشود كبيرة الآن لمسلحين في مناطق مختلفة. هذا الوضع طبعاً له انعكاسات أمنية كبيرة”. وشدد على أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المنعقد في صنعاء منذ 18 مارس وتعثر اختتامه في سبتمبر بسبب خلافات حول مستقبل الجنوب وشكل الدولة، هو الوسيلة الوحيدة لحل جميع القضايا المستعصية في اليمن. ويشارك في مؤتمر الحوار الوطني، الذي يعد أهم إجراء في عملية انتقال السلطة، 565 عضوا يمثلون مكونات كبيرة وصغيرة غير متجانسة من بينها الجماعتان المتصارعتان في “دماج”. ودعا مبعوث الأمم المتحدة جميع الأطراف في اليمن إلى اعتماد لغة الحوار لمعالجة الوضع الإنساني الموجود الآن في دماج. وقال “يجب أولاً أن نضمن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، ثم العمل من أجل حل الاشكالات الأخرى التي تقف وراء هذا النزاع”، الذي اندلع لأول مرة أواخر 2011 على خلفية تنازع “الحوثيين” والسلفيين مناطق جبلية في وادي دماج، حيث يوجد مركز ديني رئيسي للجماعة السلفية يقصده مئات الطلاب سنويا بعضهم يأتون من بلدان عربية وأجنبية. وذكر بن عمر أن الصراع الطائفي في شمال اليمن نتيجة تراكمات منذ سنين طويلة، لكنه أشار إلى أن اليمن في الوقت الراهن وصل الى مرحلة انعدم فيها الأمن في عدد من المناطق، وضعفت فيها الدولة في عدد من المناطق، معتبراً ذلك تحدياً أمنياً واضحاً للحكومة الانتقالية. الى ذلك، عبر سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق نقل السلطة في اليمن عن قلقهم إزاء التقارير الخاصة بالاشتباكات المتزايدة عنفاً في دمّاج، والأعداد الهائلة من القتلى والجرحى وذلك نتيجة المعارك الجارية في المنطقة، وخصوصاً استخدام الاسلحة الثقيلة”. ولفت سفراء الدول العشر في بيانهم إلى احتشاد قوات قبلية من خارج منطقة الصراع مما يزيد تفاقم التوترات وخطورة اشتداد أعمال العنف. وناشدوا جميع الأطراف الوقف الفوري للمعارك الدائرة في دماج، والعودة إلى طاولة الحوار بهدف نزع فتيل التوترات وضمان حرية الحركة وتقديم العناية الطبية فوراً للجرحى والمرضى وتسهيل وصول المواد الغذائية والضروريات الأخرى. وشدد البيان على ضرورة السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى دماج وتمكينها من القيام بمهامها الانسانية. وطالب سفراء الدول العشر الحكومة الانتقالية في اليمن باستئناف مساعي الوساطة، واتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات ضرورية لإعادة السلم، بما في ذلك حضور قوات حكومية لفرض الأمن في المنطقة، وتسهيل تسوية النزاعات العالقة من خلال الوسائل السلمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©