الإمارات تستضيف مؤتمر قمة قضاة العالم

جميل رفيع: أكد معالي محمد بن نخيرة الظاهري وزير العدل على أهمية عملية النهوض بالقضاء لمواكبة التطورات والمتغيرات السريعة التي يشهدها العالم لتدعيم أركان العدالة، مشيراً إلى وجود استراتيجية لدى الوزارة لاستيعاب هذه المتغيرات بدأت منذ فترة من خلال تأهيل الطاقات القضائية في الدولة بالتعاون المشترك مع العديد من دول العالم لتبادل الخبرات ووجهات النظر من خلال عقد الفعاليات والمؤتمرات والورش في مجال القضاء أو من خلال تلك التي تشارك بها الوزارة في الفعاليات القضائية الإقليمية والدولية· وقال معاليه: إن التطور المتسارع في مجالات الحياة التي نشهدها اليوم وما يصاحب ذلك من تقدم علمي مضطرد في مجال المعلومات، وسهولة انتقال الأشخاص والأموال بين الدول كون العالم بات قرية صغيرة بل أصغر من ذلك، الأمر الذي أدى إلى أن تتخذ الجريمة أشكالاً جديدة تتسم بقدر كبير من التنظيم والتعقيد تخطت به حواجز المكان ولم يعد تأثيرها مقتصراً على إقليم دولة معينة وإنما امتدت لأقاليم الدول الأخرى، بدءاً بالجريمة المنظمة إلى جرائم غسل الأموال والإتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة والأعضاء البشرية، والاتجار بالأشخاص، وجرائم الحاسب الآلي، ناهيك عن جرائم الفساد والإرهاب، وجرائم الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، وغيرها من الجرائم التي لا حصر لها· مؤتمر دولي وكشف معاليه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستضيف أواخر العام الجاري مؤتمراً دولياً لرؤساء المحاكم العليا في العالم الذين يمثلون الأنظمة القانونية الرئيسية بمشاركة كبار رجال القضاء من عدد من بلدان العالم ممن يشغلون مناصب قضائية عليا مؤثرة في بلدانهم· لافتاً إلى أن اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر عقدت اجتماعها الأول برئاسة معاليه استعرض خلاله الترتيبات والإجراءات التحضيرية لهذا المؤتمر الذي وصفه معاليه بأنه مؤتمر قضاة العالم أو مؤتمر قمة المحاكم العليا في العالم· وأوضح وزير العدل أن هذا المؤتمر الدولي الهام يسعى إلى تحقيق عدة أهداف تكمن في تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها العدالة في القرن الحادي والعشرين وإبراز دور وأهمية الشريعة الإسلامية كنظام قانوني يتجاور مع غيره من الأنظمة القانونية الكبرى في العالم وكذلك إبراز التطبيق المعاصر لأحكام الشريعة الإسلامية من خلال تجربة دولة الإمارات في هذا المجال تشريعاً وقضاءً· تجارب الدول وأضاف أن المؤتمر يهدف ايضاً إلى الوقوف على تجارب الدول المتقدمة في مجال سرعة البت في القضايا والطعون والوسائل البديلة لحل المنازعات وإطلاع القضاة ورجال القانون والشريعة والتشريع والأمن في الدولة على أنماط الفكر القانوني والقضائي لدى الأنظمة القانونية الكبرى في العالم وعلى نظم محاكمها العليا· وأشار الظاهري إلى أن أهمية المؤتمر تأتي كونه أول مؤتمر دولي يعقد في العالم العربي يضم رؤساء المحاكم العليا في العالم الذين يمثلون الأنظمة القانونية الكبرى خصوصاً وان المدعوين هم من كبار رجال القضاء في العالم الذين سيناقشون موضوعات قانونية في غاية الدقة والأهمية مثل العدالة وعلاقتها بحقوق الإنسان والإرهاب وثورة علم الجينات وثورة تقنيات المعلومات والدور المتعاظم لحركة التجارة العالمية· الشريعة الإسلامية وذكر الظاهري أن المؤتمر العالمي يعد أول مؤتمر قضائي دولي تطرح الشريعة الإسلامية فيه ليس كتراث فقهي وانما كنظام قانوني وقضائي يتجاور مع غيره من الأنظمة القانونية الكبرى في العالم في غير تصادم أو تضاد خصوصاً وانه يعقد في دولة الإمارات المشهود لها بالتسامح والانفتاح الإيجابي على ثقافات العالم وأخذ الصالح منها· ونوه معاليه الى أن اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر راعت أن تكون الدعوة وفق ضوابط معينة تحقق عالمية المؤتمر كتمثيل النظم القانونية الكبرى في العالم وتمثيل قارات العالم أجمع وتمثيل المنظمات والتجمعات القضائية الدولية والإقليمية·