الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«قطار» الصين السريع يصل إلى أوروبا

«قطار» الصين السريع يصل إلى أوروبا
8 نوفمبر 2011 15:04
يراود بعض الأوروبيين شعور بشراء الصين أوروبا في أعقاب موجة من الاستثمارات الصينية الكبيرة التي اجتاحت بعض الشركات الأوروبية مثل “فولفو” وسيل الأنباء التي تتحدث عن الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه الصين. وما عضد هذا الشعور، مقترح الصين بتقديم جزء يسير من احتياطيها النقدي الأجنبي الضخم البالغ 3,200 تريليون دولار لـ”صندوق النقد” لإعانة البنوك الأوروبية أو للمساعدة في ديون منطقة اليورو السيادية. لكن وبينما جعلها هذا الاحتياطي النقدي الكبير من أهم المشاركين في أسواق الدين العالمية، إلا أنها لا تمثل بنكاً تستفيد منه الشركات الصينية في جلب التقنية التي يتميز بها القطاع الصناعي في أوروبا. وفي حقيقة الأمر، لا يزال مجموع الاستثمارات الصينية غير المالية المباشرة في دول الاتحاد الأوروبي السبع وعشرون على الرغم من نموها السريع، ضئيلة لا تتجاوز 15 مليار دولار، أي أقل من 0,2% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في أوروبا، وذلك وفقاً لدراسة جديدة أعدتها مجموعة “روديوم” الأميركية للاستشارات الاقتصادية. ويتساوى مجموع الاستثمارات الصينية في الأصول الثابتة في أوروبا في العقود القليلة الماضية، مع متوسط الزيادة الأسبوعي في احتياطاتها النقدية الأجنبية في النصف الأول من العام الجاري. وتتم إدارة هذا الحجم الضخم من الأصول عبر تفويض شديد الصرامة لا يسمح بإنفاقها في الاستثمارات المباشرة خارج الحدود الصينية. ومع ذلك، تشجع الصين شركاتها الغنية المملوكة من قبل الدولة على التوسع في الخارج، مما يشير إلى توقعات اتساع رقعة الاستثمارات الأجنبية في السنوات القليلة المقبلة. ووفقاً للأرقام الحكومية، بلغت الاستثمارات الصينية الخارجية المباشرة نحو 330 مليار دولار بنهاية يونيو الماضي، بزيادة عن أقل من 30 مليار دولار في العام 2002، لكن ذلك لا يزال يشكل ما يقارب 1,6% من الاستثمارات العالمية الكلية. ونظراً للطموحات الصينية ولحجم اقتصاد البلاد الكبير، يرى بعض الخبراء أن الاستثمارات الصينية الخارجية ربما تصل إلى تريليون دولار في الفترة بين العام الحالي و 2020، حيث سيذهب معظمها لاقتصادات الدول المتقدمة. وقاربت استثمارات الصين الخارجية المباشرة في النصف الأول من العام الجاري 3,3 مليار دولار متجاوزة إجمالي العام السابق. وفي حالة إكمال صفقات مقترحة في قطاعات مثل الطاقة والغاز والتقنية، من المتوقع أن تناهز الاستثمارات الكلية لعام 2011 8 مليار دولار. وفتح الاتحاد الأوروبي باب النقاش مع بكين حول عقد اتفاقية استثمارية يتم بمقتضاها تسهيل الإجراءات للشركات الصينية لتقوم بالاستثمار في أوروبا. وفي الوقت الذي يصر فيه المسؤولون الأوروبيون على أن أبواب القارة مفتوحة في وجه كل الاستثمارات الأجنبية على مختلف مشاربها، يشتكي المسؤولون في الصين من سوء معاملة شركاتهم هناك والتي يُنظر إليها كمصدر للخطر، بينما يلاقي المستثمرين الأميركيين الترحيب وحسن المعاملة. ويقول المحللون، إن من أكبر المهددات التي تعترض طريق الاستثمارات المباشرة في أوروبا، افتقار الشركات الصينية للخبرة في عقد الصفقات العالمية وعدم مقدرتها على مواكبة البيئة القانونية والسياسية التي تواجهها في بلادها. ويقول تاو جينزاو، مدير مؤسسة “ديشيرت” القانونية لقارة آسيا، “شهدنا حتى الآن عدداً قليلاً من قصص النجاح التي حققتها شركات صينية تعمل في أوروبا والتي تعاني نتيجة لارتفاع التكلفة مقارنة بالصين واختلاف الأطر القانونية خاصة في ما يتعلق بقوانين العمل”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©