الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكيلوغرام في ورطة

8 نوفمبر 2011 13:36
الكيلوغرام المرجع المحفوظ بعناية منذ اكثر من قرن قرب باريس، قد يكون وزنه تراجع او زاد مع مرور الزمن وينبغي تاليا تغيره. لكن كيف؟ ويبدو ان مؤتمرا دوليا انتهى للتو احرز "تقدما تاريخيا" في هذا الاتجاه. النقاش للتوصل الى "كيلوغرام مستقر" محتدم منذ اكثر من عشر سنوات، والفكرة الان تقوم على التوصل الى تحديد جديد ومستقل لكل جسم فيزيائي. والمرجع الحالي يعود الى العام 1889 وهو عبارة عن اسطوانة قطرها وارتفاعها 39 مللمترا تتألف من 90 % من البلاتين و10 % من ايريديوم وهي محفوظة تحت ثلاثة اجراس زجاجية في خزنة في مبنى بافيون دي بروتوي في سيفر قرب باريس. وزن هذا الكيلوغرام-المرجع تفاوت مقارنة مع النسخ الست الرسمية عنه. ففي اقل من قرن من الزمن اصبح الفارق حوالى 50 ميكرغراما بين النموذج الدولي المرجعي للكيلوغرام ومعدل هذه النسخ التي صنعت في الوقت ذاته. وهذا الفرق يوازي حبة صغيرة من الرمل قطرها 0,4 مللمتر. هذا الفرق لا يؤثر على الاشخاص العاديين ان ارادوا شراء كيلوغرام من الجزر او على سفينة سياحية يبلغ وزنها 50 الف طن. لكنه يطرح تحديا نظريا كبيرا للعلماء الفيزياء، ويعقد عمل المختبرات التي تحتاج الى قياسات بالغة الدقة. ويوضح الان بيكار مدير قسم الاوزان في المكتب الدولي للاوزان والقياسات "ان الفرق هو حوالى 0,5 ميكروغرام في السنة". ويفيد العالم وكالة فرانس برس "لا نعرف ان كان وزن النموذج العالمي تراجع او زاد". من هنا اتت فكرة استبدال هذا المرجع غير المستقر باللجوء الى "تحديد وحدة وزن" كما هي الحال بالنسبة للمتر منذ العام 1960 ومن ثم مجددا العام 1983. والكيلوغرام هي وحدة القياس والوزن الوحيدة التي لا تزال تعتمد على تحديد مادي. ويقول بيكار "حتى الان لم يتخذ اي قرار" ولا يتوقع حصول اي تغيير ملموس قبل العام 2014. والمتر-المرجعي السابق الذي خسر مركزه كنموذج عالمي يبقى محفوظا في سيفر بسبب قيمته التاريخية. وبات المتر يحدد راهنا بالنظر الى سرعة الضوء. ومن بين الامور الاخرى التي تمت مراجعتها خلال الاسبوع الماضي مسألة توقيت غرينتش. فقد اجتمع 50 عالما من العالم باسره قرب لندن لمناقشة تحديد جديد للوقت يتخلى عن توقيت غرينتيش الذي بات مرجعا عالميا في العام 1884، واعتماد مرجع ذري فقط. وكما حصل مع المتر ووحدات قياس اخرى يجب ان يحدد الكيلوغرام على ثوابت جوهرية لعلم الفيزياء ولا سيما تلك التي اكتشفها احد اباء الفيزياء الكمية، ماك بلانك العام 1900، وثابتة بلانك توازي اصغر كوانتا او رزمة طاقة يمكن لجزيئتين تبادلها. وخلال اجتماعها الرابع والعشرين في باريس اخيرا اقترح المؤتمر العام للاوزان والقياسات ان يعطى للكيلوغرام قيمة محددة تستند الى ثابتة بلانك، لكن ينبغي اجراء تجارب على تقينات القياس للتحقق من دقة اللامتناهية. وفي حال اعتماد ثابتة بلانك فان شيئا لن يتغير في حياة المواطن العادية. فالكيلوغرام سيبقى كيلوغراما. وقال المؤتمر في بيان ان "التبدلات سيكون لها تأثير مباشر على القياسات البالغة الدقة التي تجريها مختبرات متخصصة جدا".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©