بسام عبدالسميع (أبوظبي)
أكد معالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة، أن الإمارات ملتزمة بتلبية الاحتياجات العالمية من النفط والغاز، وقال المزروعي خلال افتتاح المؤتمر السنوي العشرين للطاقة 2014 الذي تنظمه مركز الإمارات للدراسات «لن نتهاون فيما هو مطلوب من النفط، ولن نسيس العملية، ولتلبية الطلب المتنامي، يستوجب تكثيف التعاون العالمي، وأن تضع الدول الكبرى المنتجة للنفط سياسة واضحة تضمن الاستثمارات في القطاع».
ولفت المزروعي إلى أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط لا يعد المرة الأولى، مشيرا إلى أن السنوات الأربع الماضية كانت محفزة للاستثمار في القطاع، وقال معاليه «الإمارات وضعت استراتيجية واضحة لتنويع مصادر الطاقة، وكانت سباقة في النظرة المستقبلية للتحديات في مجال الطاقة قبل نحو 15 عاماً».
واستعرض المزروعي دور الطاقة في اقتصاديات الدول قائلاً «الإمارات تقدم نموذجا يحتذى به في استخدام الطاقة لتنمية الاقتصاد وبناء الدولة، مشيراً إلى أن الطاقة الأحفورية ستظل لما بعد 2040 أحد أكبر مصادر توليد الطاقة»، وطالب ببناء رؤية واضحة في استخدام الموارد الأحفورية، منوهاً إلى أن مصادر الطاقة التقليدية حدث بها تغير عند ظهور ما يعرف بالنفط الصخري واعتقد الكثيرون أن النفط الصخري منافس للنفط التقليدي.
وتابع «الاستثمارات في النفط الصخري ليست كافية لتلبية الطلب العالمي على النفط، والنفط الصخري مكمل للنفط التقليدي». وأوضح أن كثيرا من الدول الصناعية الكبرى غيرت استراتيجيتها كونها دولا تعتمد على المستوردين، لتدخل إلى سوق إنتاج النفط عالمياً، ومنها الصين والهند وكوريا، حيث أسست شركات لإنتاج النفط غير التقليدي.
وقال المزروعي «بالنظر للإحصائيات في القطاع، فإن النفظ سيظل يشكل نحو 26? من مساهمة الطاقة بحلول 2040 وستزيد مساهمة الغاز الطبيعي عن حصة مساهمة النفط نتيجة الآثار البيئية للغاز مقارنة بالمصادر الأخري (النفط والفحم)، كما يتوقع الخبراء تراجع حصة مساهمة الفحم في الطاقة الكهربائية».
وتناول المزروعي المشاريع الإماراتية في قطاع الغاز والطاقة النووية والمستقبلية، منوهاً إلى أن الإمارات عملت على إنشاء أحد أهم وأفضل برامج الطاقة النووية السلمية في العالم، والذى أصبح مثالاً يحتذى به ويسهم مفاعل «براكة» بنحو 25? من الطاقة الكهربائية بحلل 2020، مع تراجع الغاز الطبيعي إلى حصة مساهمة تبلغ 70?، مقابل 100? حالياً.
وأفاد بأن الدولة استثمرت كثيراً في الطاقة المتجددة وأن الاستثمارات مبنية على استراتيجية واضحة ونظرة مستقبلية للطاقة النظيفة وأنها ستكون طاقة المستقبل وستزيد نسبة مساهمتها رغم ارتفاع تكلفتها مقارنة بالغاز الطبيعي. واستعرض المزروعي خطة الإمارات مع الغاز الطبيعي من خلال 3 مصادر متنوعة لتوليد الطاقة من الغاز تتضمن الغاز الطبيعي المنتج محلياً والذي تقوم به أدنوك وشركاتها، حيث يشهد العام الحالي إنتاج الغاز الحامض من حقل شاه عبر شركة الحصن للغاز، بالإضافة إلى استيراد الغاز عن طريق الأنابيب واستخراج الغاز الطبيعي المسال.
وأشار إلى الشراكات التي أقامتها الدولة في مجال الطاقة المتجددة مع عدة دول منها المملكة المتحدة وإسبانيا وكذلك بالتعاون مع «إيرينا»، لافتاً إلى أن الإمارات قامت بإنشاء مشاريع في بعض الدول التي تواجه صعوبات كثيرة في الطاقة.
وحول مستقبل الطاقة، أفاد بأن التحدي الذي يواجه دول المنطقة يتمثل في التعامل مع دعم الطاقة الذى أدى لكثير من الفاقد وعدم الاستخدام الأمثل للطاقة، حيث تعد دول المنطقة من أكثر الدول استهلاكاً للطاقة من حيث الأفراد. وتابع «بتكليف من مجلس الوزراء للتعامل مع جميع التحديات بالدولة، سوف نتمكن من الاستمرار بالتخطيط السيلم في القطاع، وتعمل الوزارة حاليا على إصدار قانون «الترشيد» والذي يعد الأول في المنطقة مع تشريعات محفزة للتعامل مع مستقبل الطاقة وتحدياته. وأشار إلى انخفاض الإنتاج الحقلي سنوياً بنسبة تتراوح بين 5 إلى 8?، ما يتطلب تعويض الفاقد بزيادة الإنتاج وأكد أن الهدف ليس هو استمرار الانتاج وليس تحديد الأسعار.
عدد اليوم
