الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الروائي السويدي هيننج مانكل: عذاباتنا سببها المخيلات المسحوقة

الروائي السويدي هيننج مانكل: عذاباتنا سببها المخيلات المسحوقة
19 مارس 2009 01:03
يصل اليوم الخميس إلى أبوظبي الكاتب السويدي الشهير هيننج مانكل للمشاركة في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث يقوم مساء اليوم بتوقيع رواياته ''جسر إلى النجوم'' التي ترجمها سامر أبو هواش، و''الكلاب في ديجا'' و''قاتل بلا وجه'' اللتين ترجمهما مهدي صالح المالكي، و''سر النار'' التي ترجمها جاسم الولائي، وصدرت عن دار المنى بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم· ولد هنينج مانكل سنة 1948 في استكهولم، قبل أن تنتقل عائلته الى مدينة ''سفيع'' في منطقة ''هارجيدالن'' الجليدية، حيث نشأ هناك، ويعيش الآن في موزمبيق بأفريقيا، وهو متزوج ولدية أربعة أبناء· علم مانكل نفسه بنفسه ثم اتخذ الكتابة حرفة له· فاز بأول جائزة في السويد عن أفضل كتاب للفتيان في العام 1990 عن روايته ''جسر إلى النجوم''، وهو الكتاب نفسه الذي منحه درع هولجرسون ،1991 وجائزة أدبية خاصة بأدب الشباب في ألمانيا ،1993 وجائزة معرض فرانكفورت للكتاب· أما روايته ''رحلة الى نهاية العالم'' ففازت بجائزة أوجست عام ،1998 وفي عام 1999 لمناسبة يوم الكتاب العالمي تم توزيع كتابه ''سر النار'' على جميع اطفال المدارس البالغين من العمر 11 عاماً، وفي 1999 أيضاً منح عن الرواية نفسها الجائزة الكاثوليكية لكتب الأطفال· تمكن هننيج مانكل من تحقيق شهرته كروائي وكاتب مسرحي للكبار، ولديه نتاج أدبي واسع من المسرحيات والروايات منها: الظلال عند الغسق، الهر الذي أحب المطر، الفتى الذي نام والثلج في سريره، سر النار، قاتل بلا وجه، جسر الى النجوم، الكلاب في ديجا· ترجمت أعمال مانكل الى لغات عدة منها: العربية، الانجليزية، الالمانية، الفارسية، اليابانية، الايسلندية، الفرنسية، الروسية، الاسبانية، الصينية والفنلندية، واشتهر برواياته البوليسية التي تعتمد في أغلبها على شخصية ''المفتش كورت فالاندر''، كما كتب العديد من الحلقات الدرامية، وحولت رواياته إلى افلام سينمائية· أبطال على حواف الحرائق حين كتاب للأطفال والشباب بدت كتاباته متماسكة وقريبة من مشاعر الناس، قصص غاية في الرقة والغنائية والمشاعر السخية، كما يقول النقاد· أبطاله أناس أحياء يخطون على حواف الحرائق التي رسمت على بيئتهم، ومؤلفاته الغنية حافلة بالاحداث والصور والمشاعر، وهي تصلح للصغار والكبار معاً كما تقول سيرته المطبوعة على الغلاف الأخير لكتابه ''سر النار''· أما صحيفة الاوبزرفر فوصفته ''إنه بحق ملك الشمال الأوروبي لكتاب القصة المثيرة في تلك البقاع''، في حين كتبت التايمز عن روايته ''قاتل بلا وجه'' بأنها ''ذكية ومثيرة وساخنة بالأحداث· هذه الرواية الخفاقة تمثل أفضل ما يمكن أن تصنعه قصة بوليسية وتعليمية''· دراما المصير البشري يقول مانكل عن روايته ''جسر إلى النجوم'': ''أردت كتابة دراما كلاسيكية عن المصير البشري، أطرح فيها الأسئلة الكبرى عن الحقيقة والكذب، والصداقة والولاء، والهجران والحب· لا أظن أن هناك ما هو أهم من مخاطبة الأجيال الناشئة ومناقشة الأسئلة الوجودية الجوهرية معهم· إن الأطفال هم الفنانون الأصليون الذين تتساوى عندهم الحقيقة والخيال· ولو أن المدارس تمكنت من خلق وعي لا يضع هذين الأمرين في حال من التصادم لاختلفت الأمور كثيراً· فالكثير من العذابات التي نعيشها اليوم سببها المخيلات المسحوقة، وعدم فهم شروط الحياة بصورة واضحة''· ويضيف ''إن الوقت قصير، من خلال النافذة أستطيع أن أرى هراً يجلس على حجر ناظراً إلى شيء ما في الأفق البعيد، أما ما يراه، فلا أستطيع معرفته''· وتتناول روايته ''سر النار'' قصة حياة صوفيا، وهي، كما يقول المؤلف في مقدمته، ''مخلوقة حقيقية في الثانية عشرة من العمر تعيش في موزمبيق التي تقع أسفل الساحل الشرقي في أفريقيا، والتي تعد واحدة من أكثر بلدان العالم فقراً· حقيقة الأمر أنها بلاد غنية· لكنها أصبحت فقيرة بعد أن اندلعت فيها حرب مجنونة استمرت عشرين عاماً قتل فيها كثير من الناس، ونزح الكثير من قراهم· صوفيا كانت واحدة منهم· لكنها نجت من الموت''· دار المنى تفتح نافذة على الأدب السويدي والفنلندي والنرويجي تقف الناشرة السويدية منى هيننج صاحبة ''دار المنى'' للنشر أمام جناحها في معرض الكتاب بثقة واضحة، فيما تتنقل عيناها بين الكتب لتحصي في نظرة سريعة نتاج سنوات من العمل الشاق، والتحديات المتواصلة التي تجد المرأة نفسها في مواجهتها عندما تفكر في دخول عالم جديد على النساء· لكن الأمور لم تكن بهذه الثقة في بداية التجربة، والدرب لم تكن مفروشة بالورود، وحين تعود منى إلى تلك البدايات تتذكر أنها واجهت خلال رحلتها الطويلة في عالم النشر صعوبات عديدة وذات طابع متغير، منها ما يتعلق بكونها امرأة تدخل إلى عالم يتسيده الرجال، ومنها ما يتصل بنشاطها النشري واتجاهها مبكراً إلى الترجمة· تقول ''وجهت إليَّ في البداية تهمة ''التغريب'' بسبب نزوعي إلى الترجمة، ثم سرعان ما أدركت دور النشر والمؤسسات الثقافية أهمية الترجمة وضرورتها للتواصل مع الآخر وتحقيق التلاقح الثقافي بين الثقافات المختلفة· فالترجمة، هي نافذتنا للتعرف إلى الآخر عن قرب، وفهم طريقته في التفكير والحياة، وبالتالي فهم سلوكه بمستوياته المتعددة''· الشكل والمضمون وتسعى دار المنى بالسويد، التي أصدرت مؤخراً بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم عدداً من الروايات المترجمة، لكتاب من السويد وفنلندا والنرويج، إلى سد الفراغ الكبير في هذه النوعية من الكتب في المكتبة العربية· ومن هذه الإصدارات، رواية ''لنخرج ونسرق الخيول'' للكاتب النرويجي بير بيترسون الفائزة بجائزة ''إمباك'' الأدبية الدولية عام ·2007 ورواية ''جسر إلى النجوم'' و''سر النار'' و''قاتل بلا وجه'' للكاتب السويدي هنينج مانكل الذي يحل ضيفاً على معرض أبوظبي للكتاب· تقول منى هننج: ''نعنى بنشر أرقى الكتب والقصص والروايات الموجهة للأطفال والفتيان والفتيات، ونحرص في اختياراتنا على أن تتحلى القصص والروايات بأسلوب رفيع جذاب، ومضمون إنساني عميق يتناسبان مع عالم الطفولة وتجاربها ويوسعان مخيلة الطفل ويغنيان معجمه اللغوي، ويسهمان في تنمية ذائقته الجمالية وفكره ووجدانه''· وتشير هننج إلى أن ''دار المنى تحرص على طباعة أعمالها في حلّة جذابة أنيقة محلاة بالرسوم المعبرة، لأن الطفل واليافع يحب الرسوم والألوان ويقبل على قراءة الكتب الملونة التي تحتوي صوراً ورسومات جميلة''· ولا تخفي منى هننج شعورها بالرضا عن النفس الممزوج بشيء من الفخر للحصاد المميز والمتمثل في جملة من أهم الكتب المترجمة التي قدمتها للمكتبة العربية خاصة للأطفال والفتيان، وهي فئة تكاد تكون محرومة من الترجمة وغائبة عن اهتمامات المترجمين· وتذكر من هذه الأعمال: رائعتا جوستاين جاردر ''عالم صوفي'' و''سرّ الصبر'' بالإضافة إلى ''فتاة البرتقال''، رواية ميشيل ماجوريان ''تصبح على خير يا سيد توم''، رواية ل·م· مونتجمري ''آن في المرتفعات الخضراء''، ''ضيف على الواقع'' للكاتب بير لاجركفيست، ''جنان في بيت يا ليت''، ''جنان ذات الجورب الطويل''، ''دراجة ليلى''، ''الربيع في القرية الصاخبة''، ''الأخوان''، ''زيزفونتي تعزف وعندليبي يغني''، ''ليلى ترحل من البيت'' وكلها للكاتبة الشهيرة أستريد ليندجرين، والقائمة تطول· للآباء والأمهات زيارة هذا الجناح مفيدة جداً لمن يبحثون عن كتب وقصص وروايات لأطفالهم وفتيانهم، فهي تفتح أمام الطفل والنشء عوالم ثرة ومتنوعة، وتأخذهم إلى مديات واسعة، وتقدم لهم الثقافة والتربية في قالب مسلٍّ ومثير، يخلط بين الحكاية والأسطورة والشخصيات الخرافية التي تمتلك قدرات سحرية لا سيما في قصص المغامرات، علاوة على الأعمال التي تقدم أمثولة حية تظهر أهمية اللعب في تطوير الطفل ونضجه، وتلك التي تتناول صراع الخير والشر ومحيطهما القيمي، والتحلي بالشجاعة التي لا غنى عنها في التغلّب على أكثر الدروبئ صعوبة ووعورة، وتقديم الفكر في قالب روائي مشوق، ناهيك عن الكلاسيكيات العالمية التي وهبت أجيالاً من القراء الكثير من الدفء ووفرة من الذكريات الساحرة، وغيرها مما يمس حياة الطفل اليومية أو يتصل بخياله وأحلامه· وتقع العين في الجناح على أعمال تمس الظواهر الاجتماعية فها هي رواية ''زياد فوق جبل النورس'' لصاحبها ينز آلبوم تصور الإعاقة على نحو خلاق، فزياد طفل يعيش في عالم غريب، كل من فيه يولد بجناحين إلا هو مولود بلا أجنحة· ولذا يعد في ذلك العالم معاقاً لأنه لا يستطيع الطيران·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©