الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المكسيك والأرجنتين.. حوار الصغار بـ «عقلية الكبار»

المكسيك والأرجنتين.. حوار الصغار بـ «عقلية الكبار»
4 نوفمبر 2013 22:47
(أبوظبي) ـ مواجهة من «العيار الثقيل» تجمع منتخبي المكسيك حامل اللقب «الأولاد الصغار» مع الأرجنتين «التانجو»، عندما يلتقي المنتخبان في الساعة الخامسة من مساء اليوم، على استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في أبوظبي، ضمن نصف نهائي بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة «الإمارات 2013»، في مواجهة لا تعرف غير لغة الانتصار، وسيكون سلاح المهارة الفردية العنصر الحاسم للمنتخبين، اللذين ينتميان إلى منطقة متجاورة «أميركا اللاتينية والشمالية»، غير أن عناصر التقارب بينهما كبيرة، من حيث العامل الثقافي، فاللغة واحدة هي الإسبانية، وإن كانت المكسيك وضعتها الجغرافيا في قارة منفصلة عن الأرجنتين، إلا أنهما من المدرسة الكروية اللاتينية ذاتها، وهو ما يجعل اللقاء حافلاً بالإثارة المتعة الكروية، لما يملكه المنتخبان من عناصر تمتاز بالموهبة الكروية وفنونها. ومن واقع هذا التشابه الكبير في كل شيء، فإن الندية ستكون طابعاً متميزاً للقاء الذي يقود الفائز به إلى النهائي مباشرة، وإذا كان «صغار التانجو» يبحثون عن اللقب، بعد أن نجحوا في الوصول إلى محطة نصف النهائي، عقب غياب 10 سنوات، فإن الـ«مينوز هيروز» حريصون أكثر على الوصول إلى المحطة النهائية، والاحتفاظ به للنسخة الثانية على التوالي، في إنجاز جديد لـ«زعيم» اللعبة في منطقة «الكونكاكاف» دون منافس. البحث عن الثالثة رغم البداية المتعثرة للمكسيك حامل اللقب الذي تلقى خسارة ثقيلة جداً في افتتاح مشواره بالبطولة أمام نيجيريا، التي أمطرت مرماه بسداسية مقابل هدف، لكنه عاد ليستعيد توازنه عبر المجموعة السادسة، التي تأهل عنها مباشرة من المركز الثاني بعد تحقيقه الفوز على العراق 3 ـ 1، وعلى السويد بهدف نظيف، ليكشف ذلك عن أن خسارة اللقاء الافتتاحي لم تكن سوى «سحابة عابرة»، لن تفت من عضده أو تجعله يستسلم، ليصل إلى الهدف الذي خطط له مدربه راؤول جوتييريز، بالتأهل إلى دور الـ16 من البطولة، وبعدها يرى إلى أين يمكنه الوصول في المنافسة. وفي مرحلة دور الـ16 تألق المنتخب المكسيكي، وتمكن من إقصاء نظيره الإيطالي، بعد مواجهة نجح خلالها في إحراز هدفين، حملا النكهة المكسيكية الخالصة ليرتفع سقف الطموح، بعد تجاوز هذا الدور الذي كان الغاية من المشاركة في البطولة، بعد أن حجز مقعده في ربع النهائي لمواجه منتخب «السامبا» المدجج بالهجوم القوي، والأرفع أداءً في المنافسة على الإطلاق في مراحلها السابقة. لكن كل ذلك لم يمنع منتخب «الأولاد الصغار»، من مواصلة صحوته التي أعقبت خسارة المباراة الأولى، ليقدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق وتمكن من إنهاء الوقت الأصلي أمام «راقصي السامبا» بالتعادل بهدف لكل منهما، ليكون الحسم لـ «ركلات الجزاء» التي جاءت ماراثونية، ونجح منتخب المكسيك في أن يحسمها لمصلحته 11 ـ 10 في أكبر عدد لركلات الجزاء في تاريخ البطولة، ليضمن التواجد في المربع الذهبي. ويدين المكسيك بوصوله إلى هذه المرحلة من البطولة إلى حارسه جودينيو الذي يحمل لقب «الأخطبوط»، وهو ما يتناسب دون شك مع دور حارس المرمى، وتمكن بيديه القويتين من الوقوف سداً منيعاً في وجه هجوم البرازيل ليكون فارس المباراة الأول دون منازع، ويملك المكسيك لاعبين أصحاب كفاءة عالية مثل بيدرو تيران، لويس هيرنانديز، ماركو جرانادوس. ويتقدم «الأخطبوط» أقوى خطوط الدفاع في البطولة، حيث لم يستقبل مرمى المكسيك في المباريات الأربع الأخيرة سوى 3 أهداف فقط بما فيها هدف التعادل للبرازيل في الوقت الأصلي من المباراة الأخيرة. ويحتل منتخب المكسيك المتوّج مرتين بلقب كأس العالم تحت 17 سنة المرتبة الثالثة في تاريخ هذه المسابقة وراء كل من البرازيل ونيجيريا المتوجين بهذا اللقب ثلاث مرات. وكانت مسيرة النجاحات بدأت في بيرو عام 2005، عندما توّج الجيل الذهبي للمكسيك بأول بطولة له بعد سحقه البرازيل في النهائي بنتيجة 3- صفر، وبعد ست سنوات، تمكن منتخب المكسيك الذي استضاف فعاليات تلك النسخة من رفع الكأس الغالية للمرة الثانية أمام أوروجواي بحضور 90 ألف متفرج في ملعب أزتيكا التاريخي. وجاء تأهله إلى النسخة الحالية بعد أن دافع عن لقبه كبطل لـ«الكونكاكاف»، بعد فوزه بجميع المباريات التي خاضها في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وتمكن منتخب المكسيك بقيادة المدرب راؤول بوترو جوتييريز، الذي توج معه بطلاً قبل عامين، من تخطي دور المجموعات دون مشاكل بعد فوزه على كل من كوبا 5-1، وهندوراس 2- صفر، ثم حجز تذكرة التأهل إلى «الإمارات 2013» بفوزه على جواتيمالا 2- صفر في الدور ربع النهائي، ولكن الكتيبة المكسيكية لم تتوقف عند هذا الحد بل واصلت تألقها وهزمت هندوراس 2- صفر في الدور قبل النهائي قبل أن تفوز على البلد المضيف بنما 3-1 في النهائي لتتوج بلقبها القاري السادس. تاريخ جديد وبالمقابل لم يكن طريق منتخب الأرجنتين مفروشاً بالورود ليصل إلى هذه المرحلة، حيث كانت بدايته متواضعة نسبياً بعد تعادله في أولى مبارياته ضمن المجموعة الخامسة مع إيران بهدف لكل، ثم بفوز صعب على النمسا 3 ـ 2، وكاسح على كندا بثلاثية نظيفة، ليتأهل عن المجموعة مباشرة من المركز الأول. ولم يجد «التانجو» صعوبة كبيرة في الفوز على تونس 3 ـ1 في دور الـ16، لكنه عانى الأمرين أمام منتخب الأفيال في ربع النهائي، وفاز بشق الأنفس 2 ـ1، ليصل إلى مواجهة المكسيك في نصف النهائي. ويعتبر الحارس أوجوستو باتالا من بين أميز حراس البطولة حيث قدم مستويات لافتة، ويسهم بفعالية في ترقي منتخب بلاده إلى هذه المرحلة، كما يضم المنتخب عدد من المواهب التي ينتظرها شأن كبير في المستقبل، مثل إيمانويل مامانا، نيكولس تريبيتشيو، ليوناردو سواريز، سيباستيان دريوسي. ويعد الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة بمثابة الإنجاز لـ«صغار التانجو»، لم يتحقق خلال عقد من الزمان، إلا أن سقف التطلعات لن يقف عند هذا الحد، بل أصبحت كيفية العمل على الوصول إلى النهائي، وتحقيق البطولة للمرة الأولى الشغل الشاغل لكتيبة« التانجو». وتعتبر الأرجنتين من الدول الأكثر مشاركة في مونديال الناشئين، على الرغم من أن لقب البطولة الوحيد الذي ينقص خزانة ألقابها، وشارك الأرجنتين في 12 نسخة من النسخ الـ15 السابقة، حيث غاب فقط عن نهائيات كندا 1987، نيوزيلندا 1999 وبيرو 2005، وحتى الآن، بلغ نصف النهائي أربع مرات، ولكنه لم يتمكن أبداً من تجاوز المركز الثالث، الذي احتله في إيطاليا 1991، الإكوادور 1995، وفنلندا 2003، علماً بأن آخر ظهور له في مونديال الناشئين يعود إلى نهائيات المكسيك 2011، حيث خرج من الدور ثمن النهائي. وبقيادة المدرب هومبرتو جروندونا، فازت الأرجنتين على أرضها بلقب بطولة أميركا الجنوبية تحت 17 سنة، وهي المرة الثالثة في تاريخها التي تتربع على قمة هذه المسابقة، واضعة بذلك حداً لسجل الند التقليدي البرازيل التي حققت أربعة ألقاب متتالية. كانت الصورة تبدو سيئة بعد الخسارة في أول مباراتين، ولكن أصحاب الأرض خطفوا فوزين كانا كافيين لتعويض البداية المتعثرة والصعود إلى الدور النهائي، ثم انتصروا على بيرو وباراجواي وتعادلوا مع أوروجواي والبرازيل وفنزويلا «الفرق الثلاث الأخرى التي صعدت إلى كأس العالم»، لتتوج الأرجنتين بفارق الأهداف، علماً بأن هجومها كان هو الثاني الأكثر فاعلية وراء أوروجواي «17 مقابل 20».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©