السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عاصفة غضب ضد العملاق الكروي البافاري لإصراره على إقامة علاقات وثيقة مع النظام القطري

11 فبراير 2018 03:26
دينا محمود (لندن) فتحت وسائل إعلام ألمانية النار على نادي «بايرن ميونيخ» الشهير لكرة القدم، وطالبته بتوضيح ملابسات إصراره على إقامة علاقاتٍ وثيقة مع النظام الحاكم في قطر - التي يقيم فيها معسكره التدريبي الشتوي منذ سنوات عدة - على الرغم من الانتقادات الموجهة لهذا النظام بسبب سياساته وسجله الأسود في مجال حقوق الإنسان. ففي مقالٍ مطول حمل عنوان «بايرن ميونيخ وقطر: زواج اضطراري»، أكد موقع «بافاريان فوتبول ووركس» المعني بمتابعة الأنباء الخاصة بالفريق البافاري، أن العلاقات المتنامية بين هذا النادي الألماني العريق وحكام الدوحة «تجتذب حالياً المزيد من الانتقادات، والتدقيق غير المرغوب فيه أكثر من أي وقت مضى»، وذلك مُقارنة بردود الفعل التي أثارها اختيار النادي للدويلة المعزولة لإقامة معسكره الشتوي فيها للمرة الأولى عام 2011. وعزا المقال - الذي كتبه جون ديلون - الهجوم العنيف الذي يلقاه «بايرن ميونيخ» في هذا الشأن، إلى «السجل الصادم لقطر في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، وذلك على صعيد المعاملة التي يتعرض لها العمال الأجانب، الذين يشيدون الملاعب الرياضية المخصصة لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم، المقرر إقامتها في عام 2022». وقال ديلون إن السجل القطري الموصوم بالفضائح جعل معسكر الفريق البافاري - الذي يُقام في شهر يناير من كل عام منذ 7 سنوات في أكاديمية أسباير الرياضية في قطر - بمثابة «إحراجٍ سنوي للنادي الذي يجاهر بتبنيه قيم المسؤولية الاجتماعية». وأكد الكاتب أن ثورة الغضب الحالية ضد إصرار «بايرن ميونيخ» على الإبقاء على صلاته بهذا البلد المنبوذ خليجياً وعربياً، بلغت حد استهجان جماهيره العريضة، لمحاولات رئيسه كارل هاينز-رومينيجه للزعم بأن فريقه يحمل خلال رحلات «الحج السنوية» هذه إلى قطر «رسالة اندماج وحرية». وأوضح ديلون في مقاله أن جماهير الـ«بايرن» الحانقة على ما يصم فريقها من عارٍ بسبب رحلاته للأراضي القطرية، ردت على ادعاءات هاينز-رومينيجه بأن وصفته بأنه «رجلٌ يرفض أن يرى ما هو واضحٌ وجليٌّ أمام ناظريه»، في إشارة إلى تعامي النجم الألماني السابق عن الجرائم والانتهاكات التي يقترفها النظام القطري. وأكد المقال شديد اللهجة أن نظام تميم بن حمد يستغل زيارات الفريق البافاري كجزءٍ من جهوده لاستغلال كرة القدم لتبوء مكانة أفضل على الساحة الدولية، وهي الجهود التي بدأت بطبيعة الحال بالتقدم بعرضٍ لاستضافة مونديال 2022، وهو العرض الذي يصف ديلون قبوله من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عام 2010 بـ«المثير للجدل بشدة». المفارقة أن المدير الفني لـ«بايرن ميونيخ» وقتذاك - لويس فان خال - كان من بين المنتقدين بشدة لهذا القرار، إذ ينقل عنه مقال «بافاريان فوتبول ووركس» وصفه لتلك الخطوة بأنها «لا تُصدق»، وإشارته إلى أن اختيار قطر لإقامة المونديال على أراضيها «ليس بالاختيار الصائب». الغريب أن فان خال وجد نفسه بعد شهر فحسب من هذه التصريحات، يدرب لاعبي فريقه على المستطيل الأخضر بداخل الأكاديمية القطرية، التي اختارها المسؤولون عن العملاق البافاري لاحتضان معسكره الشتوي، بعيداً عن البرد القارس الذي يسود ألمانيا في شهر يناير من كل عام. ولفت جون ديلون النظر إلى الارتباط المثير للريبة بين قرار «الفيفا» منح كأس العالم لعام 2022 لقطر وإقامة «بايرن ميونيخ» معسكره للمرة الأولى فيها بعد ذلك مباشرةً تقريباً، قائلاً إن العلاقة بين الجانبين ليست «كروية بشكلٍ محض»، كما يقول مسؤولو الفريق الألماني الذي يتصدر جدول ترتيب بطولة دوري الدرجة الأولى في بلاده. وسخر المقال ضمنياً من الحجج التي يسوقها الـ«بايرن» لإقامة معسكره في قطر، قائلاً إنه يمكن للفريق «العثور على الطقس المعتدل والمرافق الجيدة قريباً للغاية» من مقره بولاية بافاريا الألمانية، وأشار في هذا الصدد إلى أن كل الفرق الأخرى التي تتنافس في «البوندسليجا»، تقضي الشتاء إما في وطنها أو في دولة مثل إسبانيا. ويخلص ديلون للتأكيد على أن الترويج لكرة القدم أو إقامة معسكر تدريبي ليسا سوى سببين عارضين للرحلة السنوية للفريق البافاري إلى قطر، التي يواجه بسببها حالياً «عاصفةً من الانتقادات»، مُشدداً على أن السبب الحقيقي وراء ذلك ليس إلا المال. ويستعرض الكاتب في مقاله الأدلة التي تثبت أن النظام القطري يعمل على شراء نادٍ كبير كـ«بايرن ميونيخ» بالمال، لاستخدامه في حملاته الدعائية، التي يرمي من خلالها لتضليل الرأي العام الدولي، وحرف الأنظار عن سياساته التخريبية ودعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة. ويقول في هذا الشأن إن المتصفح للصفحة الرئيسية لموقع «بايرن ميونيخ» على شبكة الإنترنت، سيجد هناك قائمةً بمن يُوصفون بـ«الشركاء»، وهي إشارة إلى الشركات الراعية للفريق، التي تتضمن شركاتٍ كبرى مثل «أديداس» و«سيمنز» وغيرهما. ويشير المقال إلى أن من بين أهم هؤلاء الرعاة مطار حمد الدولي في قطر، الذي بدأت الشراكة بينه وبين الـ«بايرن» في عام 2016 (أي بعد خمس سنوات من أول زيارة قام بها الفريق إلى قطر خلال عطلته الشتوية). وبحسب المقال، تعززت العلاقة بين الفريق البافاري والمطار القطري العام الماضي، عندما تم وضع الشعار الخاص بالمطار على أكمام قمصان لاعبي «بايرن ميونيخ» في مبارياتهم للموسم الحالي. ويرى ديلون أن مما يثير الشبهات بشأن العلاقة بين الجانبين؛ الغموض الذي يكتنف قيمة الأموال التي يقدمها مطار حمد الدولي للفريق الألماني مقابل رعايته له ووضعه لشعاره على قمصان لاعبيه. كما يربط المقال بين الشراكة المثيرة للجدل بين الفريق الألماني ومطار حمد في قطر، وبين تحضيرات النظام الحاكم في هذه الدويلة المعزولة لاستضافة المونديال، لافتاً النظر في هذا الشأن إلى أن عقد الرعاية المبرم بين الجانبين ينتهي عام 2023 أي بعد سنة واحدة من إقامة البطولة، وأن بداية تردد الـ«بايرن» على قطر لإقامة معسكره هناك في الشتاء، بدأ بعد أسابيع قليلة من حصولها على حق تنظيم المنافسات. وفي إيماءة ذات مغزى، قال ديلون إن «بايرن توقع بشكلٍ مثالي العرض الفائز» باستضافة المونديال، وهو ما يعيد التذكير بالملابسات المشبوهة التي جرى في إطارها تصويت أعضاء اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا»، الذي أفضى لاختيار قطر رغم وجود دولٍ أخرى منافسة، أكثر خبرة بتنظيم البطولات الكروية الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. ومن بين الأدلة التي يسوقها الكاتب على الشراكة الغامضة بين العملاق البافاري ونظام الحكم في الدوحة، تدشين «بايرن ميونيخ» حساباً رسمياً على موقع تويتر مُكرساً لقطر فحسب على حد تعبيره. وأشار ديلون إلى أنه لا يوجد للحساب متابعون سوى اثنين فحسب - هو أحدهما - كما أنه لم ينشر سوى تغريدة واحدة، مُترجمة عن الحساب الإنجليزي لـ«البايرن»، في الأول من سبتمبر الماضي لتهنئة المسلمين بأحد الأعياد. ويلمح المقال إلى وجود تعاقدٍ سري بين قطر والفريق الألماني، يلتزم الأخير بموجبه بإقامة معسكره الشتوي كل عام في أكاديمية «إسباير»، قائلاً إن مسؤولي الـ«بايرن» أدلوا بتصريحاتٍ اتسمت بالمراوغة بشأن إمكانية وجود مثل هذا التعاقد، خلال مؤتمرٍ صحفي عقدوه في أكتوبر 2017 للحديث عن معسكرهم الذي كان مرتقباً آنذاك في يناير الماضي. واعتبر ديلون أن وجود تعاقدٍ ملزمٍ مثل هذا «سيفسر إلى حدٍّ كبير إصرار البايرن على السفر إلى قطر، في مواجهة الانتقادات المُدمرة (التي يلقاها جراء ذلك) بداخل ألمانيا وخارجها». ورأى المقال أن المشكلة حالياً تتمثل في أن الفريق الألماني غير قادر على الاستغناء عن راعٍ مُتخم بالأموال مثل المطار القطري، وهو ما يقول الكاتب إنه سيؤدي إلى أن يبقى «بايرن ميونيخ عالقاً في الشرك القطري خلال المستقبل المنظور» على الأقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©