الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحياد في مواجهة الإرهاب خيانة

الحياد في مواجهة الإرهاب خيانة
18 نوفمبر 2014 16:01
تنعم دولة الإمارات بالأمن والاستقرار والعدل والسلام الاجتماعي، واستطاعت من خلال منظومة من القيم العليا أن ترسي الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتحفظ كرامة الفرد والجماعة دون تمييز أو تفرقة، ولن تأبه الدولة للحملات المغرضة التي تشنها المنظمات الخارجية الفاسدة من أجل تشويه سمعة الدولة، خصوصاً مع الالتفاف الشعبي والبنيان الاجتماعي المرصوص الذي يصد أي محاولة لتشويه سمعة الدولة أو أركانها الراسخة. اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة قرارات لحماية الدولة وشعبها، من خلال الكشف عن التنظيمات السرية التي تهدد أمن البلاد، وتحذير الشباب من الانجرار وراء الخيانة الوطنية، التي يروج لها المفسدون في الأرض بشتى الطرق. السم في العسل نايف الشحي الشاب ابن العشرين ربيعاً كاد يكون ضحية لتنظيم سري، ولكن أسئلته المتكررة وذكاءه وفطنته قادته إلى الطريق الصحيح وإحباط الفخ الذي كان من الممكن أن يقع فيه، وبداية الأمر انضمامه لإحدى الجمعيات منذ الصف السابع حتى الحادي عشر، وكان سعيداً بانضمامه للجمعية ومستمتعاً بالرحلات الداخلية والخارجية التي تقوم بها، إضافة إلى لعب الكرة، وغيرها من النشاطات الترفيهية. وصل نايف في الجماعة إلى مسمى «مساعد إشراف» عندما كان في الصف الحادي عشر، وبدأ بحضور الاجتماعات الليلية التي تقام في وقت متأخر، وبعد صلاة الفجر، وهي أوقات كانت مستغربة بالنسبة لنايف، إضافة إلى ذلك كان المسؤولون قلقين ويراقبون المكان من حولهم، وكانوا يتفقدون النوافذ بين حين وآخر، وهي أمور لم يجد نايف تفسيراً لها، مثل لماذا اجتماعاتهم سرية؟ لماذا هي مغلقة؟ حتى تجرأ وسألهم عن المنهج الذي يتبعون والخط الذي يسيرون عليه، وقالوا له إننا نسير على منهج الله ورسوله، ولكن بعد أن غادر باقي المنظمين، قالوا له نحن نتبع منهج «الأخوان المسلمين». ودفع الفضول نايف الشحي للبحث والتحري حول «الإخوان المسلمين»، وهي المفردة التي لم يكن على دراية بمعناها، حتى بدأت فترة الاعتقالات في دول المنطقة للإخوان المسلمين، وبدأ كبار علماء المسلمين التحذير من السموم التي يدسونها، ومن أفعالهم التي تعمل على إبعاد الشخص عن الصواب، وسحبه إلى تيار خاص بهم عنوانه العنف والإرهاب والتخريب. الحياد خيانة وأكد سلطان الشامسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، ضرورة ارتقاء عمليات محاربة الإرهاب إلى حجم الخطر الذي تشكله على المجتمعات، مؤكداً ضرورة الوقوف في وجه الدول الممولة للإرهاب مالياً أو لوجستياً، ومحاسبة الدول التي دعمت عمليات التجنيد، ووفرت ممرات آمنة لانتقال المقاتلين والمجندين عبر أراضيها لمناطق القتال ومعسكرات الإرهاب. وقال: إن توفير غطاء خليجي متوافق ومنسجم سيساهم في تعضيد الجهود الرادعة لممارسات «الخلايا النائمة» التي أظهرت سلسلة المحاكمات المنظورة في الدول الخليجية تناميها وخطورتها. وأكد أن الحياد الذي يطالب به البعض في التصدي للإرهاب خيانة في حق البشرية، بعد أن أظهرت الجماعات المتشدقة بالدين وهو منهم براء خصومة بغيضة تجلت صورها بمظاهر القتل والتمثيل بالجثث، وقتل المدنيين وتشريد الأطفال. التفاف شعبي مع القيادة يقول المغرد والناشط الوطني إبراهيم بهزاد: إن الإرهاب قبل أن يُمارس فعلياً هو فكر، ودولة الإمارات تنبهت لهذا الفكر وقامت بمقارعة الفكر المتطرف، بالفكر الإسلامي السليم، ونشر الوعي الوطني الذي يقوي المجتمع في مواجهة هذا التطرف، كما أن دولة الإمارات قامت بالتعاون مع الدول بمساندة الإجراءات الدولية لمكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية، ويُحسب للدولة حرصها على عدم انخراط أبنائها في الحروب التي تقع في الدول الأخرى، والتي يتم فيها جر الشباب تحت اسم الجهاد، وطريق القيام بأعمال إرهابية في العالم العربي والإسلامي وباقي دول المعمورة، وقامت الدولة عبر قانون الإرهاب وقانون المنظمات الإرهابية وغيرها من القوانين التي شرعتها، بمحاكمة الفكر المتطرف، والتنظيم السري، كما عملت على تتبع مصادر تجميع الصدقات والتبرعات من الجهات غير الرسمية في الدولة، والتي تستغل هذه الصدقات من أجل التمويل المالي لجماعات إرهابية. التواصل الاجتماعي وأشار إلى سلبيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ونشر الشائعات المسيئة للوطن، حيث إن أصحاب الفكر المتطرف تمرسوا بالعمل واستغلوا مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للأفكار الضالة، حيث إن هناك جماعات تم تأهيلها وتدريبها لتضليل الرأي العام، ونشر الأفكار الهدامة، والشائعات المغرضة، لتأليب الرأي العام ضد الدولة، حيث إنه كان باعتقادهم أن وسائل التواصل الاجتماعي، هي البيئة الخصبة للترويج ونشر معتقداتهم وأفكارهم الهدامة، لكنهم تلقوا صدمة كبيرة عندما تم صدهم من شعب الإمارات، وعمل شباب الإمارات لدحض الافتراءات، وتمت مواجهة الهجوم الإلكتروني، والرد بالشواهد والأدلة، التي تثبت أن الوطن يسعى لخدمة المواطن دائماً، مع استعراض سلسلة الإنجازات والمزايا التي يتمتع بها المواطن في الإمارات، في حين عجزت دول كثيرة عن منح مواطنيها جزءاً مما تقدمه الإمارات لمواطنيها. وأضاف هناك تواصل مع جماعات حزبية في مختلف الدول، والتفاف حول فكر معين ليتم نشره في مجتمعاتنا، واستغلال لأي موقف ضد الدولة حتى يقفوا عليه ويتم نشره وبث الشائعات حوله، كما أن هناك حملات إعلامية دولية، ومنظمات مشبوهة تقوم بدعم هذه الفئات للنيل من بعض دول المنطقة، ومنها دولة الإمارات، ولكن دائماً ما تخرسها إنجازات الدولة والتفاف الشعب حول القيادة والحكومة. وأوضح الدور الذي يقوم به مع المغردين الفاعلين لتجنب جر الشباب نحو الأفكار الهدامة والتنظيمات، حيث حاولوا تقديم النصائح والمشورة للشباب من أهالي أعضاء التنظيم السري للدولة، ومحاولة إقناعهم بالابتعاد عن الإساءة عن الدولة بمواقع التواصل الاجتماعي، ولكن من جانب آخر هناك من يشجعهم على ذلك، بل ويحرضهم ضد الدولة لنشر الفتن والإشاعات، ولك بعد صدور قانون الجرائم الإلكترونية في الدولة، لوحظ انحسار أعداد المغردين المسيئين للدولة، وظل منهم من هم خارج الدولة، يحاولون إثارة الفتن بين حين وآخر، لاعتقادهم بأن مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لنشر الأفكار الهدامة، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة الوعي الوطني لدى الشباب، بل وزادت وحدة الشعب الإماراتي، وزاد الالتفاف الشعبي مع الحكومة للتصدي لهم، وبات شباب الإمارات هم المثال الوطني الذي يُحتذى به بين الدول. مكافحة الإرهاب وأوضح ضرار بالهول الفلاسي، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات أن موقف الدولة في مواجهة الإرهاب والتطرف واضح ولا ينفصل عن منهجها الأخلاقي والتزاماتها الوطنية والدولية، وواجبها الأول في حماية مواطنيها، حيث وقفت الدولة موقفاً صلباً ضد إرهاب داعش، ومن قبلها إرهاب الإخوان في مصر وغيرها، وكذلك إرهاب القاعدة في أفغانستان وبلدان عديدة. لكن جهود الدولة لم تقتصر على الشقين العسكري والأمني، بل قدمت عدداً من المبادرات العالمية لمحاصرة الأسس الفكرية الباطلة التي يتمترس خلفها «الإرهاب» ويستخدمها في ترويج أباطيله، فتم تأسيس منتدى السلم العالمي في أبوظبي، وتم إطلاق العديد من البرامج الأكاديمية والتربوية التي توفر مجتمعة تحصينا متكاملا ضد «الإرهاب». وأضاف: يهمني هنا أن أستذكر ما قاله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة عشية افتتاح معرض الشارقة للكتاب عن الدور الذي تلعبه الجامعات الإماراتية، ومنها الجامعة القاسمية، في تحصين وتمتين الشباب ضد الإرهاب والرد على طروحاته الفكرية الواهية. وكانت الدولة من أوائل من تبنى المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، واستضافت دورته الثالثة عام 2012، حيث أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في كلمته الافتتاحية «إننا جميعا متفقون على ضرورة تعزيز الجهود الفردية والجماعية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، فتكتيكات الإرهابيين قد تتغير لكن خطرهم وتهديدهم هو ذاته، وهذا ما يبرز أهمية وجود منتدى يجمع معلومات وخبرات الجميع ويتيح مشاركتها»، مؤكداً سموه أن الإرهاب ظاهرة تتجاوز الحدود الوطنية، ولا ترتبط بشعب معين أو دين محدد. الوقاية أولاً وفي رأيه إن مواجهة الدولة للإرهاب تعتمد منهجية متكاملة تبدأ من المرحلة الوقائية ولا تنتهي عند المرحلة العلاجية، فهذه المواجهة تتعدى المحاكمات والأحكام التي يصدرها القضاء إلى التحصين الفكري والأخلاقي والقيمي والديني، وكذلك المعالجة التي تصحح الفكر المنحرف والمفاهيم الخاطئة وتواجه محاولات الاختراق الظلامية بالحجة والبرهان والعقل والمنطق ونصوص الشرع الحنيف إضافة إلى سيف القانون. وقال القانون وحده لا يكفي، ومهما كانت قوانيننا ناجحة وناجعة إلا أنها تحتاج إلى منظومة متكاملة من الدعم المجتمعي لأن القانون في الأصل تعبير عن إرادة المجتمع، وعندما نقول نقول مكافحة الإرهاب، فهذا معناه أن يتحلى كل مواطن بالمسؤولية الوطنية ليس فقط في جزئية إبلاغ السلطات المختصة عن أي شيء أو سلوك مثير للشبهة، وإنما كذلك في تحصينه نفسه وأسرته وأبنائه ضد الأفكار الظلامية الغريبة عن ديننا وعن ثقافتنا وعن مجتمعنا، وفي ترسيخ ثقته بالله أولاً وبالدولة وقادتها وأجهزتها وأبنائها ثانيا، وفي تكاتف الصف ووحدته ثالثاً ودائماً. الأفكار الضالة وأشار إلى استغلال بعض المفسدين لوسائل التواصل الاجتماعي للترويج للأفكار الضالة، حيث إن هذه المشكلة تعتبر مشكلة عالمية وتحتاج لتنسيق جهود الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، ولكنها قبل ذلك كله تحتاج إلى تنسيق جهودنا الوطنية الفردية والجماعية في اتجاهين: التحصين ودفع الشبهات، وكلاهما لا يتحقق إلا بالوعي والوعي والوعي، وأقولها ثلاثاً لكي نتذكر جميعا أننا كلما انتبهنا ووعينا للمخاطر و احترصنا لدولتنا أصبح حصننا أكثر منعة وأكثر قوة وصداً للغزو الفكري الممنهج. موضحاً أن مجموعة المغردين الوطنيين لعبت دوراً مهماً في التبصير بمخاطر الإرهاب وكشف التنظيمات الإرهابية وأكاذيبها وزيفها وتوضيح ذلك للناس، وسنستمر في القيام بهذا الواجب الوطني المهم، لكننا نحن في المحصلة مجموعة محدودة العدد ونحن نطمح إلى اليوم الذي يكون فيه كل مواطن إماراتي «مغرداً وطنيا» يشارك معنا في الدفاع عن الدولة والتصدي للفكر الإرهابي المنحرف. وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست وهماً ونحن لا نبالغ عندما نتحدث عن أهميتها. فالتقارير العالمية الموثوقة تتحدث عن خطورة هذه الوسائل وطريقة استخدام الإرهابيين لهذه الوسائل إلى حد أنه انعقد قبل فترة وجيزة مؤتمر دولي في الكويت بمشاركة دول كبرى لبحث أدوات التصدي لاستخدام الإرهاب لوسائل التواصل الاجتماعي. لذلك نعم نحن نستخدم هذه الوسائل للدفاع عن دولتنا ونريد من الجميع أن يدعمونا ويكونوا معنا، فالموضوع ليس تسلية ولا وهماً، ولكنه أحد خطوط المواجهة الأولى التي لا يجوز التساهل فيها. الشباب ووجه الشباب إلى أن يتقوا الله في دينهم وأنفسهم وبلدهم، وأن يتذكروا أن كل التجارب التي جاء بها هؤلاء المفسدون جرّت على شعوب أخرى الويل والدمار والخراب. وحذّر برلمانيون وعلماء دين وحقوقيون الشباب من الوقوع في «فخ إلكتروني» لمنظمات إرهابية، بعيدة كل البعد عن روح الدين، وقالوا لـ «الاتحاد»: إن «قانون مكافحة الإرهاب» الذي صدر مؤخراً، «حائط صد» منيع، في هذا الأمر، وشددوا على ضرورة «التعامل بحزم» مع كل ما يهدد أمن الدولة، خاصة «الفئات الضالة» التي ترتدي زي الدين، وهو منهم براء. وطالب أحمد علي الزعابي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، بمواجهة تأثير المحرضين وخلايا تجنيد الشباب، داعياً إلى تقديم كل من يثبت إقدامه على التحريض ودفع الشباب للالتحاق بالجماعات المتطرفة في مختلف بؤر القتال بالوطن العربي إلى المحاكمة، وتوقيع أقصى عقوبة ضده. وأكد أن دور أولياء الأمور والأهالي مع السلطات الأمنية هو «حجر الزاوية» في جهود مواجهة الأفكار الظلامية التي تدفع الشباب لارتكاب أخطاء جسيمة في حق أنفسهم ومجتمعهم، بعد إيقاعهم تحت تأثير أفكار مغلوطة، مشيراً إلى أن دور السلطات الأمنية وحده قد لا يكون كافياً، خصوصاً مع تنامي أشكال ومظاهر التشويش وآليات الاستقطاب التي تعتمدها تلك المنظمات الإرهابية. الانفتاح الإعلامي وأشار العضو حمد الرحومي إلى أن دعاة الفتنة ومؤلبي الناس على القتال والالتحاق بالجماعات الإرهابية استغلوا بشكل لافت الانفتاح الإعلامي، ونمو تأثير قنوات التواصل الاجتماعي، كوسيلة للوصول إلى مآربهم والترويج لأفكارهم الضالة سعياً لتجنيد الشباب للانضمام إليهم. مطالباً بموقف أكثر حسماً للتصدي لدعاة الفتنة الذين روجوا شعارات «الجهاد المغلوطة» ويدعون الشباب إلى الالتحاق بجبهات الإرهاب. وأكد الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن العالم الإسلامي كان مأزوماً منذ أواخر القرن التاسع عشر مع ما يمر به حالياً من أحداث تعصف بالبلدان وتفرز بؤراً للإرهاب والإرهابيين، تتخذ من الإسلام مسميات هي أبعد ما تكون عن الإسلام، وما زاد الطين بلة ذلك التراشق المتبادل بين أقطاب التيارات العلمانية والإسلامية على السواء، مصوبين حمم الأهواء إلى غير الأهداف العليا لأوطانهم، إذ كانوا يستخدمون نبال القومية والإسلام في غير مصالح الأوطان. وأضاف: «لا يحق لأولئك المتشددين الذين نصبوا أنفسهم حماة للإسلام وحراساً للعقيدة أن يمارسوا جرائم الإرهاب باسم الدين، وهم قد هدموا ركنه بجهالتهم، إذ الركن الأساس لمشروعية الجهاد في الفقه الإسلامي هو أن يصدر الأمر به من الحاكم وفق تقدير وتوقيت محددين، وليس أمر السلم والحرب بيد غيره. ولا من اختصاص أي جماعة من الجماعات، أو حزب من الأحزاب، لئلا يتحول الأمر إلى عصابات إجرام وفوضى اجتماعية، وحروب أهلية وفتن داخلية وخارجية، كما هو الآن. وأشار إلى أن الدين الإسلامي بني على منظومة من القيم والفضائل والأخلاق السامية التي تجعل المسلم النموذج الإنساني المثالي في الرحمة والمودة وحب الخير والأعمال الصالحة والتعاون على بناء الحياة السعيدة، وإذا كان الإسلام يحرم مجرد الغيبة والتنابذ بالألقاب والألفاظ الجارحة للمشاعر، فمن باب أولى أن يحرم كل ما يدعو إلى الترويع والتخويف ولو بالإشارة مزحاً. التكفير والاستباحة وأكد أن أخطر ما يروج له الإرهابيون، هو تكفير الناس وما ينشأ عنه من استباحة الدماء والأموال والأعراض، ولخطورة التكفير لم يجعل الإسلام ذلك باجتهاد الأفراد، ولم يجز الإسلام أن نكفّر إلا من دلّ الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة. الإرهاب جريمة ضد الإنسانية أكدت جميلة الهاملي، مدير جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، أن جرائم الإرهاب تشكل انتهاكاً صارخاً وتهديداً مباشراً لحياة الإنسان والإنسانية، بما لا يبعث الطمأنينة والاستقرار النفسي، حيث إن من أهم ما نصت عليه التعاليم الدينية والأعراف الدولية، شعور الفرد بالأمن والأمان. وأكدت أن ظاهرة الإرهاب في منتهى الخطورة، لأن الإرهابيين ينطلقون من أفكار فاسدة ومعتقدات باطلة وتصوّرات للواقع تقوم على أسس واهية. وأشارت إلى أنه لا يجوز تغليب حقوق الفرد على حقوق العامة، فكل منهما مهم، بل يجب المحافظة على حق الفرد في المجتمع حتى لا يشعر بالظلم والضغينة، وتنتهي حرية الفرد أو حق الفرد عندما تبدأ حقوق وحريات الجماعة. وأوضحت أن إصدار قوانين مكافحة الجرائم الإرهابية مهم لردع الإرهاب، وللمحافظة على حياة الإنسان وكرامته ومبادئه وأمنه واستقراره، الذي يأتي نتيجة استقرار وأمن الدولة والمجتمع ككل. وشددت على أهمية تعزيز الحوار بين شرائح المجتمع، ودعم التواصل الاجتماعي. من خلال تطوير المنظومة التعليمية بمنهج تكاملي، وتعزيز قدرات الدول في هذا المجال، والارتقاء بمستوى تدريس التربية الإسلامية، ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وتصحيح المفاهيم، والردّ على الشبهات والأباطيل، وتعميق قيم الوسطية والاعتدال. تعريفات الإرهاب في لسان العرب تأتي مادة «رهب» ملازمة للخوف، وقد أورد مجمع اللغة العربية بالقاهرة في معجمه الوسيط زيادة على المعاجم التراثية: «الإرهابيون: وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية»، وهذا أول ورود لهذا المصطلح في معاجم العربية. أما تعريف الإرهاب عالمياً، فهو «استراتيجية الاستخدام المنظم للعنف المتصل الذي يثار من خلال جملة من أعمال القتل والاغتيال وزرع المتفجرات وخطف الطائرات، واحتجاز الرهائن أو التهديد أو القيام بأفعال مشابهة بقصد خلق حالة من الرعب العام الذي يهدف إلى تحقيق مطالب سياسية»، وقد أورد بعضهم ذلك مختصراً، فقال: «هو العنف السياسي المسلح الذي ينفذه الأفراد ويتضمن عنصراً أجنبياً». من التعاريف الأخرى للإرهاب ما صدر عن مؤتمر وزراء الداخلية والعدل العرب بالقاهرة في 22 - 4 - 1998، بأنه «كل أعمال العنف أو التهديد مهما كان سببها أو هدفها، المنظمة التي تسبب الرعب والفزع للناس، وتستهدف الممتلكات العامة والخاصة، والاستيلاء عليها». الإسلام يجرم الإرهاب واستباحة الدماء أكد الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تحريم الإسلام استباحة الدماء و الأعراض وتخريب المنشآت وتفجير المركبات والمساكن بمن فيها تنفيذاً لمخططات لا يمكن أن توصف إلا بالإرهابية، متجاهلة الدين الحنيف الذي حفظ حرمة الأموال والأنفس والممتلكات، فكان القتل بغير حق من أكبر الكبائر، وتوعد الله سبحانه من قتل نفساً معصومة بأشد الوعيد، فقال عز وجل: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ...)، «سورة النساء: الآية 92»، ثم قال سبحانه: «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها، وغضب الله عليه، ولعنه، وأعد له عذاباً عظيماً»، وهي أشد آية في القرآن وعيداً، ولذلك كثرت النصوص الإسلامية التي توصي بالدماء سواء كانت للمسلمين أو لغيرهم، ففي الحديث الصحيح قال صلوات الله وسلامه عليه: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، بل من آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم ما جاء في خطبة الوداع يوم الحج الأكبر: «إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا». وآيات سورة النساء، كما عظمت حرمة المسلم عظمت حرمة غير المسلم، ولذا قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «من قتل معاهداً لم يرد رائحة الجنة» والمقصد الإسلامي حيال الإنسان خاصة احترام آدميته وتكريم إنسانيته، وما جاءت الرسالات السماوية إلا لتكريم الإنسانية، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، «سورة الإسراء: الآية 70»، ثم عزّز القرآن مكانة الإنسان فحرم أي شكل من أشكال إرهابه أو ترويعه أو استباحة حقوقه فقال لمن خرج على هذا: (... وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). وأكد أن بناء العلاقات الإيجابية بين الأفراد والجماعات والدول والشعوب من أهم ما سعى الإسلام لتحقيقه، وإلا كيف يمكن نشر القيم والعقيدة السليمة، وبناء الحضارة الإنسانية الراقية، إذا تقوقع المسلم على ذاته، أو وتّر العلاقات بينه وبين الآخرين؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©