الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحوثيون والعفاشيون يقتلون النبات ويزرعون الأرض ألغاماً

الحوثيون والعفاشيون يقتلون النبات ويزرعون الأرض ألغاماً
1 نوفمبر 2015 05:03
صالح أبوعوذل (عدن) تسببت الحرب العدوانية التي شنها الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح على الشعب اليمني في تدمير واسع لقطاع الزراعة وفقدان ما نسبته 50% من سكان البلاد لمصدر دخلهم. وبحسب إحصائيات حكومية، فقد بلغت الخسائر التي تكبدها اليمن بفعل محاولة مليشيات الحوثي وقوات المخلوع المرتبطة بطهران من السيطرة على البلاد تحت قوة السلاح «نحو 6 مليارات و360 مليوناً و172 ألف دولار، منها 3 مليارات و183 مليوناً و678 ألف دولار، قيمة الأضرار المباشرة». وتعد الزراعة من القطاعات الأساسية في الاقتصاد اليمني، وتمثل المصدر الرئيس للدخل لنسبة 73.5% من السكان، حيث يلعب القطاع الزراعي دوراً هاماً في الاقتصاد الوطني لليمن البلد الفقير الذي يشهد اضطرابات منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم. وبحسب تقرير للمركز الوطني للمعلومات فإن قطاع الزراعة في اليمن يعد أحد أهم دعائم ومرتكزات الاقتصاد الوطني؛ إذ يبلغ متوسط إسهام القطاع الزراعي نحو «13.7%» من إجمالي الناتج المحلي، وبلغ متوسط إسهام قطاع الزراعة في الدخل القومي «16.5%»، ويأتي القطاع الزراعي في المرتبة الأولى من حيث استيعاب العمالة، حيث تصل نسبة القوى العاملة الزراعية 54% من إجمالي القوى العاملة في البلاد. وذكر المركز الوطني للمعلومات «أن المساحة الصالحة للزراعة تبلغ «1539006» هكتار، فيما تمثل المساحة المزروعة منها نحو «1241387» هكتار، أي نسبة «81%»، ويصل متوسط عدد الحيازات إلى «1155457» هكتار بمعدل نمو سنوي «6.8%». لم يترك الحوثيون والعفاشيون شيئاً في مصطلح الجريمة إلا وجربوه، فجرائمهم لم تقتصر على الإنسان، بل قتلوا الحيوانات والمواشي، واقتلعوا الشجر والحجر، وتركوا آثاراً شاهدة على جرائمهم. يقول رمزي البركاني - شاب في الـ30 من عمره ويعمل مزارعاً في بلدة مكيراس الجنوبية - «إن مليشيات الحوثي دمرت عدداً من الحقول الزراعية واقتلعت أشجار الفواكه من الجذور، وحولت بعض الحقول إلى معسكرات».. مشيراً في حديث خاص لـ«الاتحاد» إلى أن مكيراس من البلدات الزراعية الهامة في جنوب اليمن، وقد سبق للبريطانيين أثناء احتلالهم لعدن إنشاء مطار جوي لنقل الخضروات والفواكه التي كانت تزرعها مكيراس إلى عدن عبر الجو، قبل أن يقوموا بشق عقبة ثرة التاريخية». وقال «إن الزراعة وتربية المواشي والنحل تعد من أهم مصادر الدخل للأسر الفقيرة في أبين ولحج وشبوة».. مشيراً إلى أن مزارع النحل في محافظة شبوة تم استهدافها من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح». وقال البركاني «إن الكثير من المزارع التي دمرها الحوثيون وقوات المخلوع في عموم محافظات اليمن تسببت في حرمان أصحابها من مصادر الدخل».. موضحاً «رغم التدمير الذي أحدثته مليشيات الحوثي وقوات المخلوع بحق المزارع في المحافظات اليمنية، إلا إننا على ثقة بدول التحالف العربي وإمارات الخير بأنها سوف تصلح ما دمرته مليشيات طهران». صباح الأربعاء الـ21 من أكتوبر تشرين الأول، يسير عوض اللحجي 60 عاماً خلف أغنامه التي يهش عليها بعصاه، ناحية مزرعة كبيرة في ضواحي مدينة الحوطة بلحج شمال عدن على بعد 20 كيلو متراً، باتت أشجار الفواكه فيها مرتعاً للأغنام والمواشي، بعد أن تركها مالكها أثناء اجتياح مليشيات الحوثي وقوات المخلوع لمحافظات الجنوب اليمني في أواخر مارس الماضي، حيث تعرضت الكثير من المزارع في الحوطة للتدمير على يد المليشيات العدوانية التي اجتاحتها، قبل أن تقوم بزرع الألغام في جذور أطلال الأشجار المحترقة لتحصد أرواح المدنيين. تمر المركبة أمام بستان الحسيني الشهير في الحوطة جنوبي اليمن، في حين كان المسجل يصدح بصوت الفنان اللحجي الراحل فيصل علوي «في الحسيني جناين والرمادة زراعة عادني عادني بالي من الزين ساعة» أقل من ساعة زمان قضيناه ونحن نشاهد الدمار الذي حل بالبستان الشهير في لحج الخضيرة، كما وصفها شعراء وفنانون خلال العقود الماضية من تاريخ المدينة الفنّي العريق». ثكنة عسكرية الصحافي اليمني هشام عطيري يتحدث عن البستان العريق «بستان الحسيني تغنى به الشعراء من لحج وخارجها، كان القبلة السياحية الأولى للعديد من المواطنين من خارج المحافظة وداخلها تعرض لتدمير ممنهج منذ عقود عديدة». وأكد في حديث خاص لـ«الاتحاد»: الحوثيون وقوات صالح حولوا بستان الحسيني إلى ثكنة عسكرية كبيرة بعد ضغط طيران التحالف وقصفهم في قاعدة العند ليكون الحسيني هو القاعدة الرئيسة لهم ومركز إمداد وانطلاق إلى مناطق أخرى.. مضيفاً «حولت تلك المليشيات الحوثية بستان الحسيني في لحج من بستان الفل والكادي والفواكه بكل أنواعها إلى معسكر ومركز لإعداد الألغام وورشة لتصنيع راجمات الصواريخ الكاتيوشا ليكون مستهدفاً من قبل طيران التحالف بعشرات الضربات الجوية». مدير مكتب الزراعة في لحج عبدالملك ناجي، قال في تصريح خاص لـ«الاتحاد» إن المزارع في محافظة لحج تعرضت لأضرار كبيرة جراء الحرب، وهناك مزارع، فقد مالكوها الكثير من المحاصيل والمعدات الزراعية».. موضحاً «رفعنا كشفا بخسائر الزراعة في لحج إلى وزارة الزراعة، حيث قدرت الخسائر في لحج بأكثر من 500 مليون ريال يمني». وقال «نأمل أن تهتم دول التحالف العربي بقطاع الزراعة في اليمن، حيث هو القطاع المهم والمصدر الأساسي لدخل المجتمع وخاصة في البلدات الريفية الفقيرة». ويأمل اليمنيون أن يحظى القطاع الزراعي باهتمام، من الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي التي أكدت على دعم اليمن حتى يخرج من أزمته التي تسببت فيها مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المعزول علي عبدالله صالح، خاصة وأن الرئيس عبد ربه منصور هادي قد أصدر الأربعاء قراراً جمهورياً قضى بتعيين المهندس أحمد بن أحمد الميسري وزيراً للزراعة. حرب ضد الإنسان والشجر في الأول من أكتوبر تشرين الثاني، لم تكن تعلم أم حمدي - امرأة في العقد الخامس - أن ذهابها إلى مزرعتها في بلدة بركان بمكيراس جنوبي اليمن سيكون الأخير وأنها لن تعود إلى منزلها إلا جثة هامدة، فقد ذهبت أم حمدي مع مجموعة من أحفادها إلى مزرعتهم التي كانوا قد زرعوها طماطم لقطف الثمار التي نضجت، في حين كان أحد عناصر مليشيات الحوثي يتربص بالمرأة فوق تلة جبلية تطل على المزرعة مباشرة، ويطلق عليها عياراً نارياً أصابها في الرأس لتسقط ميتة بين أحفادها، الذين نادوا على والدهم «حمدي» 30 عاماً مستغيثين ويصرخون بأن حوثياً قتل جدتهم، ليسارع ابنها لعله يسعفها إن كانت جريحة ليحملها نحو المركبة التي كان قد ركنها على قارعة الطريق ليطلق العنصر الميليشاوي ذاته النار على حمدي ويصيبه بعدة أعيرة نارية، نقل على إثرها إلى مستشفى ميداني لتلقي العلاج، في حين نقلت والدته إلى المقبرة لتوارى الثرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©