الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعز.. محطة الانطلاق نحـــــو صنعـــاء

تعز.. محطة الانطلاق نحـــــو صنعـــاء
1 نوفمبر 2015 05:03
حسن أنور (أبوظبي) عززت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية في البلاد برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي عمليات تأمين المناطق المحررة من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أتباع الرئيس المخلوع علي صالح، فيما تتواصل العمليات العسكرية في العديد من المحافظات التي لا تزال محتلة من قبل المتمردين، خاصة في تعز وإب وصنعاء، كما كثف طيران التحالف حصاره للسواحل اليمنية للحيلولة دون تهريب أسلحة للمتمردين. وأكدت مصادر عسكرية في الجيش اليمني أن معركة تحرير تعز من المتمردين ستبدأ في غضون ساعات، وهو من شأنه أن يدعم من قبضة قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية وبدعم من التحالف في تأمين المناطق المحررة، إضافة إلى أنها تشكل انطلاقة عسكرية نحو الشمال، بما فيه صنعاء. وتتمتع المحافظة بموقع جغرافي بارز، فهي تبعد عن العاصمة نحو 256 كلم، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء المخا الذي يقع على منفذ بحري يعتبر حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية. وأجمع المراقبون أن السيطرة على تعز، بعد السيطرة على منطقة مضيق باب المندب بالكامل، ستسرع في عملية الحسم العسكري، عبر اتخاذ المحافظة بوابة انطلاق وقاعدة عسكرية للقوات الشرعية لدحر المتمردين إلى محافظات الشمال وصولاً إلى صنعاء، باتجاه صعدة معقل الحوثيين. وفي إطار تحقيق تقدم في القتال في تعز، كشفت مصادر عسكرية أن قوات يمنية مشتركة مدعومة من التحالف بدأت بالزحف من لحج (جنوب) إلى تعز عبر منفذ «كرش - الشريجة» البري الذي يربط بين المحافظتين، كخطوة أولى لعملية تحرير المحافظة التي أصبحت ساحة رئيسة للقتال بين معسكري الشرعية والتمرد، والتي تعد البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ أواخر سبتمبر الماضي. وفي الإطار نفسه، خضعت مجموعة من رجال المقاومة الشعبية في اليمن إلى برنامج تدريبي مكثف في مجال الطيران، تشرف عليه القوات المسلحة لدولة الإمارات، في إطار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية. ويستهدف البرنامج تجهيز وتأهيل المجموعة، في إطار تعزيز العمليات العسكرية في تعز. ويجري التدريب ومتابعة البرنامج في قاعدة العند، أكبر قاعدة جوية في اليمن، والتي أعادت تأهيلها قوات التحالف العربي التي قامت أيضاً بتدريب بعض الطيارين اليمنيين على طائرات تستخدمها القوات في العمليات. وقام الطيارون اليمنيون بطلعات جوية في منطقة العمليات في تعز والبيضاء لمساندة قوات الشرعية والمقاومة، كما نفذوا ضربات جوية بدقة على أهدافها في تعز والبيضاء، ودمروا مخازن أسلحة وآليات لميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، وعادت إلى قواعدها سالمة. ونتيجة لهذه الجهود، أصبح لقوات الشرعية اليمنية الآن التفوق على العدو بوجود قوات جوية بقيادة طيارين يمنيين. وأشاد أفراد المقاومة باهتمام ودعم قوات التحالف العربي، وتوفير كل ما من شأنه تأهيلهم لأداء مهامهم المكلفين بها على أكمل وجه. من جهة أخرى، شرعت أجهزة الأمن في مدينة أبين جنوب اليمن، بالتعاون مع المقاومة الشعبية، على إعداد خطة متكاملة، لفرض الأمن الاستقرار والتصدي لتنظيم القاعدة الذي يحاول استغلال الانفلات الأمني للوجود في أبين من جديد، بعد أن تم طردهم في حملة أمنية وعسكرية كبيرة في عام 2013. على صعيد آخر، حقق المقاتلون المحليون وقوات الشرعية، تقدماً جديداً في المعارك على الأرض في تعز تحت غطاء جوي من التحالف الذي أمدهم أيضاً بكميات من الأسلحة النوعية، حيث قامت قوات التحالف بمد المقاومة بكميات من الأسلحة عالية الجودة، أسقطت بالمظلات في ثلاث شحنات، تشمل أسلحة من عيارات مختلفة وصواريخ آر بي جي وذخائر، كما قصفت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات للمتمردين في شمال وشرق مدينة تعز، حيث استهدفت الغارات منطقتي الجحملية والحوبان في شرق المدينة، وموقعا في شارع الستين الشمالي. وذكر مصدر في المقاومة أن قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرت على «التبة السوداء» المطلة على منطقة «الربيعي» على الطريق بين تعز ومدينة الحديدة الساحلية. كما شنت قوات الشرعية هجوماً عنيفاً على مواقع المتمردين في بلدة «صرواح» بمحافظة مأرب (شرق) التي باتت معظم مناطقها خاضعة لسلطة الحكومة اليمنية. وقال مصدر محلي: «إن قوات من الجيش شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الحوثيين وقوات صالح في بلدة (صرواح)»، مضيفاً أن الهجوم استهدف تجمعات المتمردين في منطقة «المشجح» و«وادي الحقيل»، ما أسفر عن اندلاع معارك عنيفة استمرت ساعات عدة، تم خلالها تدمير عدد من آلياتهم العسكرية. وفي صنعاء، شنت مقاتلات التحالف غارات على القصر الرئاسي ومعسكر النهدين جنوب المدينة، كما قصفت مقر المجلس السياسي لجماعة الحوثيين في حي «الجراف» شمال العاصمة. كما استهدفت الغارات قاعدة الديلمي الجوية (شمال) ومخازن أسلحة استراتيجية في جبل نقم، المطل على العاصمة من جهة الشرق، إضافة إلى مواقع للمتمردين في بلدة «بني حشيش» شمال شرق صنعاء. وتكبد الحوثيون وميليشيا المخلوع في منطقة خولان بين صنعاء ومأرب خسائر كبيرة، إثر استهداف التحالف لموقع عسكري بتسع غارات جوية، شنها على جبل المثقل في منطقة الأعروش. وقالت مصادر محلية: «إن الغارات دمرت دبابات ومدفعية تابعة للحوثيين وصواريخ كاتيوشا ومنصات صواريخ باليستية في الجبل». وفي محافظة الضالع، كشفت مصادر في المقاومة الشعبية عن إلقاء القبض على القيادي الحوثي أبو يعقوب في كمين نصبته المقاومة. كما أفادت مصادر عن مقتل القيادي الحوثي يوسف المداني أثناء اجتماع في منزله مع قيادات ميدانية في محافظة حجة. وشن طيران التحالف غارات على تجمعات الحوثيين وقوات صالح في بلدة «الرضمة» بمحافظة إب وسط البلاد. وفي تطور لافت، أعلنت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن عن إحباط محاولة تهريب أسلحة عبر البحر إلى الحوثيين. وأشارت إلى أن محاولة التهريب كانت عبر زوارق قرب الحديدة تم تدميرها بالكامل. وقالت إنها كانت تراقب سبعة زوارق قبل تنفيذ ضربات جوية مباشرة مركزة يوم 22 أكتوبر لمنع تهريب الأسلحة. جرائم الحوثيين ولم تتوقف جرائم الحوثيين ضد أبناء الشعب اليمني، وتكشفت العديد من هذه الجرائم التي قوبلت بإدانة قوية من مختلف الأوساط الدولية والحقوقية. فقد كشفت مصادر يمنية متعددة أن جماعة المتمردين الحوثيين تطلب مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن معتقلين لديها في صنعاء الخاضعة لسيطرتها منذ مطلع فبراير. واعتقل الحوثيون خلال الشهور الماضية الآلاف من مناهضيهم وأودعوهم سجوناً أمنية وخاصة، ضمن إجراءات تعسفية وغير قانونية. ودفع أقارب معتقلين أموالًا كبيرة لقيادات في جماعة الحوثي مقابل إطلاق سراح ذويهم، حسبما أفاد بعضهم. وقال أحدهم، اعتقل الحوثيون شقيقه في محافظة ذمار (وسط) «طلبوا مني 250 ألف ريال للإفراج عن أخي»، فيما اشترط المتمردون دفع 300 ألف ريال مقابل تحرير معتقل من أتباع الجماعة السلفية المتشددة، بحسب مصدر سلفي. وفي الشهر الماضي، أبدى مسؤول في الجماعة استعداده للعمل على إطلاق سراح ناشط سياسي، لكنه اشترط حصوله أولًا على 100 ألف ريال. من جهة أخرى ، تصاعدت ممارسات المتمردين الحوثيين خلال مداهمة منازل ناشطين مناهضين للجماعة المتحالفة مع إيران، حيث تم رصد حالات إغماء لبعض النساء أثناء مداهمة مسلحين حوثيين منازلهن في محافظة إب (وسط) بوحشية. وقال يمنيون إن الحوثيين يقومون بحصار منازل المواطنين، خاصة في مدينة إب، قبل أن يداهموها ويختطفوا رجالها ويقتادونهم إلى جهات مجهولة بعد أن يعبثوا بمحتويات المنازل ويتلفون ما بها في انتهاك صارخ يتسبب في ترويع النساء وإصابة عدد منهن بحالات إغماء. والحال ليس أفضل بالنسبة للصحفيين الذين يعانون من كل أنواع الإرهاب والتنكيل. وأكدت آخر الإحصاءات مقتل 10 صحفيين يمنيين فيما تم اختطاف 16 آخرين على يد مليشيات الحوثي والمخلوع صالح خلال الفترة الماضية. ويؤكد الصحفيون في اليمن أنهم يعملون في مناخ خطير يتسم بالعنف والتعذيب والتهديد ضدهم من قبل المتمردين، كما أن الصحفيين المعتقلين يتعرضون لكل أدوات التعذيب. الجوع في صنعاء تزايدت توقعات اندلاع «ثورة جياع» في صنعاء نتيجة الإجراءات الاقتصادية والنقدية العشوائية للمتمردين الحوثيين والمخلوع صالح التي دفعت الريال اليمني إلى مزيد من الانهيار أمام العملات الأجنبية، ليقترب من حاجز الـ 300 ريال مقابل الدولار للمرة الأولى على الإطلاق، مما يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية بشكل كبير، حيث 80 في المائة من السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة. ويؤكد محللون ماليون أن الانهيار غير المسبوق للعملة المحلية التي كانت تعادل 215 ريالًا للدولار عندما استولى الحوثيون على السلطة مطلع فبراير الماضي، سيكون الشرارة التي تفجر ثورة شعبية عارمة ضد الحوثي وصالح، خاصة مع تضاعف أسعار المواد الغذائية الأساسية المرتفعة أصلاً بشكل غير قانوني منذ شهور، وانقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية. نهاية الحرب قريبة أبوظبي (الاتحاد) ظهرت هذا الأسبوع العديد من التصريحات من جانب أطراف عربية وغربية ودولية تشير إلى أن الحرب في اليمن التي تخوضها الشرعية ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم قد اقتربت من نهايتها. ولعل أبرز ما جاء من هذه التوقعات التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وقال فيها: «إن الحرب في اليمن قد اقتربت من النهاية»، لافتاً إلى أن هناك مؤشرات كثيرة على ذلك، منها إعلان الحوثيين وحليفهم صالح التزامهم بالقرار 2216. كما جاءت تصريحات مماثلة على لسان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي أكد أن عمليات التحالف العربي العسكرية بقيادة السعودية والإمارات في اليمن تقترب من نهايتها، وأضاف: «نلاحظ أن المرحلة العسكرية في هذه الحملة تقترب من نهايتها، لأن قوات التحالف باتت تشغل موقعاً عسكرياً مهيمناً». وفور إطلاق هذه التصريحات، أجمع المحللون على أن هذه التأكيدات هي بمثابة قراءة للوقائع على الأرض، والتي تشير إلى أن الحوثيين وعلي عبد الله صالح، باتا بين فكي كماشة، الأول إعلان الهزيمة، والثاني انهيار الاقتصاد ومن ثم الدولة. وأوضحوا أن حالة الإنهاك التي باتت عليها المليشيات المتمردة، جراء الخسائر المتلاحقة التي تتكبدها، بفعل ضربات قوات الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، وكذا قوات التحالف العربي، فضلاً عن مخاطر الانهيار الاقتصادي الذي بات يلوح في الأفق، والذي قد يعصف بسلطة الحوثيين، ويتسبب بانهيار كامل للدولة، ومن ثم الإطاحة كلياً بمشروع الحوثيين، وأحلامهم، تظهر أن الحرب باتت في نهايتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©