الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جزائريون يستقبلون العيد بـ4 ملايين أضحية

جزائريون يستقبلون العيد بـ4 ملايين أضحية
6 نوفمبر 2011 20:23
على غرار كل الشعوب الإسلامية، يستعد الجزائريون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك باقتناء الكباش والخرفان والمشاوي وشحذ السكاكين، ومع اقتراب موعد العيد، بدأت أسعار الماشية ترتفع من يوم إلى آخر بسبب تزايد الطلب، ما دفع بعض العائلات التي كانت تنوي شراء خرفان، إلى الاكتفاء باقتناء كيلوجرامات معدودة من اللحوم الحمراء. ارتفاعٌ مستمر منذ أسبوعين تقريباً، بدأ عرضُ الماشية في مختلف المساحات التي اعتاد مربو الأغنام والسماسرة على عرضها فيها كل سنة، وتتركز في الأسواق الشعبية ومساحات خضراء قرب المدن، حيث يقوم البدوُ المقيمون والرحَّل بجلب أعدادٍ كبيرة من رؤوس الماشية في شاحنات إلى مختلف المدن قصد بيعها، وفي مرحلة أولى، عادة ما يكون زبائنُهم من السماسرة الذين يتصيدون هذه المناسبة كل سنة للمتاجرة بالأغنام والمضاربة بأسعارها، إلا أن توفيق منصورية، وهو بائع شاب بالجزائر العاصمة، قلل من قيمة الأرباح التي يحققها هؤلاء الذين يقتنون المواشي من «عقر دارهم» ويعيدون بيعَها، وأكد أن هامش أرباحهم عادة ما يكون ضئيلاً لأن المشترين يفضلون الشراء من المربِّين مباشرة «التجار الحقيقيون الباحثون عن أرباح معتبرة لا ينتظرون أن يأتي مربو المواشي إلى المدن الكبرى قبل العيد بأيام ليقتنوا منهم ما يريدون من رؤوس أغنام ويعيدون بيعَها، بل إنهم يقومون بالذهاب بأنفسهم إلى مرابضهم بالولايات الداخلية، وبخاصة الجلفة والأغواط والنعامة ومنطقة أولاد جلال ببسكرة ومختلف مناطق البدو المقيمين والرحَّل.. قبل أسابيع من موعد العيد، ويقتنونها بأسعار أقل بقليل ثم يُخرجونها قبل العيد لبيعها بأسعار جيدة لهم». ويعتقد مواطنون أن «تجار المناسبات» يقومون بـ»تسمين» خرفانهم وكباشهم في مستودعات مغلقة عن طريق مزج الكلأ بأدوية ومحاليل خاصة أسابيعَ قبل العيد قصد مضاعفة أسعارها وتحقيق أرباح كبيرة، ولذا يفضلون اقتناء الأغنام من البدو الرحَّل لتغذيتها الجيدة من المراعي في الهواء الطلق، يقول السعيد علجت، وهو يزور سوق «الكرُّوش» للمواشي، 33 كلم شرق الجزائر العاصمة «هنا يجتمع مربو الأغنام من البدو لعرض أجود اللحوم في الجزائر، وفي كل سنة أحرص على انتقاء كبش من مربي المواشي الذين يأتون من ولاية النعامة (جنوب غرب الجزائر) فلحومها بنظري هي الأجود»، إلا أن مشترين آخرين قالوا إن لحوم أغنام «أولاد جلال» ببسكرة جنوب الجزائر، هي «الأفضل في العالم على الإطلاق»، وليس في الجزائر فحسب، ولذلك أصبحت تهرب بأعدادٍ كبيرة إلى الخارج، وهي مطلوبة حتى في إسرائيل، كما ذكرت العديد من التقارير مؤخراً. إلى ذلك، يؤكد الطاهر بولنوار، مسؤول باتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، أن «نحو 200 ألف رأس ماشية تهرَّب سنوياً إلى الخارج» انطلاقاً من الحدود الشرقية مع تونس والحدود الغربية مع المغرب «ماشيتُنا مطلوبة لدى جيراننا ولدى الأوربيين أيضاً لجودة لحومها، ولولا نجاح الجهود الأمنية في إحباط الكثير من محاولات التهريب لانقرضت الماشية الجزائرية». نزيف التهريب زكي أحريز، رئيس اتحادية حماية المستهلكين، ينبِّه إلى أن تزايد حجم تهريب الماشية أفضى إلى التهاب أسعارها، ولاسيما مع اقتراب عيد الأضحى «أعداد المهرِّبين تزداد باستمرار لأن نشاطاتهم تدرُّ عليهم ثروات كبيرة والحدود مع دول الجوار واسعة جدا، ما يجعل أسعار الأغنام تلتهب بالداخل». ويصل طولُ الحدود الجزائرية مع دول الجوار إلى نحو 8 آلاف كيلومتر دون احتساب الواجهة البحرية التي تصل إلى 1214 كيلو مترا، وهو ما يشكل صعوبة كبيرة للأمن الجزائري في مراقبتها باستمرار وإفشال محاولات التهريب المتواصلة. ويقدر أحريز نسبة الزيادة في أسعار أضاحي العيد هذه السنة بـ40 بالمائة مقارنة بعيد السنة الماضية، بسبب زيادة نشاطات التهريب وكذا السمسرة والمضاربة بالأسعار، فضلاً عن سبب آخر يتعلق بكثرة الطلب لدى المستهلكين «العائلات الجزائرية لا تقبل قضاء العيد دون أضحية ولو لجأت إلى الاقتراض لاقتنائه، ففي عيد العام الماضي، لجأ نحو ربع العائلات إلى الاستدانة لشراء الأضحية ثم سددوا قروضهم بالتقسيط». مربو الماشية يُرجعون ارتفاع أسعارها هذه السنة إلى «غلاء الكلأ والعلف وقلَّتهما بسبب شحّ الأمطار»، وهي المبررات التي لم تُقنع المشترين، يقول بشير مصار، أستاذ تربية بدنية، وهو ينتقل في سوق «الكرُّوش» بين بائع وآخر «في كل عام يعيدون على مسامعنا نفس النغمة، هم يفرضون الأسعار التي تناسبهم وتحقق لهم الأرباح وكفى». وحتى حجة التهريب لم تكن مُقنعة له «لقد انتقلت أعداد الماشية الجزائرية إلى 23 مليون رأس بحسب إحصاءات وزارة الفلاحة، والعائلات لا تحتاج سوى إلى 3 أو 4 ملايين رأس غنم في هذا العيد، فكيف يتحدثون عن الندرة إذن كسببٍ لارتفاع الأسعار؟ لا أعتقد أن هذا صحيح». 5 ملايين رأس ويقدر الطاهر بولنوار أعداد رؤوس الماشية التي سيستهلكها الجزائريون في عيد هذه السنة بـ5 ملايين رأس «قرابة 4 ملايين منها على شكل أضاحي تُنحر يوم العيد، وأزيد من مليون على شكل لحوم حمراء يقتنيها محدودو الدخل بالكيلوجرام قبل العيد». ويعتقد بولنوار أن عدم الاستثمار الجيِّد في الماشية جعل أسعارَها ترتفع، ولو وُفرت الإمكانات للمربين لبلغت 100 مليون رأس بدل 23 إلى 24 مليوناً ولأصبحت أسعارُها في متناول فئات واسعة جدا من الشعب على مدار السنة، وهو نفس ما ذهب إليه أحريز الذي أبدى استغرابَه لعدم استثمار الجزائر في أغنامها المشهورة بجودة لحومها وتفضيلها استيراد لحوم أقل جودة بفاتورة 250 مليون دولار سنوياً.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©