أحمد عبد العزيز (أبوظبي)
تتجه أنظار المتابعين والمهتمين بصناعة الدفاع والأمن في العالم إلى أبوظبي خلال استضافتها فعاليات الدورة الثالثة عشرة من معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2017» التي تنطلق اليوم برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وتستمر فعالياته حتى 23 فبراير الجاري، ويعد من أكبر سبعة معارض للدفاع في العالم، منذ انطلاقه في عام 1993، حيث يعتبر المعرض الدفاعي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يقدم آخر ما توصلت إليه الصناعات العسكرية والتكنولوجيا في مجال الدفاع الذي يخدم الجيوش بمختلف أسلحتها البرية والبحرية والجوية، ويعرض أحدث التقنيات والأسلحة والمركبات العسكرية، وتتنوع العروض الميدانية وعروض القاعات والبرية والبحرية والجوية وعروض السفن والغواصات والرماية الحية لبعض الأسلحة. وينعقد المعرض مرة كل عامين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمشاركة ودعم من القوات المسلحة الإماراتية، كما يعد «آيدكس» بمثابة منصة قوية لإقامة وتقوية العلاقات مع الإدارات الحكومية والشركات والقوات المسلحة على مستوى المنطقة. ويواصل «آيدكس 2017 » استضافته لمعرض الأمن البحري «نافدكس 2017» الذي ستقام دورته الرابعة هذا العام، وكانت الدورة الأولى من معرض نافدكس قد أقيمت خلال معرض آيدكس 2011، وشهد المعرض منذ ذلك الحين تطوراً لافتاً ليصبح أكبر معرض لصناعات الدفاع والأمن البحري في المنطقة.
منصة فريدة
ويشهد «آيدكس» و«نافدكس» استعراض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في صناعة الدفاعات البحرية والبرية والجوية، ويمثل المعرض منصة فريدة لإقامة وتعزيز العلاقات مع الدوائر الحكومية والشركات والقوات المسلحة في المنطقة، وكان في عام 2015 قد استقطب 1200 شركة عارضة وأكثر من 100 ألف من الزوار. وحقق المعرض نمواً في آخر دورة له بنسبة 100%، وفق الإحصاءات والأرقام التي نشرت في وسائل الإعلام، في زيادة عدد الشركات، وذلك في عام 2015، حيث سجل عدد الدول المشاركة 55 دولة وعدد الشركات العارضة 1200 شركة، مقارنة بأول دورة عقد فيها المعرض في عام 1993 وكان عدد الدول المشاركة نحو 24 دولة، و20 ألف زائر، حيث عرضت 350 شركة منتجاتها في الدورة الأولى، كما تضاعف عدد الأجنحة من 20 جناحاً في 1993 وبلغ 42 جناحاً في 2015، وكذلك ارتفع عدد العارضين المباشرين من الدولة من 43 عارضاً في 1993 إلى 358 عارضاً في عام 2015.
دعم القيادة
ويرجع هذا النجاح الكبير خلال الأربعة وعشرين عاماً الماضية إلى الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، حيث كان هذا المعرض يحظى بدعم كبير من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير على هذا النهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
مكانة الدولة
ويؤكد معرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2017» مكانة دولة الإمارات عالمياً نظراً للإقبال من الشركات الكبرى المشاركة، الأمر الذي يعود بالفائدة على جميع القطاعات الاقتصادية في الدولة، خاصة قطاعي السياحة والمعارض، كما أن المعرض يؤكد ريادة الإمارات في المعارض الدولية، لأن تنظيم معرض عالمي في مجال صناعات وتكنولوجيا الدفاع، دليل على تميز وقوة الدولة في تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبرى، حيث إن الإقبال أصبح كبيراً على المشاركة في «آيدكس». ويعكس نجاح الدورات الماضية لمعرض آيدكس دلالات عديدة، أولها قوة ومتانة الاقتصاد بالدولة، وقدرته على النمو المستدام، حيث إن المعرض يعد من أهم سبعة معارض في مجال الدفاع في العالم التي تشرف على تنظيمها إمارة أبوظبي، ويندرج ضمن توجه الدولة الاستراتيجي الذي يستهدف تنويع مصادر الدخل، وإضافة محركات نمو قوية للاقتصاد، كما هو معروف أن المعرض يمثل قيمة اقتصادية مهمة، حيث يسهم بشكل فاعل في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال العائدات الناتجة عن الخدمات التي تقدم على هامشه، والتي تنشط بدورها الحركة السياحية والتجارية في الدولة، كما أن حضور هذا العدد الكبير من الوفود المشاركة، والتي تمثل شركات عالمية يتوج بالعديد من الصفقات الكبيرة التي لها مردود اقتصادي مهم.
الأمن والاستقرار
وثاني الدلالات التي يعكسها نجاح الدورات المنصرمة من معرض آيدكس، هي الأمن والاستقرار على جميع المستويات، لذلك تحرص الشركات الكبرى في مجال التصنيع الدفاعي على المشاركة في «آيدكس»، وعرض منتجاتها خلاله، ويعكس ذلك أيضاً تقدير دول العالم لدولة الإمارات، ولمواقفها وسياساتها الحكيمة التي تعلي من قيم البناء والتنمية والأمن والاستقرار في المحيطين الإقليمي والدولي، كذلك يمثل «آيدكس» مساهمة إماراتية مهمة في تعزيز عوامل الأمن والاستقرار في العالم كله، حيث إنه يعد طاولة مهمة لالتقاء الشركات العالمية المعنية بمعدات الدفاع والخبراء المعنيين بمجال الأمن، علاوة على إتاحة الفرصة لمناقشة التحديات الأمنية والأخطار التي تهدد الأمن والسلم والاستقرار ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل أيضاً بالعالم أجمع. وتتلخص الدلالة الثالثة في أن المعرض يعكس الطموح التنموي الكبير لدولة الإمارات، والذي يتجاوز الحدود المحلية والإقليمية، حيث إن استضافة أبوظبي لمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس» وغيره من المعارض والفعاليات الكبرى المصاحبة له، إنما تجسد تفوق الإمارات وسعيها المستمر إلى تحقيق الريادة، وأن تصبح مركزاً إقليمياً ودولياً متميزاً في مختلف المجالات.
الدورات الماضية
انطلقت أول دورة لفعاليات معرض الدفاع الدولي «آيدكس» في شهر فبراير 1993، بمشاركة نحو 350 شركة وطنية وعالمية من 24 دولة، وزار المعرض نحو 20 ألفاً، من بينهم وزراء دفاع، وقادة عسكريون ومتخصصون في شؤون الاستراتيجيات العسكرية وصناع القرار، وبلغت مساحة المعرض 12 ألف متر مربع.
وشارك في الدورة الثانية لمعرض «آيدكس 95» 40 دولة و608 من الشركات الوطنية والعالمية العارضة، وبلغ عدد زواره نحو 25 ألف زائر متخصص، وتم خلال هذه الدورة توزيع شهادات تقدير ومجسم عن المعرض إلى رؤساء الأجنحة المشاركة التي وصل عددها إلى 29 جناحاً.
واختتمت الدورة الثالثة لـ «آيدكس 97» في 20 مارس 1997، وشارك فيها نحو 750 شركة من 50 دولة، وبلغ عدد الزوار خلال أيام المعرض الخمسة نحو 25 ألف زائر من مختلف دول العالم، إضافة إلى الوفود الرسمية وكبار الشخصيات والعارضين والزوار. كما ارتفع عدد الدول والشركات المشاركة في الدورة الرابعة لمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 99» إلى 858 شركة من 41 دولة، فيما بلغ عدد زوار المعرض من المتخصصين أكثر من 40 ألف زائر.
وشاركت بالدورة الخامسة لـ«آيدكس 2001»، 860 شركة تمثل 42 دولة. واستقطبت الدورة السادسة للمعرض «آيدكس 2003» نحو 850 شركة ومؤسسة وطنية وعالمية تمثل 46 دولة.
وشهدت الدورة السابعة في 2005، ارتفاعاً في عدد المشاركين، إذ بلغ عدد الشركات 905 شركات عالمية من 45 دولة عربية وأجنبية، بحضور أكثر من 64 وزير دفاع وشخصيات عسكرية وصناع قرار.
وشارك في فعاليات الدورة الثامنة لمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس 2007»، 862 عارضاً من 50 دولة.
وبلغ عدد الشركات المشاركة في «آيدكس 2009» الذي أقيمت دورته التاسعة في «أدنيك» المركز الجديد لـ «آيدكس» 897 شركة تمثل 50 دولة، وعدد الأجنحة 32 جناحاً و150 وفداً، وزادت المساحة الإجمالية بنسبة 49% لتصل إلى 108 آلاف متر مربع.
واستقطبت الدورة العاشرة من «آيدكس» الذي أقيم في 2011، أكثر من 50 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم، حيث أقيمت على مساحة 124 ألف متر مربع، فيما شارك فيها ألف و60 شركة تمثل 53 دولة، وضمت 32 جناحاً وطنياً، فيما استقطبت الدورة الافتتاحية من «نافدكس 2011» مشاركة 81 شركة عالمية متخصصة بمشاركة أربع سفن زائرة في مرسى «أدنيك» من دولة الإمارات والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.
وجاءت الدورة الحادية عشرة عام 2013 التي جسدت نجاحاً كبيراً لمعرض آيدكس، حيث حضرته 1100 شركة مثلت 59 دولة من حول العالم، وبلغ عدد الزوار 80 ألف زائر، وتجاوزت الصفقات حدود التوقعات، حيث بلغ عددها 55 صفقة بقيم إجمالية 14 مليار درهم.
وفي الدورة الثانية عشرة للمعرض عام 2015، شاركت 1200 شركة عارضة من 55 دولة، في 42 جناح عرض، وكانت مساحة المعرض خلال الدورة السابقة العام قبل الماضي 133 ألف متر مربع، وبلغ عدد الزوار 90 ألف زائر.
عدد اليوم
