الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«صوّر بإيجابية»..مراجعة النفس وعدم الانسياق وراء الفضوليين

«صوّر بإيجابية»..مراجعة النفس وعدم الانسياق وراء الفضوليين
30 أكتوبر 2015 22:10
نسرين درزي (أبوظبي) تواصل جريدة «الاتحاد» دعم مبادرتها المجتمعية «صور بإيجابية»، والتي أطلقتها قبل نحو 3 أسابيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتشير تعليقات الجمهور ومتابعاته إلى حجم التفاعل مع هذه الحملة التي تحث على احترام خصوصية الآخرين وعدم تصويرهم بقصد أو بغير قصد، ونشر صورهم عبر شبكة الإنترنت. لا للتطفل وكانت «الاتحاد» اختارت موقعها الإلكتروني لإطلاق «صوّر بإيجابية» متوجهة إلى رواد الإعلام الرقمي لأنهم أكثر المعنيين بالترويج للقطات الحساسة أو الساخرة. وإذ لا يختلف اثنان على تأكيد الأثر الخارق لفيسبوك أو انستجرام، أو تويتر في إيصال أي معلومة أو صورة إلى آلاف وملايين المشتركين بدقائق معدودة، كان لا بد من مخاطبة الناشطين على هذه المواقع بلغتهم، للتذكير والتنبيه بعدم التعرض إلى المواقف الحرجة أو الخاصة في حياة أي كان. والأمر لا يقتصر على تصوير المشاهير أو الشخصيات المعروفة، وإنما ينطبق على كل من يتواجد في مكان عام أو خاص ويتم تصويره من دون علمه. وتؤكد حملة «الاتحاد» «صور بإيجابية» أنه من المعيب التطفل على لحظات الأداء العفوي في حياة الأشخاص، بقصد تصويرهم والتباهي بجعلهم حديث الناس عبر التواصل الاجتماعي، وأنه من الضروري التذكير بأن مثل هذه التصرفات يمنعها القانون داخل الإمارات، ويحاسب عليها بمجرد فتح بلاغ ضد من تسمح له نفسه انتهاك أي خصوصية من أي نوع كانت بتصرفات مماثلة. وبالحديث مع عدد من الناشطين على قنوات الإنترنت ومواقع الإعلام الرقمي، اتضح الاستياء العارم الذي تسجله غالبيتهم ليس فقط من نشر الصور بغير علم أصحابها، وإنما من تداول التعليقات السلبية عليها، وهذا بحد ذاته جرم معنوي يعاقب عليه القانون بغرامة مالية أو بالسجن أو بكليهما معاً. فريسة للفضوليين وذكر سيف الأحمد أنه لا يفهم تطفل البعض في تصوير ما لا يخصهم والتمادي بفعلتهم عبر خوض سيناريو للنقاش على صور لأشخاص لا ناقة لهم ولا جمل إلا أنهم وقعوا فريسة لفضوليين. وقال إن توافر الكاميرات بأيدي الناس من خلال الهواتف الذكية، هي أشبه بجهاز يمكنه تخريب حياة الآخرين بمجرد كبسة. تصوير ثم حفظ وإرسال وتداول بغير حق، مما يؤذي أناساً قد لا يلتئم جرحهم أبداً بسبب أفعال كهذه. واعتبر سامر الشامي أن مبادرة «الاتحاد» أتت في وقتها ولاسيما مع تمادي كثيرين في المشاركة بفضح أسرار الناس، إذ إن ملتقطي الصور وناشريها ليسوا وحدهم المذنبين، وإنما من يعيد نشرها ويضع تعليقاً عليها أو حتى «لايك»، وما شابه من أساليب المساهمة في تضخيم الفضيحة، وهذا ما لا يرضى به أي شخص على نفسه ولا على أحد من أقاربه. أبشع من السرقة وقالت بدور عبدالله: «إن مقاطع الفيديو التي نشرها الموقع الإلكتروني لـ (جريدة الاتحاد) دعماً لمبادرة (صوّر بإيجابية) تظهر بشكل واضح مواقف نراها فعلاً عبر الشبكة. وكما جرى العرف نقوم تلقائياً بكتابة رأينا فيها رداً على ملاحظة لصديق أو (صديق الصديق) بحسب اللغة الرقمية»، واعتبرت أنه اعتباراً من هذه اللحظة لا بد من أن يراجع الجميع أنفسهم قبل التعليق على مثل هذه الصور، مع توجيه اللوم للمتسببين بتشويه صورة الأشخاص من غير وجه حق. توافقها الرأي ندى حبيب التي أشارت إلى الصور التي تخدش العين ويتفنن المتطفلون بنشرها غير آبهين بأن للشارع حرمات كما للبيوت والمطاعم والمراكز التجارية وما شابه. وذكرت أنها تمحي الصور التي تردها لأشخاص معروفين أو غير معروفين طالما أنها التقطت من غير علمهم، ولا تعلق إلا على اللقطات العامة التي تصدر مباشرة من أصحاب العلاقة لقناعتها بأن اقتحام حياة الآخرين بالصور والتشهير أشبه بالسرقة، لا بل أبشع منها بكثير. عداء من جهتها، أوضحت الاختصاصية النفسية الدكتورة دوللي حبال من مستشفى يونيفرسال، أن فعل التعدي على حرية الغير ينم عن عداء يكنه الفاعل للمجتمع، إذ لا يمكن لشخص متصالح مع نفسه أن يتسبب بجرح الآخرين عمداً إلا إذا كان جرحهم يعزز النقص لديه. وغالباً فإن هذا النوع من الفضوليين يسارعون إلى التداول بخصوصيات الغير من باب تعميم الخطأ المجتمعي. وهم بذلك يريدون القول بأنهم ليسوا وحدهم المذنبين، أو من يرتكب الأخطاء. تخاطب المتطفلين بلغتهم الإلكترونية كادر درس في الأخلاق أشادت الدكتورة دوللي حبال بالحملة الذكية التي تروج لها جريدة «الاتحاد»، معتبرة إياها خطوة إيجابية تسهم في الحد من الأخطاء التي تنتشر عبر الشبكة بحق الإنسانية. وقالت: «إن أفضل درس يمكن أن يتعلمه المساهمون في إيذاء الناس بنشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو الامتناع عن التفاعل معهم، وهم إن لم يتعلموا بذلك درساً في الأخلاق، فعلى الأقل سيفهمون أن الآخرين يرفضون السير على خطاهم عبر نهش خصوصية الغير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©