الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل طفلين بقصف لعاصمة جنوب كردفان

24 أكتوبر 2012
سناء شاهين، وكالات(الخرطوم) - قتل طفلان على الأقل، وجرح 8 آخرين بجروح، في قصف مدفعي شنه متمردون علي منطقة أم سردبة بمدينة كادقلي في ولاية جنوب كردفان. وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد أن الهجوم استهدف أحياء سكنية ومحطات تأمين في كادقلي، وقال إن القوات المسلحة “تصدت ببسالة” للهجوم الذي وصفه بأنه “عمل عشوائي يرمي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”. من جانبه اتهم المستشار بحكومة جنوب كردفان منير شيخ الدين متمردي “الحركة الشعبية –قطاع الشمال” بشن الهجوم الذي وقع في الجانب الشرقي للولاية، وهي المنطقة ذاتها التي استهدفتها الحركة بـ 9 صواريخ كاتيوشا في وقت سابق من الشهر الحالي. وأشار إلى أن والي الولاية أحمد هارون كان خارج ولايته عند وقوع الهجوم، مضيفاً أن الأخير غادر الخرطوم وتوجه إلى كادقلي فور سماعه بوقوع القصف المدفعي، وانخرط في متابعة تداعيات الحدث. ووصف شيخ الدين في تصريح لـ”الاتحاد” الحادثة بأنها “محاولات يائسة للمتمردين للفت النظر تجاههم، وهي إلى ذلك مؤشر على الضعف الذي تعانيه في المنطقة، عقب الإجراءات الأخيرة التي اتخذت لدفع السلام بالمنطقة، ممثلة في التوقيع علي اتفاق التعاون مع جنوب السودان، والتفاف أبناء المنطقة حول مبدأ الحوار لحل قضايا المنطقة، وعبروا عن ذلك بوضوح في ملتقى كادقلي مؤخراً”. وأكد عودة الهدوء سريعاً إلى المدينة، مشيراً إلى أن حركة الناس تمضي بشكل طبيعي في الشوارع والأسواق. وأكد “سيطرة القوات السودانية على زمام الوضع في كادقلي، مما منح الناس شعوراً أكبر بالأمان”. من ناحيته، قال المتحدث باسم المتمردين ارنو لودي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من نيروبي “أؤكد لكم أن اليوم (أمس الثلاثاء) كان هناك رد من الحركة الشعبية قطاع الشمال. نحن نرد بقذائف المورترز”. وأوضح لودي أن المتمردين قصفوا المدينة بعد قصف الطيران لعدد من القرى، ما أدى إلى جرح ثلاثة أطفال وإصابة مزارع وحيوانات، مؤكدا أن “الحركة الشعبية ستستخدم الوسائل كافة للرد في مواجهة القوات الحكومية”. ويأتي هذا القصف قبل يوم واحد من اجتماع لمجلس الأمن والسلم الأفريقي يفترض أن يراجع خريطة الطريق الأفريقية لحل القضايا بين الخرطوم وجوبا، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2046. وتشهد ولاية جنوب كردفان منذ العام الماضي مواجهات بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية - قطاع الشمال. وقد تعرضت لقصف من المتمردين الشهر الماضي، دانته الحكومة السودانية والأمم المتحدة. وقال مسؤول الإعلام في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الخرطوم دومين رانس لـ(فرانس برس) “سمعنا قصفاً خارج كادقلي، وعلى إثر ذلك سقطت بعض القذائف داخل مدينة كادقلي”. من جهته، ذكر شاهد عيان لـ(فرانس برس) أن “القذائف بدأت تسقط علينا من خارج المدينة في الساعة التاسعة (6,00 تغ)”، موضحاً أن القصف “مركز على وسط المدينة”. وأضاف هذا الشاهد الذي طلب عدم كشف هويته أن “قذيفة سقطت على منزل عمي واحترق”، من دون أن يتمكن من إضافة أي تفاصيل عن حجم الدمار الناجم عن القصف، بينما كان يفر من المنطقة في سيارته. وأكد المصدر نفسه أنه “رأى أربعة أشخاص مصابين”. وقال شاهد عيان طلب عدم كشف هويته أيضاً “سمعت عشرين انفجاراً، ورأيت قذيفة تضرب شركة تعمل في مجال بناء الطرق”. وأضاف أن “معظم الأهالي يغادرون مركز المدينة الآن”. وكان متمردو الحركة الشعبية شمال السودان قصفوا في الثامن من أكتوبر المدينة على مدى يومين متتاليين. وأكدت وكالة الأنباء السودانية الرسمية حينذاك أن القصف أدى إلى مقتل سبعة أشخاص، جميعهم نساء وأطفال. ودانت الأمم المتحدة القصف معتبرة أنه “مخالف للقوانين الدولية”، بعدما سقطت إحدى القذائف قرب مقر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لكنها لم تنفجر. وجاء القصف بعد أن وقعت الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان، في سبتمبر الماضي، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وثيقة تنص على إقامة منطقة عازلة بعرض عشرة كيلومترات على جانبي الحدود التي تمتد حوالي ألفي كيلومتر بينهما. وتواجهت الدولتان خلال مارس وأبريل الماضيين على طول الحدود بينهما، ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار القرار رقم 2046 الذي يطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية، وحل القضايا العالقة بينهما عبر التفاوض بوساطة من الاتحاد الأفريقي. وتتهم الخرطوم جوبا بدعم متمردي الحركة الشعبية شمال السودان الذين يقاتلونها في جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن دولة الجنوب تنفي ذلك. وقال محلل سوداني إن القصف في بداية الشهر يهدف إلى “إظهار القوة وفرقعة لجذب انتباه المجتمع الدولي” قبل انعقاد اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي في الرابع والعشرين من أكتوبر، ولكن المتمردين أكدوا حينذاك أن عملية القصف جاءت دفاعاً عن النفس، ورداً على قصف الحكومة لمواقعهم بالمدفعية والطيران، وأنهم يأسفون لوقوع أي ضحايا مدنيين من جراء قصفهم. وكان السكان الأصليون لولاية جنوب كردفان قاتلوا إلى جانب جنوب السودان خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب التي استمرت 22 عاماً، وانتهت بتوقيع اتفاق سلام شامل سمح باستقلال جنوب السودان. وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة الماضي، أن عدد الذين تأثروا بالحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق بلغ 900 ألف شخص، موضحة أنها لم تتمكن منذ أكثر من عام من الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها التمرد لتقديم مساعدات غذائية. واندلع القتال في جنوب كردفان بين الحكومة والمتمردين في يونيو من العام الماضي، وفي النيل الأزرق في سبتمبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©