الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات 2016.. والاستقطاب الحزبي

30 أكتوبر 2015 21:35
يقول المترشحون الرئاسيون في أميركا الآن إنه لم يسبق أن كانت ثمة انتخابات بأهمية رئاسيات 2016. فهذا المرشح الديمقراطي «بيرني ساندرز» يقول: «إن التحديات التي نواجهها اليوم أعظم من أي تحديات أخرى واجهناها في تاريخنا الحديث». ومن جانبه، يقول المرشح الجمهوري «تيد كروز» إن: «هذه ليست انتخابات عادية.. أعتقد أن الرهان لم يكن أبداً أعلى من اليوم». وبطبيعة الحال، لا يوجد مرشح سيقول إن هذه الانتخابات ليست ذات أهمية كبيرة، ولكن هل هي أهم من انتخابات 1932، عندما كانت الولايات المتحدة وسط أزمة «الركود الكبير»؟ أو من انتخابات 1940، عندما كانت البلاد على شفا الحرب العالمية الثانية؟ أو انتخابات 1980 أو 2008؟ الحقيقة أن الرهان قد يكون كبيراً جداً بالنسبة للحزبين الأميركيين ولنتأمل هنا التداعيات المحتملة لهزيمة ممكنة في انتخابات 2016 الرئاسية بالنسبة لكل من الديمقراطيين والجمهوريين. فإذا خسر الديمقراطيون الرئاسة، فإنه من شبه المؤكد أن الحزب لن يسترجع السيطرة على مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية مريحة. كما أن الجمهوريين يمكن أن يسيطروا على أكثر من نصف مناصب حكام الولايات وبرلماناتها في 2017. وفضلاً عن ذلك، فإن الجمهوريين يشكّلون أغلبية في المحكمة العليا، التي من المحتمل أن تجنح إلى الاتجاه المحافظ من جديد ومثل هذا السيناريو من شأنه أن يجعل الجمهوريين أقوى مما كانوا عليه عندما كانوا يمسكون مقاليد السلطة من 2003 إلى 2007: ذلك أنهم، وقتئذ، لم يكونوا يسيطرون على أشياء كثيرة على مستوى الولايات، وفي الكونجرس كان ثمة مشرّعون جمهوريون «ليبراليو الهوى»، مثل «آلن سبيكتر» و«لينكولن تشافي»، كانوا كثيراً ما يصوتون مع الديمقراطيين. هذا في حين سيصبح الديمقراطيون، الذين يعتبرون أنفسهم الحزب الحاكم، في أضعف موقف لهم منذ عشرينيات القرن الماضي. وعلاوة على ذلك، فسيكونون مفتقرين، على نحو لافت، إلى وجوه جديدة شابة. وعلى سبيل المثال، من هو المقابل الديمقراطي للنائب الجمهوري «بول ريان» الذي يبلغ 45 عاماً؟ وفي مجلس الشيوخ، اختار «هاري ريد»، البالغ 75 عاماً، «تشاك شومر»، الذي سيبلغ 65 عاماً قريباً، ليخلفه كزعيم للديمقراطيين في المجلس. وفي مجلس النواب، تبلغ نانسي بيلوسي، الزعيمة المفعمة بالحيوية منذ أكثر من عشر سنوات، 75 عاماً، أما الشخص الثاني في ديمقراطيي المجلس، «ستيني هوير»، فيبلغ 76 عاماً. أما عواقب الخسارة بالنسبة للجمهوريين، فستكون كارثية أكثر نظراً لأنها قد تفضي إلى تفكك الحزب. وستكون تلك هي المرة السادسة من أصل الانتخابات السبعة الماضية التي يخسر فيها الجمهوريون التصويت الشعبي. وهذا أمر لم يحدث من قبل. والواقع أن ثمة تصدعات كبيرة داخل الحزب. فـ«ريان» حل بعد «جون بينر» كرئيس لمجلس النواب، غير أن التكهنات بدأت منذ الآن بشأن المدة التي سيدومها شهر العسل بينه وبين الأجنحة المنافسة داخل الحزب. وهذا الأمر، إلى جانب السباق الرئاسي المثير للانقسامات، ينذر بحمام دم حزبي في حال خسارة الحزب العام المقبل. وفي حال فاز جمهوري من مؤسسة الحزب -مثل جيب بوش أو جون كسيش أو ماركو روبيو- بالترشيح وخسر الانتخابات، فإن الجناح اليميني سينفجر على الأرجح، ذلك أن الحركة اليمينية تعتقد اعتقاداً راسخاً أن المؤسسة ينبغي أن تهدم حتى تتسنى إعادة بناء الحزب من جديد. ومن شأن هزيمة مرشح من مؤسسة الحزب أن يوقظ هذه المشاعر ويؤججها. أما في حال تزعم أحد المرشحين الخارجيين- دونالد ترامب أو بن كارسون أو كروز- التذكرة الانتخابية وانهزم أمام مرشح ديمقراطي، فإن المؤسسة ستنكب في تلك الحالة على دراسة سبل تقليص دور من تعتبرهم «مجانين» داخل الحزب. بيد أنه خلافاً لما عليه الحال في الحزب الديمقراطي، فإن الجمهوريين لديهم بعض الوجوه الشابة التي تطمح للزعامة: «ريان» أو «كروز» أو «روبيو»، ولكن لا أحد منها يسمو فوق هذه التصدعات ويحظى بالإجماع. ولكن ماذا لو تحقق الأمر المستبعد وفاز «ترامب»؟ في تلك الحالة، من غير المستبعد أن يصيب انهيار عصبي الجمهوريين والديمقراطيين معاً على حد سواء. *ألبرت هانت *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©