الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طعام الشتاء في الإمارات دسم ودافئ

طعام الشتاء في الإمارات دسم ودافئ
28 يناير 2011 19:49
لكل بلد أطعمته التي تميزه وتوثق ثقافته الخاصة، غالبا ما تكون هذه الأطعمة من ما تجود به طبيعة البلد وأرضه وبحره. في الإمارات كما في أغلب دول العالم هناك أطعمة ووجبات خاصة تعكس طريقة الإماراتيين في الحياة. في الشتاء تبرز أطعمة معينة على الموائد الإماراتية، ويزداد شغف الأسر بأنواع معينة من الحلويات، خاصة تلك المدهونة بالسمن أو المحلاة بالعسل لما توفره هذه الأطعمة من طاقة عالية ودفء للجسد. تقول الوالدة أم خالد ( خبيرة في التراث): في الماضي لم يكن الطعام متوفرا بكثرة مثل اليوم، وكان من الضروري أن نهتم بنوعية ما نأكل لأن وجباتنا كانت اثنتين في الغالب ولكنها في الشتاء تصير ثلاث وجبات. تشرح أم خالد: كان المجتمع يأوي عند أذان المغرب للبيوت، وقليلا ما كان السهر خارج المنزل ( الرمسة) يستمر حتى ما بعد صلاة العشاء، وهذا ما يعني أن الليل يبدأ مبكرا جدا ويجب على الشخص أن يحتاط لليل الطويل بملء معدته خاصة في الشتاء. تكمل أم خالد وهي تعرض زجاجة سمن محلي الصنع : هذا سمن عربي، يسميه البعض « الذوابة» والبعض» دهنة خنينه» لكن الدهنة هي الزبدة وليست السمن . تجهز نساء خبيرات هذا السمن، ويوجد بعدة نكهات بحسب المنطقة، فهناك من يضع فيه « السنوت « أو الحبة الحلوة، وهناك من يضيف الحلبة، لكنه بالتأكيد يصبح ضروريا على وجبات الشتاء، فكانت النساء المتخصصات يصنعنه بعد أن يجمعن « الدهنة» بكمية ممكنة لتذويبها وصناعة السمن منها، عبر تذويبها على النار وإضافة الدقيق والبهارات المطلوبة لها، ثم تنفصل إلى طبقتين ، العليا وهي السمن، والثقيلة السفلى وهي ما يعرف باسم « الخلاصة» وبالطبع قابلة للأكل مع التمر. يرش السمن على الأطباق الجاهزة ليضيف نكهة محببة إليها مثل المكبوس والهريس والعرسية وخبز الخمير، أو يستعمل لطهي بعض الوجبات المهمة «كالبلاليط» أو « العصيدة» أو « الخبيصة». وتتذكر فاطمة ( سيدة إماراتية أم لطفلين) طقوس والدها في تناول الطعام في الشتاء، فتقول: كان والدي رحمه الله يحرص على ملء « الكوار» بالفحم وإشعاله، قبل أن يدخله للمجلس غير مقتنع بوجود المدفأة الكهربائية، وفوق الفحم تغلي قهوته الساخنة وابريق الزنجبيل بالحليب، أو شاي الزعتر بالحليب. تتابع فاطمة: يتغير نظامنا الغذائي في الشتاء، فيظهر الفندال ( البطاطا الحلوة) على مائدة افطارنا، ويكثر تناولنا للبلاليط ( الشعيرية الحلوة ) على الافطار أيضا، وعند المغرب نحرص على خبز أي نوع من الخبز الإماراتي التقليدي مثل الخمير أو المحلا أو الجباب، ويمكن أن يندهش الناس إذا علموا بأن خبز الرقاق الشهير لا يخبز كثيرا في الشتاء، لخفته ولكونه مرغوبا أكثر في الصيف، وإن أحبت سيدة المنزل خبزه فإنها تقدمه مدهونا بالسمن المحلي أو العسل أو البيض، واليوم تطور الرقاق ليصبح مدهونا بالجبن أيضا. تتابع فاطمة: بعض البيوت تجهز حبات الحمص المسلوقة «النخي» بعد نقعها طوال الليل لتغلى في الصباح مع بعض الفلفل الاحمر المجفف والليمون المجفف، أو يطهى الفول المجفف بعد نقعه كذلك طوال الليل وسلقه في الصباح ليصبح وجبة شعبية تسمى « الباجلا». تؤكد فاطمة نظرية الليل الطويل التي استند اليها الآباء لتقديم وجبات دسمة في المساء، تقول : تردد والدتي دائما بأن خلو المعدة في المساء يسبب أوجاعا واضطرابات، ودهشت حين قرأت مرة في مجلة طبية أن هذه المعلومة صحيحة. تتجنب والدتي الأطعمة الباردة وتحرص على أن نتجنبها عند اقتراب المساء، وصرت أحرص مثلها على إبعاد الأنواع الباردة من الطعام عن أسرتي في مساء الشتاء، وأقدم لهم أطباقا ساخنة مثل العرسية أو الهريس أو حتى المكبوس على العشاء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©