السودان يشكو دولة الجنوب لمجلس الأمن

تقدم السودان بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن “انتهاكات حكومة جنوب السودان لاتفاقية السلام الشامل عبر دعمها للمتمردين في جنوب كردفان وفي ولاية النيل الأزرق”. وبعث مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي بخطاب لرئيس مجلس الأمن لهذا الشهر المندوب الدائم للبرتغال، إلحاقاً للشكوى التي قدمها وزير الخارجية السوداني لمجلس الأمن في أغسطس الماضي بشأن انتهاكات حكومة جنوب السودان لاتفاقية السلام الشامل. وذكرت وكالة السودان للأنباء أن الشكوى تضمنت “معلومات تفصيلية مؤكدة، توضح استمرار دعم حكومة الجنوب للمتمردين في جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، والتي أرسلت لمتمردي النيل الأزرق صواريخ مضادة للطائرات وللدبابات، ودبابات وذخائر وألغام ومدافع”. وأضافت أن “اللجنة العسكرية المكونة من حكومة الجنوب ومتمردي النيل الأزرق وجنوب كردفان والتي تعرف بلجنة التنسيق العسكري، سهلت دخول قيادات ميدانية من الجيش الشعبي من دولة الجنوب وحركات دارفور المسلحة لولاية النيل الأزرق لرفع كفاءة عمليات التمرد المسلحة بولاية النيل الأزرق، هذا بالإضافة إلى إرسال طائرة عسكرية تحمل أطقم مدفعية تحركت من منطقة (اليافطة) من دولة جنوب السودان وهبطت في منطقة (ودكة) بولاية النيل الأزرق، علاوة على أن حكومة الجنوب قد أرسلت كتيبة مشاه من المنطقة نفسها لتعزيز التمرد بمنطقتي الكرمك والبركة في ولاية النيل الأزرق”. من جانب آخر، خرج مصلون عقب صلاة الجمعة أمس الأول بالعاصمة السودانية الخرطوم، في مسيرات اتجهت للقيادة العامة للقوات المسلحة، ورفع المشاركون شعارات أكدت مساندة الشعب للجيش، مثمنين تحريره لمدينة الكرمك. وسير الاتحاد العام للطلاب السودانيين واتحاد الشباب مسيرة مماثلة. وقال نائب رئيس هيئة الأركان البرية عمليات، عبدالمنعم سعد، لدى مخاطبته المسيرة، إن القوات المسلحة السودانية حققت الانتصار الذي وعدت به وتمكنت قواتها، الخميس، من تحرير مدينة الكرمك. وكشف عن عمليات عسكرية يجري الترتيب لها بغية تطهير المناطق والجيوب كافة المتبقية من فلول الحركة الشعبية بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حتى حدود الأول من يناير 1956 في القريب العاجل. وأكد سعد عن مشاركة لواء النيل الأزرق المكون من 1300 جندي في العمليات الأولية التي أسفرت عن تحرير الكرمك، وتابع: “لواء النيل الأزرق الجديد يعد إضافة حقيقية للقوات المسلحة باعتبار أن أغلب منتسبيه من الولاية”. على صعيد متصل، سير الاتحاد العام للطلاب السودانيين، واتحاد طلاب ولاية الخرطوم، والاتحاد الوطني للشباب، مسيرة تأييد كبرى للقوات المسلحة بمناسبة انتصارها في تحرير مدينة الكرمك. وأكد وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء، أحمد كرمنو، خلال مخاطبته المسيرة أمام القيادة العامة، وقوف الشعب السوداني بقطاعاته كافة خلف القوات المسلحة، مؤازرة ودعماً لتحرير أرض الوطن من دنس “الخونة والمارقين” على إجماع أهل السودان. ومن جانبه، قال عبد الله أبوسن رئيس الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم إن أزمة ولاية النيل الأزرق قد وحدت صفوف أهل السودان على صعيد واحد للتصدي لمهددات الوطن كافة. وأكد استعداد الاتحاد لتقديم المعينات كافة لدعم مسيرة التنمية وتحقيق السلام والاستقرار في ربوع البلاد كافة. من ناحية أخرى، خرجت جماهير ولاية النيل الأزرق بمدينتي الدمازين والروصيرص في مسيرات عفوية هادرة عقب إعلان تحرير الكرمك، طافت خلالها شوارع المدينتين وقيادة الفرقة الرابعة مشاة، وتبادل المشاركون التهاني مع القوات المسلحة، معبرين عن سعادتهم وابتهاجهم بهذا النصر المؤزر، مرددين شعارات بالصوت والصورة “عقار طلع ماسورة” .. “كل القوة الكرمك جوه”. وخاطب اللواء يحيى محمد خير قائد الفرقة الرابعة مشاة المسيرة، مشيداً بالروح الوطنية التي عبر من خلالها المواطنون وبصورة عفوية عن سعادتهم وتقديرهم للقوات المسلحة، كما حيا أرواح الشهداء من المجاهدين والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. وخص بالتحية أبطال ملحمة شالية والبركة والكرمك.