الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أمير قطر يقوم بزيارة «تاريخية» خاطفة إلى غزة

أمير قطر يقوم بزيارة «تاريخية» خاطفة إلى غزة
24 أكتوبر 2012
قام أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس بزيارة تاريخية خاطفة إلى قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي، وصفت بأنها إنسانية لافتتاح مشاريع إعادة إعمار وقرر خلالها زيادة مساعدات بلاده للقطاع من 254 مليون دولار إلى 400 مليون دولار، فيما انتقدتها القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وصرح مصدر أمني مصري مسؤول بأن الإجراءات الأمنية في شبه جزيرة سيناء المصرية خلال رحلة أمير قطر إلى قطاع غزة “لم يسبق لها مثيل”. وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن طائرات تمويه وصلت إلى مطار العريش ثم تفاجأ الموجودون هناك بوصول الأمير وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند بطائرته الخاصة، وكان في استقبالهما وزير التعليم العالي المصري مصطفى مسعد ومحافظ شمال سيناء اللواء سيد عبدالفتاح حرحور وجميع القيادات الأمنية في سيناء. وبعد ذلك استقلا والوفد المرافق لهما طائرات عسكرية مصرية حملتهم إلى مهبط طائرات قرب معبر رفح على الحدود بين مصر والقطاع الذي عبروه إلى غزة، حيث استقبلهم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” إسماعيل هنية وعدد من مسؤولي حكومته وزوجته آمال هنية، التي ظهرت لأول مرة في مناسبة رسمية. ودعا الشيخ حمد الفلسطينيين إلى تحقيق المصالحة. وقال، في كلمة عقب منحه وعقيلته الدكتوراه الفخرية في الجامعة الإسلامية في غزة، “لا أُريد أن أعظكم، لكن عليكم أن تتفكروا بواقعكم وإدراك أن انقسامكم مصدر ضرر لقضيتكم والقضية العربية”. وأضاف “رياح التغيير القوية التي تعصف بالوطن العربي ربما همشت القضية الفلسطينية إعلامياً وسياسياً، وآن الأوان لأن ينتهى الخلاف الفلسطيني وفتح صفحة جديدة، كما تم الاتفاق عليه في الدوحة والقاهرة بجهود صادقة من الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس و (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد) مشعل”. وتابع “إن الفرقة بين الفلسطينيين أولاً والعرب ثانياً كانت أشد ضرراً من العدوان الإسرائيلي، فلا هناك مفاوضات سلام ولا استراتيجية للمقاومة والتحرير، فعلي ماذا ينقسم الفلسطينيون، بالتالي إما سلام عادل تقبل به إسرائيل أو تجبر عليه”. وخلص إلى القول “إن دعم غزة واجب وطني وإسلامي وليس منة وقطر ستكون أول المبادرين لذلك”. وبحضور الشيخ حمد وهنية وقرينتاهما، وقع رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة محمد العمادي عقود مع شركات استشارية فلسطينية لتتولى إعداد تصاميم 5 مشاريع ضخمة هي إنشاء “مدينة الأمير حمد” في خان يونس جنوب القطاع ومدرستين ومركز صحي وآخر تجاري ومسجد و”مستشفى حمد للأطراف الصناعية والصم” في بيت لاهيا شمال القطاع افتتحها الشيخ حمد، إضافة إلى 3 مشاريع هي إنشاء طريق صلاح الدين في جنوب القطاع بطول 28 كيلومتراً وشارع الرشيد الساحلي (الكورنيش) بطول 35 كيلومتراً وشارع الكرامة على طول شرق قطاع غزة. وقال هنية، في كلمة ألقاها قبل توقيع الاتفاقيات، “لقد تم الانتصار على الحصار بفضل الزيارة التاريخية لأمير قطر إلى غزة. إن هذه الزيارة تعد كسراً للحصار السياسي والاقتصادي الذي فرض على قطاع غزة من قبل قوى الظلم والطغيان، وتمت بقرار جريء يعبر عن وقفة الرجال والأصالة العربية”. وأضاف “نشيد بالدعم والإسناد والمباركة من القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس محمد مرسي الذي احتضن التوجه القطري وأيد هذه الزيارة ودعمها ووفر لها كل المقومات اللازمة لها”. وقال هنية “اليوم ندك جدار الحصار ونعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة المباركة، شكراً لقطر”. وأضاف، مخاطباً الشيخ حمد، “أنت اليوم تُعلن رسمياً كسر الحصار السياسي والاقتصادي الذي فرض على قطاع غزة. اليوم في غزة العزة وغداً في القدس المحرر، أهلاً وسهلاً بك”. وتابع “هنيئاً يا شعب غزة ويا شعب فلسطين في هذا اليوم المبارك، وليس فينا وليس منا من يفرط في ذرة تراب من أرض القدس وفلسطين”. وأعلن هنية، في كلمة ألقاها خلال حفل وضع حجر أساس “مدينة الأمير حمد” أن أمير قطر وافق على زيادة المنحة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة لتصبح 400 مليون دولار بدلاً من 254 مليون دولار. وأضاف أن المنحة الإضافية تشمل خصوصاً زيادة عدد الوحدات السكنية في المدينة من ألف إلى 3 آلاف وحدة سكنية وبناء مدينة سكنية للأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي بتكلفة 25 مليون دولار وإقامة مركز للإصلاح والتأهيل بقيمة 8 ملايين دولار وزيادة تكلفة مستشفى الأطراف الصناعية والصم إلى 15 مليون دولار بدلاً من 2,5 مليون دولار. وذكرت وكالة أنباء “الفتح” الفلسطينية أن هنية رفض مصافحة الشيخة، موضحة أنها وقفت عقب انتهائه من إلقاء كلمته اعتقاداً منها بأن المصافحة واجب الضيافة، إلا أنه وضع يده على صدره عائداً إلى كرسيه بجوار أمير قطر. وهذه هي أول زيارة لزعيم عربي إلى قطاع غزة منذ سيطرة “حماس” عليه بالقوة منتصف عام 2007. وأعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية الحاكمة في الضفة الغربية المحتلة أنها تأمل ألا تقوض الزيارة جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي “حماس” و”فتح”، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أو تمثل موافقة على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لإذاعة فلسطين “نأمل في أن تكون الزيارة حدثاً لا يتكرر ولا تصبح عادة بحجة كسر الحصار والمساعدة في مشروعات إعادة الإعمار. وأضاف “لا نريد أن تصبح التصريحات بشأن إنهاء الحصار إطاراً لقطع العلاقات بين الضفة الغربية وقطاع غزة”. دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان أصدرته في رام الله، العرب إلى “عدم مواصلة سياسة إقامة كيان انفصالي في قطاع غزة، لأن ذلك يخدم أساساً المشروع الإسرائيلي”. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” سلطان أبو العينين لتلفزيون فلسطين “كنت أتمنى أن يُعلن أمير قطر مساهمته في إعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة، لأن وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطيني”. ونشرت صحيفة “الأيام” الفلسطينية الصادرة في رام الله رسماً كاريكاتورياً مع تعليق يقول “فلسطين موحدة، لا أهلاً ولا سهلاً بالمقسمين”. وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مهند عبد الحميد، في تصريح صحفي إن “الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأمير القطري مع الرئيس عباس غير كافٍ وما تقوم به قطر الآن برأيي انتهاك صريح للشرعية الفلسطينية بدعم عربي ودولي لترسيخ إمارة مستقلة في غزة”. وأضاف: “للمرة الأولى يتم التعامل مع حركة حماس التي اعتبرت غالبية دول العالم أنها انقلبت على السلطة في غزة، خاصة أن المرجعية السياسية الشرعية للشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير الفلسطينية”. وتابع: “إن قطر اليوم تعطي شرعية للانقلاب على الشرعية الفلسطينية، وهذا تطور خطير، وتدفع حماس إلى زيادة تعنتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية”. وخلص إلى القول “إن قطر بهذه الزيارة إلى غزة أهالت التراب على اتفاق الدوحة (لتنفيذ اتفاق المصالحة) وتُعلن اليوم أنها مع تعزيز دولة في غزة بما يتقاطع مع رغبات إسرائيل”. كما استنكرت إسرائيل زيارة الشيخ حمد إلى قطاع غزة، باعتبارها دعماً لحركة “حماس” على حساب حركة “فتح”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييجال بالمر: “إن أمير قطر ألقى بالسلام تحت عجلات الحافلة من خلال قراره دعم منظمة إرهابية تنغص حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”. وأضاف: “نستغرب لكون الشيخ حمد قد اختار أحد الطرفين في النزاع الفلسطيني الداخلي وقرر دعم المتطرفين الذين ينادون بالعنف، حيث لم يشرف السلطة الفلسطينية بزيارة”. وتابع: “لا أحد يفهم لماذا ينحاز لحماس على حساب فتح؟ ولماذا لا يقدم الدعم والمساندة للفلسطينيين بشكل عام، بل إلى حماس وحدها؟. لا أحد يفهم لماذا يمول منظمة اشتهرت بتنفيذ تفجيرات انتحارية وإطلاق الصواريخ على المدنيين؟. باحتضانه لحماس، يصبح أمير قطر بحق قد أطاح بالسلام”.
المصدر: رام الله، غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©