الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تغيير المناخ يشرد مئات الملايين ويوسع رقعة المجاعة

تغيير المناخ يشرد مئات الملايين ويوسع رقعة المجاعة
12 مارس 2007 23:27
واشنطن - أ ش أ: توقع تقرير شارك فيه مئات العلماء تعرض مئات الملايين من سكان الأرض لأزمة مياه وتشريد عشرات الملايين بسبب الفيضانات ومواجهة مئات الملايين للمجاعة وذلك بسبب التغيرات المناخية، وقال تقرير اللجنة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية الذي شارك في وضعه أكثر من800 عالم من 130 دولة وراجعه 2500 خبير أن مئات الملايين من سكان العالم سيعانون عجزا شديدا في المياه خلال عقدين وأن الفيضانات الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح المياه في البحار والناتجة بدورها عن ارتفاع حرارة الأرض ستشرد عشرات الملايين كل عام· وحذر التقرير من أن هذه التغيرات ستؤدي إلى تفشي أمراض المناطق الحارة مثل الملاريا، كما ستفقد حيوانات المناطق الباردة محمياتها في القطبين ، كما حذر التقرير من الإصابة بالغرور من انتاج الأغذية بوفرة في فترة معينة من الزمن في المناطق الشمالية مشيرا إلى أن هذا يعود إلى طول موسم النماء في هذه المناطق مع ارتفاع درجات الحرارة· ومازال التقرير الذي كان ثمرة عمل 6 سنوات ويتألف من أربعة أجزاء يخضع للمراجعة من قبل الحكومات المشاركة فيه إلا أن العلماء الذين وضعوه لايتوقعون تغييرات جوهرية في محتواه النهائي الذي سيصدر في أبريل القادم خلال مؤتمر عالمي عن البيئة يعقد في العاصمة البلجيكية، بروكسل حيث اتفق قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على الحد من الانبعاثات الغازية بنسبة كبيرة بحلول عام ،2020 وسيطرح الأوروبيون خطتهم على الرئيس الأميركي جورج بوش خلال القمة التي ستعقد في يونيو القادم حول المناخ والبيئة· وكشف التقرير عن أن التغيرات المناخية بدأت تظهر أعراضها على الكثير من جوانب الحياة في الوقت الحالي وخاصة النظام الطبيعي والبيولوجي في مختلف القارات حيث بدأوا يلاحظون تغيرا في سلوكيات الطيور والحيوانات والحشرات وارتفاع حمضية المحيطات وفقدان الشعاب المرجانية لألوانها وزيادة غبار الطلع المسبب للحساسية، فيما بدأت أميركا الشمالية تشهد اضطرابات في النظام البيئي منها التعرض لأعاصير ونيران شديدة· وحذر بعض العلماء الذين شاركوا في البحث من أن الأرض تقف على مشارف عملية فناء واسعة النطاق في الأنواع، ومن التنبؤات التي حذر التقرير من احتمال وقوعها تعرض مئات الملايين في أفريقيا وعشرات الملايين في أميركا اللاتينية من أزمة ندرة في المياه خلال العقدين القادمين، بينما سيعاني أكثر من مليار شخص في آسيا خلال نحو 40 عاما من عجز في المياه، وبحلول عام 2080 سيتهدد خطر ندرة المياه مابين مليار إلى 2ر3 مليار نسمة وذلك حسب مستوى الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري· كما سيعاني الفقراء من ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض بسبب ارتفاع حرارة الأرض منها سوء التغذية والملاريا والإسهال وذلك بحلول ،2030 فيما ستزداد نسب انتشار أمراض مثل حمى الدنج والتسمم بسبب تناول أسماك ملوثة نتيجة تغير نسب العناصر في مياه المحيطات والبحار· وستتقلص الكتل الجليدية في أوروبا والقطب الشمالي كثيرا بحلول ،2050 ويعاني ما بين 200 إلى 600 مليون من الجوع، وربما تتعرض نباتات ومزروعات أوروبا للانقراض بحلول عام 2100 ، كما سيتعرض نحو 100 مليون شخص سنويا للفيضانات بسبب ارتفاع مستوى البحار بحلول عام ،2080 وستتعرض حيوانات المناطق الباردة مثل الدب للانقراض، وستزداد ظاهرة تلوث الهواء، كما سترتفع معدلات الوفاة الناجمة عن انخفاض نسبة الأوزون في الجو في المدن الأميركية بنسبة 5ر4 في المئة بحلول منتصف الخمسينيات· ووجد التقرير بعض الجوانب الإيجابية التي ستنجم عن هذه التغيرات ومنها تحسن وضع الغابات وانتعاش زراعات معينة مثل الأرز وتحسن أحوال الزراعة والنقل في المناطق القطبية، بينما ستعاني المحيطات والبحار والمناطق الساحلية أكبر قدر من الخسائر فيما ستكون أفريقيا وآسيا أكثر القارات تضررا إلى جانب بعض الجزر مقابل خسائر أقل ستواجهها أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا· وحمل التقرير السوداوي بريق أمل في التبشير بأن العديد من هذه الآثار الضارة يمكن تجنبها لو تمكن العالم في خلال أقل من 20 عاما من تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستقر مستوى الانبعاثات الغازية الناجمة عن الاحتباس الحراري عند معدلاتها الحالية· واللجنة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية شكلت عام 1988 من قبل المنظمة الدولية للأرصاد الجوية وبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة لتقييم المعلومات والبيانات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية المتصلة بفهم القواعد العلمية للمخاطر البيئية الناجمة عن الأنشطة والممارسات البشرية على أسس شاملة وموضوعية وشفافة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©