السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولا سِيَّما

21 فبراير 2010 20:36
أداة استثناء مؤلفة من «الواو - لا - سِيّ - ما» بعض النحاة يقولون بوجوب تشديد الياء ودخول «لا» ودخول «الواو» على «لا» فتكون الصيغة وجوباً: «ولا سيّما» وأن من استعملها على خلاف ما جاء في قول امرئ القيس. ألا رُبَّ يومٍ لك منهن، صالحٍ ولا سيّما يومٍ، بِدارة جَلْجَلِ - وأجاز آخرون حذف «الواو»: «لا سيما» - أما «سيما وأن» وهي مستعملة بشكل واسع، فهي خطأ .. فكيف استعملت «سيَّ» في الاستثناء؟ - «السيّ» في الفصيح من «السِّوَى» بكسر العين المشددة وهو بمعنى الاستقامة.. فنحن نقول: سوّيت الأرض: أي أصلحتها، وجعلتها مستوية أي منبسطة، ممهدة - مستقيمة، فأصل الياء في سيّ: واو والقول هو: هذا سوى ذاك. يعني أنهما متساويان بالسوية والتساوي والمساواة. - إذا ثنيت «سيَّ» تصل إلى صيغة «سيّان» فالقول: هما سيّان، يعني أنهما متساويان، بمعنى أن هذا «مِثلُ» «يساوي» ذلك، فأخذ الاسم «سِيّ» معنى «مثل» من وجه المماثلة بالتساوي. لذا يمكن القول في بيت امرئ القيس، إن الاستثناء يدخل في باب «الترجيح» بما ليس في «المماثلة، والتساوي» فالمعنى فيه أن أيام الوصل بمن أحب.. كلها صالحة فهي - الأيام، متماثلة من وجه «الصلاح» فجاءت «ولا سيما» فخصت يوم دارة جَلجل بالمزيد من الصلاح والسعادة «فَرَجَحَ» على سواه من الأيام. لذلك نجد أن استعمال «ولا سيما» فصيح، لترجيح ما بعدها - على ما قبلها، والترجيح يدخل في باب التفضيل والتمييز، فالمرجوح والمرجّح أفضل وأميز. - وعندما تقول: أحب الناس، ولا سيما المخلص تكون قد خصصت «المخلص» مزيدا من الحب «فرجَح، رجَحِته على سواه» الناس. وإذا سئلت عمن تحب من المبدعين يكون جوابك: «أحبهم جميعاً بالسِيّ، والتساوي»، ولا سيما أولئك الفصحاء «ولا سيما» هنا تنفي حالة الترجيح ويصير المبدعون سواسية وسواءً، وأسواء. الفرق بين الإسهاب والإطناب الإطناب: بسط الكلام لتكثير الفائدة. والإسهاب بسطه مع قلة الفائدة، فالإطناب بلاغة والإسهاب عيّ وضعف، والإطناب بمنزلة سلوك طريق بعيدة تحتوي على زيادة فائدة، والإسهاب بمنزلة سلوك ما يبعد جهلاً بما يقرب، ويقول الخليل: يختصر الكلام ليحفظ، ويبسط ليفهم. وقال أهل البلاغة: الإطناب إذا لم يكن منه بُدَّ فهو إيجاز. أبو الحسن علي بن حميد الجوهري: يا ليلةً غَمضـــَتْ عينـــي كواكبُهـــا بكيتُ بعد دموعـي في الهوى جَلَدي تـذوب نار فــؤادي في الهـــوى بَرَداً ترمقني بجفـونٍ غَمْضُهــــا رَمَـــــدُ وهَلْ ســَمِعتَ ببـــاك دَمعُهُ جَلَــدُ وهـــل سـمعت بنارٍ ذَوْبُـــــها بَرَدُ إسماعيل ديب Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©