الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال الروضة يحاكون مناسك فريضة الحج

أطفال الروضة يحاكون مناسك فريضة الحج
6 نوفمبر 2011 13:56
تتيح الوسائل التعليمية للمتعلمين - لا سيما الصغار - فرصة المرور بخبرات واقعية حقيقية، أو شبيهة بالواقع، ما يجعل المتعلم يكون تصوراً حقيقياً عما تعلمه من أفكار ومفاهيم ومعلومات. فالوسائل التعليمية التي تعتمد على الحواس الخمس تحديداً، تسهم في تنويع الخبرات التعليمية التي تقدمها المدرسة للتلميذ، وتتيح له فرصة المشاهدة والاستماع والممارسة والتأمل والتفكير، وتصبح المدرسة بذلك حقلاً عملياً لنمو قدرات التلاميذ في جميع الاتجاهات، وتعمل على إثراء الخبرة التي يمر بها، وبذلك تشترك جميع الحواس في عمليات التعلم، مما يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلم. تزامناً مع الأيام المباركة لتأدية فريضة الحج، أقامت بعض المدارس نماذج مصغرة للكعبة المشرفة، وللأماكن المقدسة، كمحاكاة مناسك الحج، لتعليمها الطلاب الصغار وفهمها واستيعابها من خلال محاكاة وتقليد ممارسات الحجاج نفسها كما تتم في الواقع، ومن هذه المدارس التي أطلقت هذه الفعالية الروحية روضة مدارس النهضة الوطنية للطالبات، وروضة “الياسات” الحكومية، حيث نظمت يوماً تفاعلياً شارك فيه أطفال الروضة الثانية بحضور أولياء الأمور وبعض المدارس، وكان يوماً روحياً تعليمياً وترفيهياً ممتعاً، بحيث يقرب أطفال الروضة للمعاني السامية لمناسك الحج، وعيد الأضحى، وأسهم الصغار بكل براعة في تأدية هذه المناسك تحت إشراف معلميهم. ويقوم مفهوم المحاكاة على مبدأ توفير ظروف مشابهة لظروف الموقف في واقع الحياة أي تقليد ومحاكاة لهذا الواقع بهدف إكساب المتعلم مهارة ما. وتعرف العروض التوضيحية بأنها “بيان عملي يقوم به المعلم مصحوباً بالشرح النظري”، وهي “تطبيقات فعلية يقوم بها المعلم أو أفراد التلاميذ للمهارات السلوكية المقررة”. المحاكاة في القرآن تدلل هدى الجنيبي مديرة قسم الروضة بمدارس النهضة، أن التعلم بالاعتماد على “المحاكاة والتقليد” جاء في القرآن الكريم، فالآية القرآنية تقول: “فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ “. فهذه وسيلة تعليمية تعرض المهارات بهدف المحاكاة وكثيراً ما يكون الهدف من التعلم بالمحاكاة مهارياً. فهذا قابيل قتل أخاه ولا يمتلك مهارة دفن جثته فلا بد من موقف محسوس مشاهد أمام المتعلم لكي يقلده، فيتحقق الهدف وهو: أن يمتلك المتعلم مهارة دفن الميت، وهو هدف ينتمي إلى المجال النفس حركي. لكي يتحقق هذا الهدف بالمحاكاة جاء غرابان قد قتل أحدهما الآخر فحفر القاتل حفرة في الأرض ووارى جثة المقتول، ليحاكي قابيل الغراب فيتعلم كيف يدفن جثة أخيه، فالموقف في هذه الآية تعليمي بمكوناته وغاياته. والصغار يحاكون مناسك الحج استناداً إلى الأساس العلمي لهذه النظرية”. توصيل الفكرة تقول زهرة الحوسني مديرة روضة “الياسات”: “كرست الجهود لتنظيم هذا اليوم الذي شهد نجاحاً كبيراً، والهدف منه توصيل فكرة أداء مناسك الحج للأطفال بشكل تعليمي يتناسب مع عمر الطفل، حيث قامت معلمات الروضة، بتعليم أطفال الروضة الثانية، وهم طلاب 7 فصول وكل فصل فيه 24 طالباً، مجموعة من الأدعية، واستغرق التدريب نحو شهر، وحاولت المعلمات تقريب الفكرة لأذهان الأطفال بما يتناسب مع أعمارهم، ومع وقتهم الدراسي، وتعمل الوسائل التعليمية على تكوين الاتجاهات والميول الإيجابية، وذلك بما يمكنها التحكم فيه من مؤثرات، فالرموز التي يمكن للوسائل أن تتحكم فيها متنوعة، وأبعاد هذه الرموز من شكل وحجم ولون وحركة متعددة، وتختلف بحيث يمكنها أن تعطي الدارس شحنة عاطفية مؤثرة، تتكرر التكرار الكافي لغرس الميول وتغيير الاتجاهات، وتتنوع التنوع اللازم وللتشويق وإبعاد الملل. فعند استخدام المعلم الوسيلة التعليمية يجب عليه أن يراعي تكامل وسيلته مع عناصر المنهج السابقة، والمقصود هنا بالتكامل هو عمليات التقاء وتنظيم طريقة أو طرق استخدام الوسائل التعليمية على نحو يناسب الأهداف التي يسعى ألى تحقيقها، ومحتوى المقررات، وطرق التدريس. ازدواج الفائدة تضيف أمنية السادات مسؤولة الأنشطة في قسم الروضة بمدارس النهضة: “لا بد للمعلم أو المعلمة أن يحول دروسه إلى مشاهد ولوحات وحبكات درامية داخل الفصل الدراسي أو خارجه، وأن يختار لهم النصوص والموضوعات التي تكون قريبة إلى نفوس الأطفال وميولهم وأهوائهم واتجاهاتهم النفسية، فتحقق لهم التسلية والمتعة والترفيه، كما تنمي مداركهم المعرفية والتعليمية في نفس الوقت”. ولا بد من تمثل البساطة في أداء الأدوار، والابتعاد عن الغموض والتجريد واستبدالهما بكل ماهو تقريري مباشر قريب من عالم الأطفال، ويكون حسب مستواهم العمري وحاجياتهم النفسية والاجتماعية. وتكمل رندة صالح، مدرسة في روضة الياسات: “إن هذا الحدث أبهر الجميع، بحيث كشف الأطفال عن مواهبهم الدفينة”، موضحة أن الأطفال لهم القدرة على التجاوب بشكل كبير مع المادة التعليمية التي قدمناها لهم خلال مدة التدريب، ومثل هذا الحدث يمكن أن يسهم في معالجة مشكلة الفروق الفردية بين التلاميذ. ولفتت صالح إلى أن هذا الحفل له أبعاد كبيرة جداً، فله بعد روحي ديني، وبعد ثان، وهو البعد التعليمي، بحيث أصبح أطفال الروضة الأولى يفهمون معنى النصف، ومعنى المربع ومعنى المكعب، وهذه كلها تمريرات تعلمية غير مباشرة تلائم عقلية الصغار ومستواهم الفكري، لقد انبهر الجميع بأداء الأطفال، إذ رددوا الأدعية بأنفسهم، وعلت أصواتهم وبحت حناجرهم بالتلبية والدعاء والتكبير، وكانوا متمكنين، وقدموا ذلك بدون مساعدة من الكبار أثناء الحفل، ولعل ذلك سيطبع في ذاكرتهم إلى الأبد”. وأشارت صالح إلى أن مدرسة الشهامة الثانوية فاجأتهم بحضورها للمشاركة في الحفل، حيث دخل أطفالها مكبرين. كما تقول أفراح أحمد منسقة اللغة العربية بمدارس النهضة: “الفصل الدراسي يضم عدداً من التلاميذ الذين يتفاوتون في قدراتهم العقلية، فمنهم من يستوعب عن طريق الاحتكاك المباشر بالخبرة، ومنهم من يحتاج إلى التوضيح بالصورة والرسم، والوسائل التعليمية تعرض الخبرة بأساليب وطرق عديدة، مما يتيح للمتعلم فرصة تلقي الخبرة بالأسلوب الذي يناسب مستواه، ويتوافق مع سنه، ومثل هذا الحدث من شأنه أن يحقق أهدافاً تربوية وتعليمية عديدة للطلاب في هذا السن”.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©