الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارب الأمهات مع الأطفال أجدى من نصائح الطبيب أحياناً

تجارب الأمهات مع الأطفال أجدى من نصائح الطبيب أحياناً
28 يناير 2013 20:21
مص الإبهام، نكش الأنف، عض الأظافر، والقائمة تطول..غيض من فيض عادات سيئة يجد عدد من الآباء والأمهات صعوبة في جعل أبنائهم يتخلون عنها. فلا يوجد أبوان يرضيان للابن أو البنت إتيان إحدى هذه العادات، سواءً في البيت أو خارجه. بل إنهما يشعران بإحراج أكثر عندما يأتي تلك العادة التي يستبشعانها أمام أصدقائهما أو أقاربهما. فما هي أيسر السبُل إذن لإقناع الطفل بترك عادته أو عاداته السيئة؟ إنها تلك المستمدة من تجارب الأمهات الشخصية، واجتهاداتهن وطرقهن المبتكرة، بحسب الكاتبة الأميركية كافيتا فارما. تؤكد مؤلفة كتاب «رشوة الطفل بالهدايا للتخلي عن اللهاية» كافيتا فارما إن تجارب الأمهات مع أطفالهن تكون أحياناً أجدى وأنفع من نصائح الطبيب. إذ إن عدداً منهن يُبدعن طرقاً مبتكرة لدفع أبنائهن للتخلي عن إحدى العادات السيئة. وهي تؤمن إلى حد ما بالمقولة الشعبية «اسأل المجرب، ولا تسأل الطبيب». وفيما يلي بعض المقترحات المستقاة من تجارب بعض الأمهات والمستمدة من واقعهن المعيش وتجاربهن الشخصية، والتي تعتقد كافيتا أنها أكثر فعالية مع الأطفال. مص الإبهام تقول مايير سيل إن أبناءها الثلاثة كانوا جميعهم يمصون الإبهام في صغرهم. نهجت معهم كل الطرق، فكانت تُحذرهم وتُنذرهم تارة، وتُرَغبهم وتلهيهم تارة أخرى. لكنها لاحظت أن لا الترغيب ولا الترهيب أتى أكله، لكن كل واحد منهم ترك من تلقاء نفسه عادة مص الإبهام أو أحد الأصابع عند وصوله الرابعة من العمر. وتضيف مايير أنها لا تزال تتذكر ذلك اليوم الذي هاج فيه غضبها بسبب رفض ابنها الكف عن مص إبهامه طوال النهار، فما كان منها إلا أن أخذت شريطاً لاصقاً وأحاطت به أصابع كلتا يديه حتى تمنعه من ذلك، فظل يبكي ويستعطف بدل إغاظتها بمص إبهامه، لكنها سرعان ما لجأت بدافع قلب الأم العطوف إلى فك وثاق أصابعه. من جهتها، تقول ميشيل فاجنر إن ابنتها ظلت تمص أصبعها حتى بعد دخولها الروضة. ما دفع ميشيل إلى نُصح ابنتها بألا تمص أصبعها في المدرسة حتى لا يسخر منها أصدقاؤها، بينما تسمح لها بذلك فقط داخل غرفتها الخاصة. فكانت تضطر إلى الذهاب إلى غرفتها كلما انتابتها رغبة في مص أصبعها، إلى أن سئمت من الأمر وصارت تفعل ذلك فقط قبيل موعد النوم. وتقول ميشيل إنها فرحت بالتقدم الذي أحرزته ابنتها، لكنها طمحت إلى أن تتخلص نهائياً من عادتها السيئة. فأخبرتها بأنها ستشتري لها أي شيء ترغب فيه إنْ هي تخلت عن مص أصبعها نهائياً. فاستحسنت الطفلة الفكرة، ولم تطلب إلا شراء قطعة شوكولاته مفضلة لديها، فكان لها ذلك. ما جعل ميشيل تشعر بأنها تأخرت في مبادرتها واقتراحها اللذين لم يكلفانها غير قطعة شوكولاته! وتقول تينا هاردن ستيفن إنها لجأت إلى طريقة مختلفة لثني ابنها عن مص إبهامه. وتقول إن إقدامه على مصه بطريقة سيئة تجعله ينزف أحياناً دفعها إلى البحث عن طريقة أكثر ردعاً لوقف هذه العادة المقلقة والمؤرقة. فما كان منها إلا أن اشترت طلاء أظفار شفاف ووضعته على أظفاره وهو نائم ليلاً. وقالت إنه عندما وضع أصبعه في فمه والطلاء جاف في أصابعه صباحاً شعر أن طعمه حارق ومختلف، فذهب لغسل فمه وأعاد الكرة مرة أخرى لمدة ثلاثة أسابيع، إلى أن تخلى تدريجياً عن عادته دون أن يدرك أبداً أن أمه استعانت بحيلة طلاء الأظفار. طلاء أزرق بخلاف ميشيل، تقول جينيفر تاكر نيكولس إنها استخدمت طلاء أظفار أزرق وغير شفاف لتُثني ابنتها التي تُدمن مص إبهامها. وتقول «تحدثت معها حول ضرورة إقلاعها عن إدمان مص أصبعها، لكنها لم تستجب وواصلت عادتها السيئة. وذات يوم، اشتريت لها طلاء أظفار لونه أزرق باعتبار أن هذا اللون هو المفضل لديها، ووضعته على أظافرها. انتابها الخوف لما شعرت أن الطلاء الأزرق الذي أحبته في البداية حال دون ممارستها عادتها، لكن فرحها بشكل أظفارها الجديدة طغى على رغبتها في مص أصبعها، فتخلت عن إدمانها بعد ذلك. أما أدريانا لونا، فلا تزال تذكر الطريقة التي لجأت إليها أمها لتخليصها من عادة مص إبهامها. وتقول «ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي استشاطت فيه أمي غضباً، فاتجهت إلى المطبخ وجاءت بمسحوق أحمر مبلل قليلاً، ووضعت جزءاً منه على أصابعي. لم أكن أدري بادئ الأمر أن الأمر يتعلق بمسحوق فلفل حار، لكنني ما أن وضعتُ أحد أصابعي في فمي حتى احمر وجهي وانتفش شعري وهببت لغسل فمي، وكان ذلك آخر عهدي مع مص أصابعي». حالة أخرى مختلفة وقعت مع ابنة لوري ويلسون جانون. فقد كانت ابنتها تمص أصابع يديها جميعها بشكل مؤذ، فتترك بها بثوراً وأكياساً مائية وبقعاً صغيرة. والأسوأ من ذلك، أن طبيب الأسنان أخبرها في إحدى المراجعات أن أحد عظام فك البنت تزحزح عن موضعه وتخلخل بسبب كثرة مصها لأصابعها. وتقول لوري «أخبرت طبيب الأسنان حينها أننا حاولنا أنا وأبوها كل ما بوسعنا من أجل إقناعها بالإقلاع عن هذه العادة السيئة، لكن دون جدوى. فأخذها الطبيب على جنب، وحذرها بجدية من أن فمها سيتعرض لتشوه وكذلك أسنانها، إن هي لم تتوقف عن مص أصابعها، وأراها بعض صور الأسنان المتخلخلة والمشوهة، فاندهشت وصُدمت، وظلت مشدوهة لفترة. ثم صارت تنظر إلى أصابعها وترجعها إلى مكانها كل مرة يخطر ببالها مصها، فتمكنت بفضل طبيب الأسنان من التخلي عنها بتاتاً. طرق كل الأبواب تقول ناعومي دايموند إن ابنها البكر ظل يقضم أظفاره إلى أن وصل العاشرة من عمره. وبحكم تجربتها الطويلة مع ابنها، تقول ناعومي «أحياناً، تحتاج إلى استنفاذ استخدام كل الطرق الممكنة، وعدم التعجل والقفز إلى الخطوة الأخيرة التي قد تكون ذات آثار جانبية، بدعوى الحرص على حرق المراحل. كان ابني ينتف شعر رأسه وهو نائم عندما كان صغيراً. ولم يكن بوسعي فعل أي شيء لإيقافه عن هذه العادة التي يأتيها كل ليلة وهو يغط في نومه. وكونه يمارس عادة سيئة أخرى عند استيقاظه وهي قضم أظفاره جعلني أشعر في كثير من الأحيان بالإحباط. كانت بعض صديقاتي تواسينني بالقول إنه علي الصبر، ويطمئنني بأن الولد سيتوقف عن عادته في الوقت الملائم ومن تلقاء نفسه، لكن ذلك لم يُفلح في طمأنتي، فقد كنت دائمة القلق بسبب ما يفعله ليل نهار. بيْد أن نقاشي مع زوجي حوْل هذا الأمر جعلني أصل إلى قناعة مفادها أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء النفسي، وأن علي ترك الحبل على الغارب وتنفيذ نصيحة صديقاتي ودرء الولد يمارس عادَتَيْه ما دامتا لا تضران بصحته البدنية، إلى أن يتوقف عنهما من تلقاء نفسه. وقد فعل ذلك بالفعل بعد فترة قصيرة من إهمالي له وعدم الاكتراث بما يفعله». لدى لينيت جيست ابن عمره سنتان، لا يعض أصابعه، وإنما يعضها هي. نصحتها بعض الصديقات بأن ترد عليه بعَضه أيضاً، إلا أنها لم تفعل. وتقول «في إحدى الأيام، عضني في ذراعي، وآلمتني عضته كثيراً. فأخذت إحدى يديه وعضضته بحدة، فصُعق وأبدى ردة فعل مستغربة، إذ كانت تلك المرة الأولى التي يكتشف فيها أن العضة تُؤلم البدن وتؤذي الإحساس. بكى وظل يربت على موضع العضة، لكنه لم يعاود الكرة معي، وتوقف عن عضي نهائياً». عادات مقززة دانا ديبيلاك لديها ابن عمره خمس سنوات. تقول إنه يمارس عادة سيئة كلما سال أنفه في الأيام العادية، أو عند إصابته بالزكام أو نزلة برد. فهو لا يتردد في لحس المخاط السائل الذي ينزل من أنفه عوض مسحه بمنديل ورقي. وتقول دانا إنها بذلت جهوداً كبيرة، لكن دون فائدة. وتضيف «كان يفعل ذلك بشكل مقزز ومثير للقرف. وكنت دائماً أوبخه وألومه وأهدده بأنني سأحرمه من كثير من الأشياء إن كرر ذلك، غير أن تهديداتي كانت تذهب سُدى. كنا نقول له إن الشعر سينبت في لسانه إن واصل فعل ذلك. ولحسن الحظ أنه صدق ذلك وانطلت عليه حيلتنا. فترك عادته وأصبح طفلاً أسعد بعد أن قل تلقيه توبيخاتنا. وأصبحت تلك العادة اليوم مجرد ذكرى عابرة لا يكاد يذكرها». من جهتها، تقول كارلا بينيديكت أبريون إنها اختارت أن تخبر أطفالها الصغار بأن هناك وحشاً سيخرج من أنوفهم ويعضهم إن هم أكثروا من نبش ما بداخلها. وقد نزف أنف أحد أبناء كارلا ذات يوم، فلجأ إليها فوجدتها فرصة لتؤكد له أن ما حصل له كان نتيجة لعضة وحش يقبع داخل تجويف أنفه. فلما سمع ذلك ورأى إخوته ما حصل له، توقفوا جميعهم عن نكش ما بداخل أنوفهم. وبدورها، تقول تريسي أومارا ويتني إن ابنها البكر كان يفرقع أصابعه طوال الوقت. وتفيد «قررت أن أضرب عصفورين بحجر واحد، فكنت أُنزل به عقوبة مساعدة أبيه في جز عشب الحديقة أو أداء حركات رياضية كلما فرقع أصابعه في أثناء إنجازه واجباته المنزلية. وكنت أغلظ العقوبة تدريجياً إلى أن طفح به الكيل وصار يفضل التخلي عن عادته ليظل مرتاحاً أكثر». وتضيف «تغير أمره الآن كثيراً. فهو يهوى العزف على الطبل والأدوات الموسيقية، وله ذوق رفيع في الإيقاعات والأنغام. كما أنه صار أكثر هدوءاً». هشام أحناش عن موقع «nbcnews.com» العض..وسيلة للتواصل جيسيكا فايزنبيرجر لديها توأم من ثلاثة أولاد عمرهم سنتان، أحدهما يعضها. تقول إنه يفعل ذلك عمداً، وتُرجح أنه يختار فعل ذلك بسبب افتقاده إلى المهارات التواصلية الشفهية وعجزه عن التعبير عن نفسه عندما يكون مغتاظاً وحنقاً من شيء ما. ومن منطلق تجربتها معه، تقول جيسيكا «حينما كنا قادرين على التعرف إلى الأسباب التي تدفعه إلى العض، كنا نجد أنفسنا أقدر على إقناعه بالتعبير عن شعوره بطريقة أخرى غير العض. كنت أعلم أنا وأبوه أن عجزه عن التحدث وقول الكثير يدفعه إلى اختيار لفت الانتباه، أو التعبير عن الشكوى أو التذمر من أمر ما بالعض. وكنا نُشغله باللعب أكثر في فضاءات خارجية مع أخويه، واتفقنا على أن ينبه كل واحد منا الآخر في حال أقدم الابن «العضاض» على عض أحدنا». وتضيف جيسيكا «من الصعب أن يتشارك ثلاثة توائم كافة خصالهم وصفاتهم. يتنافسون جميعهم ليحصلوا على اهتمام أكبر، فكنا نُغدق على الابن الذي يعض حناناً أكبر ولا نجعله يشعر بأي نقص نتيجة إحساسه بأنه أقل قدرة على الحديث والتواصل مقارنة بأخويه التوأمين. وقد نجح نهجنا هذا في استيعابه واحتوائه إلى دفعه مع الوقت إلى التخلي نهائياً عن عادته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©