الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مدربو منتخبات أوروبا في كأس العالم للناشئين «عواجيز» فوق الخمسين!

مدربو منتخبات أوروبا في كأس العالم للناشئين «عواجيز» فوق الخمسين!
3 نوفمبر 2013 23:07
علي معالي (الاتحاد) ــ في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الأندية الأوروبية الشهيرة، تعتمد على عدد كبير من المدربين الشبان في الفرق الكبيرة على مستوى «القارة العجوز»، نجد الوضع يختلف كثيراً بالنسبة لمنتخبات الناشئين التي تشارك في مونديال «الإمارات 2013» والذي يجرى حالياً في ضيافة الإمارات، حيث نجد أن عدداً كبيراً من مدربي المنتخبات الأوروبية يتعدى سن الـ 50 عاماً، وعلى سبيل المثال هيرمان ستادلير مدرب النمسا «52 سنة»، وإيفان جوديلي مدرب كرواتيا «53 سنة»، ورولاند لارسون مدرب السويد «51 سنة» وهو الوحيد المستمر مع منتخب بلاده في البطولة حتى الآن من بين كل منتخبات أوروبا التي ودعت البطولة مبكراً، بوصول «أحفاد الفايكينج إلى نصف النهائي، ودانييلي زوراتو مدرب منتخب إيطاليا «51 سنة»، وفيما يعد لاديسلاف بيسكو مدرب سلوفاكيا «45 سنة» وديمتري خوموخا «44 سنة»، والذي يتولى تدريب المنتخب الروسي، هما الأصغر سناً من بين مدربي «القارة العجوز». ويعتبر مدربو المنتخبات الأوروبية هم الأكبر سناً في هذا الحدث العالمي، وهناك عدد من المدربين لهم خبرتهم الكبيرة في هذه المرحلة السنية، ومنهم على سبيل المثال، المدرب الإيراني علي دوستي مهر، والياباني هيرفومي يوشيتاكي «53 سنة»، والأوزبكي ديلشود نورالييف «42 سنة»، ومعهم الكندي شون فليمينج «48 سنة»، حيث نجحوا في إفراز العديد من المواهب، وتتفاوت أعمار المدربين في البطولة ومنهم على سبيل المثال عبدالحي بن سليمان تونس «47 سنة» والإنجليزي دارين بازيلي «41 سنة» مدرب نيوزيلندا، ورافاييل دوداميل «40 سنة» مدرب فنزويلا، وفابيان كويتو «46 سنة» مدرب أوروجواي، ومانو جاريا «47 سنة» مدرب منتخب نيجيريا، ومن الواضح أن القارة السمراء تعتمد في المقام الأول على مدربين في سن الـ40 لقيادة منتخبات الناشئين. وفتحت «الاتحاد» فتحت ملف المدربين لكي تناقش العديد من النقاط المهمة والمرتبطة بعمر المدربين وعلاقتها بنجاحهم مع هذه المرحلة السنية، ولماذا تعتمد الكرة الأوروبية تحديداً على مدربين كبار في فئة المراحل السنية، وأيضاً هل من الأفضل أن يكون المدرب صغير السن حتى يكون قريباً من أفكار هؤلاء الناشئين، والتساؤل الأكثر أهمية، هو هل يمكن لمونديال الناشئين أن يفرز مواهب كروية في التدريب، مثلما يحدث بالنسبة للاعبين، تناولنا في استعراض هذا الموضوع العديد من آراء المدربين في المونديال وكذلك مدربينا الكبار سواء محليين أو أجانب في دوري الخليج العربي. في البداية، يعترف شون فيليمنج لمدرب المنتخب الكندي لكرة القدم تحت 17 سنة بأنه يستمتع كثيراً بتدريب هذه المرحلة السنية، وقال: من المهم أن تشعر بالسعادة، وأن تتعامل مع لاعبين صغار في السن، وأنك تسهم في جعلهم نجوم المستقبل، وأن تتقبل فكرة أنك تساعد على صناعة النجوم، وجعلهم ذخيرة قوية للأندية والمنتخبات». وأضاف: المونديال الحالي بمثابة تحدٍ بين جميع المدربين لإثبات الكفاءة والقدرة على قيادة اللاعبين داخل أرض الملعب وخارجه، ومن المهم لمدربي هذه المرحلة أن يقدموا النصح للاعبين، وهذه ليست المرة الأولى التي أقود فيها منتخب بلادي، حيث كنت معهم كذلك في المونديال السابق في «المكسيك 2011». وأضاف: «نجحت خلال فترة قيادتي لمنتخب الناشئين في المونديال السابق، أن أجعل من 3 لاعبين نجوما بالمنتخب الأول حالياً، وهذه بصمة يسعد بها المدرب كثيراً، عندما يسهم في تقديم وجوه جديدة من منتخبات الفئات السنية للمنتخب الأول». وقال المدرب العراقي موفق حسين: لن يبرز مدربو مونديال الناشئين مثلما يحدث لمونديال الكبار لأسباب كثيرة منها أن الأضواء الإعلامية والمتابعة الجماهيرية لمونديال الصغار أقل بكثير من الكبار، وبالتالي فإن التألق لن يكون كبيراً، وحتى عندما يبرز مدرب ما، فلن تكون الأضواء عليه مثلما هو الحال في الحدث العالمي الأقوى بالنسبة لمونديال الرجال. وأضاف: ليس شرطاً أن يكون هناك عمر زمني صغير أو كبير بالنسبة لمدربي هذه المرحلة السنية، ولكن الأهم من ذلك هو أن يفهم ويتفهم المدرب مهما كان عمره متطلبات اللاعبين النفسية والذهنية وكيفية التعامل معهم، وأن يكون المدرب مربياً قبل أن يصبح مدربا، ويجب أن يمتلك مدرب هذه المرحلة كبيرة في الملاعب وأيضا في الإدارة». وقال: هناك مدارس تدريبية متنوعة حظيت بها البطولة من مختلف دول العالم، وبطبيعة الحال لابد أن تكون هناك استفادة عظيمة من الجميع، وهناك منتخبات تهتم بالجانب البدني، وأخرى تبدع في النواحي الفنية، وأخرى بنظام المختلط بين المهاري والبدني وهناك فرق تعتمد على الجانب الفردي، وأخرى تعتمد على الجانب التنظيمي بين خطوطها. وفيما يخص أفضل المدربين خططياً في البطولة يعترف موفق حسين بقوله: استطاع المدرب البرازيلي جالو أن يفرض نفسه على الجميع لأنه يملك عناصر جيدة من اللاعبين، وهو منظم في خطوطه، ولديه مواهب متنوعة، وأوراق تستطيع أن تترجم أفكاره بشكل كبير وبمنتهى السهولة المقرونة بالدقة في الوقت نفسه. جروندونا: نتعلم كل شاردة وواردة دبي (الاتحاد) - يرى همبورتو جروندونا مدرب المنتخب الأرجنتيني أن عامل العمر ليس هو الفيصل في مدربي هذه المرحلة السنية، بل يجب أن يهتم المدرب مهما كان عمره بالتعلُم والتعليم في الوقت نفسه، وقال: «في النسخة الحالية من مونديال الناشئين، هناك الكثير من المكتسبات التي حققناها في مجال التدريب، وسوف نظل نتعلم من كل شاردة وواردة طالما نحن على أرض الملعب». وأضاف: «شاركت من قبل في تدريب منتخب المكسيك تحت 20 سنة، وكان ذلك عام 2003، وهذه المراحل تحتاج من المدربين إلى الصبر والذكاء في التعامل مع اللاعبين لاختلاف تفكيرهم عن تفكير وسلوكيات اللاعبين في المنتخبات الكبيرة». مدرب «التانجو» عميد أميركا اللاتينية بـ «56» دبي (الاتحاد) - شاركت أميركا اللاتينية في المونديال الحالي بمنتخبات البرازيل والأرجنتين وبنما وهندوراس وأوروجواي وفنزويلا، ووضح أن هناك تفاوتاً واضحاً في الأعمار بين مدربي فرق الناشئين فيما بينهم، حيث يعتبر همبورتو جورندونا مدرب منتخب «التانجو» هو الأكبر «56 سنة» وهو نجل رئيس الاتحاد الأرجنتيني خوليو جروندونا، ولم يكن نجماً بارعاً، وكذلك فإن تاريخه في مجال التدريب ليس بالقوي أيضاً، ولكنه يترأس الجهاز التدريبي لـ «التانجو» رغم وجود العديد من الكفاءات الأرجنتينية لهذه المرحلة السنية تحديداً. فرانسيسكو يفرض الانضباط بـ «التربية العسكرية» دبي (الاتحاد) - يبلغ رافاييل دوداميل مدرب فنزيلا «40 سنة»، وفابيان كويتو مدرب أوروجواي «46 سنة» وجالو مدرب البرازيل «46 سنة»، ومن بين هؤلاء المدربين يتميز جوسيه فرانسيسكو مدرب هندوراس بأنه في قمة الانضباط في أرض الملعب وخارجه ليس فقط في الجانب الفني، بل في السلوكيات. وهذه الميزة اكتسبها المدرب من والده الذي كان رجلاً عسكرياً، وانتقل هذا الطابع الصارم من الأب إلى الابن، ثم انتشر بين لاعبي منتخب هندوراس، وحيث يرفض هذا المدرب التقاليع الحديثة من تسريحات مبالغ فيها بين اللاعبين أو حتى الحركات اللافتة للنظر داخل أرض الملعب، وتبدو ملامحه في منتهى القسوة على لاعبيه، وهو ما جعلهم في حالة انضباط كبيرة حتى وإن كانت إمكاناتهم الفنية متوسطة. لويس ميا: «المونديال» فرصة لـ «التوهج» دبي (الاتحاد) - قال الإسباني لويس ميا مدرب فريق الجزيرة السابق، إن مونديال الناشئين فرصة لكي يتألق فيه مدربون صغار يستطيعون التوهج في عالم اللعبة خلال السنوات المقبلة، وهو ما ننتظره من عدد كبير من هؤلاء المدربون لأنها فرصة كبيرة وطيبة لهؤلاء الذين يبحثون لأنفسهم عن مكان مناسب ويليق بهم في مجال اللعبة». وأضاف: إذا كانت مثل هذه البطولات العالمية فرصة لظهور مواهب أرض الملعب من نجوم صغار قادرين على التألق في الملاعب، فإنها كذلك ستكون بمثابة فرصة متميزة للجالسين على الدكة من المدربين، وهناك الكثير من الأسماء التي استطاعت أن تتألق خلال هذه المحافل الكبيرة، واستمرت لسنوات في المجال، والمونديال بشكل عام «محك قوي» للمدربين لزيادة الخبرات وإظهار الخبرات المتنوعة». وعن رأيه في العمر الزمني لمدربي هذه المرحلة السنية، قال لويس ميا: «من الأنسب أن يكون المدرب قريباً نسبياً من لاعبيه حتى يكون هناك الانسجام والفكر المتقارب ووجه النظر في هذا الرأي ربما تختلف من شخص إلى آخر، في ظل المدارس الكروية المتنوعة على مستوى العالم، والحاجة إلى مدرب شاب الهدف منها أنه يكون أكثر إطلاعاً على اللعبة، وما يدور في رحاها من أمور جديدة، والتقارب النسبي في عامل السن يزيل الحاجز النفسي بين أطراف اللعبة المختلفة». يوسف الزواوي: الصغار يحتاجون إلى مدرب يسهم في تكوين الشخصية دبي (الاتحاد) - أكد يوسف الزواوي مدير المنتخبات التونسية أن هناك اختلافاً كبيراً بين مدربي الفئات السنية والمنتخبات الأولى، وتكوين المدرب وشخصيته في مرحلة الناشئين له تأثيره الكبير على لاعبيه بكل تأكيد. قال الزواوي: لاعبو هذه المراحل السنية يكونون دائماً في طور التكوين والتطوير، ولذلك يحتاجون إلى نوعية من المدربين الذيم يستطيعون أن يسهموا في تكوين الشخصية الخاصة باللاعبين، ومن المهم أيضاً أن يكون هناك تقارب نفسي وذهني كبير، ليس فقط بين المدرب ولاعبيه، ولكن بين جميع أفراد الجهاز الفني واللاعبين، لأنه من المفترض أن يكون الجميع في بوتقة واحدة وذات أفكار متقاربة، ومدرب المنتخب التونسي عبدالحي بن سلطان يتولى قيادة هؤلاء اللاعبين منذ 3 سنوات تقريباً، وهناك تقارب كبير واندماج بينهم، مما أسهم في تكوين منتخب متجانس. وعن كأس العالم العالية يقول يوسف الزواوي: لم نشهد بها حتى الآن أي نجوم يمكن أن يكون لهم السمعة العالمية، والتي شاهدناها في بطولات سابقة وعلى سبيل المثال البرازيلي نيمار ومن قبله الإسباني إنييستا، وما شاهدناه من مستويات حتى الآن عادي جداً. انتقل الزواوي إلى نقطة أخرى، مشيراً إلى أن لاعبي هذه المرحلة يجب أن نمنحهم الفرصة الكاملة لكي يتمتعوا بالكرة ولا نحرمهم من هذه الصفة وأن نعطيهم مساحة واسعة من الحرية لكي يساهموا في الإبداع الكروي. نورالييف غريب الطباع دبي (الاتحاد) - يعتبر ديلشود نورالييف مدرب المنتخب الأوزبكي من المدربين المحبوبين في هذا القطاع، حيث قدم العديد من النتائج المتطورة وهو شخصية فريدة من نوعها، إذ لا يهدأ له بال طوال مباريات فريقه، ولا يتوقف عن توجيه اللاعبين داخل الملعب، وتعبر قسمات وجهه عما يختلجه من انفعالات وعواطف، مما يعتبر أمراً غريباً على مدربي هذه الفئة العمرية. والطريف أن نورالييف يعبر عن شعوره وتحركاته المستمرة داخل الملعب بقوله: «أشعر أنني على مسرح كبير حيث أتحرك عليه وأوجه لاعبي فريقي، وهذه مشكلتي، حيث إنني عاطفي ولا أجد الطريقة المناسبة لإخفاء ما أشعر به خلال المباراة، ولا أفكر في أي شيء في الخارج إلا في المباراة، وهذا يدفعني كثيراً إلى عدم الاهتمام بصحتي، ومن الصعب أن أقوم بتغيير هذه الطباع والأحاسيس. ولوحظ أن هذا المدرب يجتمع بلاعبيه بعد المباريات مباشرة وفي أرض الملعب وتعليقاً على ذلك يقول نورالييف: أحب الاجتماع مع اللاعبين في الملعب لأعبر لهم عن سعادتي بما يقدمونه، وحثهم على بذل الأفضل في المباريات المقبلة. ولم يمنح هذا المدرب بطاقة الترشيح لمنتخب بعينه في المونديال الحالي، قائلاً: في هذه الفئة العمرية لا يمكن القول إن فريقاً أفضل بكثير من الآخر، لأن الأمر متعلق بمستوى مختلف، وسن مختلفة، ومشاعر أيضاً مختلفة للاعبين. سليم عبدالرحمن: مهدي علي نموذج رائع للمدرب المتدرج دبي (الاتحاد) - ينقل سليم عبدالرحمن مدرب فريق الوصل لكرة القدم رؤية البعض بأن المدرب الكبير بمثابة مُعلم، وأن المدرب الصغير قريب من الجيل الذي يتولى قيادته، وقال: المدرب ليس بعامل السن، ولكن بمدى التطور الذي يعيشه مع نفسه ومع مجال التدريب، وكذلك لابد من أن ننظر إلى نقطة أخرى، وهي الأهداف التي تحددها الاتحادات بشأن اختيار مدربي هذه المرحلة، ومدى طموحهم للمستقبل، وهناك اتحادات ترى أن المدرب الكبير بمثابة المعلم في المقام الأول. وأشار سليم إلى نقطة أخرى مفادها أن هذه المرحلة السنية من الممكن أن تصنع نجوماً عالية في التدريب، وعلى سبيل المثال مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني الذي تدرج في تدريب المنتخبات، ومع كل منتخب يترك بصمة، حتى وصل إلى المنتخب الأول، ومعهم أيضاً بدأ يصنع البصمات الجميلة على الكرة الإماراتية. وأضاف: مثل هذه البطولات العالمية فرصة متميزة للمدربين الذين يبدأون المشوار بأن يتعلموا ويتابعوا المدربين الكبار الذين يوجدون في الإمارات، حيث هناك بالفعل عدد من المدربين المخضرمين. فرسان نصف النهائي دبي (الاتحاد) - ومع اقتراب المونديال من خط النهاية، حيث انحصرت المنافسة حالياً بين الرباعي رولاند لارسون مدرب منتخب السويد، ومانو جاربا مدرب منتخب نيجيريا، وهمبورتو جروندونا مدرب منتخب الأرجنتين، و راؤول جوتييريز مدرب منتخب المكسيك. هذا الرباعي الكبير ليس في السن، بل في التأهل لهذا المركز العالمي بعد ماراثون مثير ستكون المنافسة بينهم ملتهبة للغاية، حيث يبحث راؤول المكسيكي «47 سنة» عندما يلتقي السويدي رولاند لارسون «51 سنة» عن كيفية السير قدماً للمحافظة على اللقب، واللافت في هذين المدربين أن الترشيحات لم تكن في مصلحتهما في بداية المشوار بالبطولة، على عكس الثنائي الآخر همبورتو جروندونا «56 سنة» مدرب التانجو والذي تصب الترشيحات في مصلحته من البداية، وما زال حتى الآن من الفرق المرشحة بقوة للمنافسة مع مانو جاربا «47 سنة مدرب نسور نيجيريا، خاصة أنهما يدربان فريقين يملكان مواهب متنوعة. والطريف أن المدرب البرازيلي جالو في آخر مؤتمر صحفي له عندما سئل عن منتخب نيجيريا قال عنه: إنه منتخب يلعب كرة جميلة تشبه إلى حد كبير الكرة البرازيلية في الموهبة والأداء الجميل في الملعب، وكأن حال لسان جالو يقول إن منتخب نيجيريا بعد خروج البرازيل سيكون له لقب المونديال. محسن صالح: النجاح يعتمد على كفاءة المدرب وموهبة اللاعب دبي (الاتحاد) - يرى محسن صالح مدرب منتخب مصر الأسبق والمحلل بقناة «أبوظبي الرياضية» أن تدريب منتخبات الفئات السنية من الأمور المهمة للغاية، كونها مرحلة تكوين القاعدة الكروية، وقال: من المهم أن يكون المدرب قريباً نسبياً من لاعبيه، ويتمكن من أن يتعايش معهم، ومن المهم أن يكون المدرب الشاب ذا أفكار تطويرية ومبدعاً في الوقت نفسه. وأضاف إذا تم بناء اللاعب الناشئ بالشكل المناسب فإنه سيقدم مستويات رائعة فيما بعد، وهناك الكثير من المدارس المختلفة في عملية اختيار المدرب، ونجد مثلاً أن هناك الكثير من الاتحادات الأوروبية تعتمد على كبار السن خاصة في المدرسة الهولندية، والتي كان لها دورها البارز في سنوات سابقة في تدعيم الكرة بالنادي الأهلي المصري، بعدد من المدربين، حيث ظل بعضهم يعمل لسنوات طويلة، وكانت بعض المنتخبات والأندية الخليجية تستعين بالمدرسة الهولندية في المرحلة السنية الصغيرة» ولا يعتمد النجاح في هذه المرحلة على كفاءة المدرب فقط، بل يكون للاعب الموهوب الدور البارز في إظهار صورة المدرب بالشكل المناسب، وهي منظومة واتفاق مهم بين الطرفين من أجل إنجاح الفريق أو المنتخب بشكل عام. أكد أن الشخصية يجب أن تكون مختلفة فهد علي: الاهتمام بنفسية اللاعبين يتطلب مدرباً تربوياً دبي (الاتحاد) - يرى فهد علي نجم العين ومنتخبنا الأسبق والمحلل في قناة أبوظبي الرياضية أن هناك اختلافا بين مدربي المراحل السنية عن مدربي المنتخبات الكبيرة، وقال إن الشخصية لدى المدرب في فئة الناشئين يكون لها تأثيرها الكبير، ولابد أن تكون مختلفة عن شخصية مدربي الفرق والمنتخبات الكبيرة، والفرق الأولى تهتم دائماً بالنتائج والتكتيك، وفي المراحل السنية يجب النظر إلى نفسية اللاعبين وتعليمهم والصبر عليهم، ومنحهم مساحة أكبر للتعبير عن مهاراتهم الفنية أكثر من الجوانب الخططية، وبعيداً عن عمر المدرب فهو يتطلب شخصية مختلفة، منها جزء تربوي والآخر فني. وعن تجربة أن يكون هناك مدرب للفئات السنية، يستطيع أن ينجح مع الفرق الكبيرة ضرب فهد علي مثلاً دامغاً، وقال عندنا في الكرة الإماراتية مهدي علي مدرب المنتخب الأول في الوقت الراهن، حيث استطاع أن يفرض نفسه، من خلال تألقه مع المراحل السنية المعينة التي تولى تدريبها في منتخباتنا الوطنية، وهناك بعض المدربين لديهم القدرة على التطوير وإضافة الأفكار. وعن المدربين الذين لفتوا نظر فهد على في مونديال 2013، قال: جالو المدرب البرازيلي استطاع أن يقدم مستويات جيدة هناك الكثير من الأصوات التي ترى أنه من المدربين أصحاب المواهب الجيدة، وفرض شخصيته على المونديال من خلال تقديمه مع منتخب السامبا لعروض ممتازة وشائقة نالت رضا جميع الجماهير المتابعة، رغم خروج البرازيل من دور الثمانية. رويدا: «الكيمياء» أهم في علاقة المدرب مع الصغار دبي (الاتحاد) - لا ينظر السويسري مارتن رويدا مدرب دبي السابق إلى عمر المدرب في مرحلة منتخبات 17 سنة، مشيراً إلى أنه من المهم أن يتفاعل المدرب مع هؤلاء الشبان، وقراءة الأفكار الخاصة بهم وكيفية تقديم الوجبات التدريبية المناسبة لهم، وكيفية تهيئة اللاعبين نفسياً قبل الأمور الكروية، وخبرات المدرب الكبير في السن أعتقد أنها أفضل وأنسب، وبالتالي فإن الفوائد تكون متنوعة. أضاف: في سويسرا هناك الكثير من المدربين للمراحل السنية تولوا منتخبات وأندية كبيرة، ونجحوا أيضاً في هذا المجال، والكرة الأوربية تملك عدداً كبيراً من المدربين الكبار في السن، والذين يعملون في قطاع الناشئين، ولا تهتم الكرة الأوروبية بعامل السن في قطاع الناشئين، بل إن الثقة والكفاءة في المدربين الكبار، لذلك نجد الاتحادات الأوروبية تبحث دائماً عن هؤلاء المدربين الكبار. التاريخ لم يشفع لجالو مع «السامبا» دبي (الاتحاد) - منذ وصول منتخب «السامبا» إلى الإمارات للمشاركة في «مونديال 2013»، والجميع يتوقعون أن يستعيد البرازيل اللقب من جديد، تحت قيادة المدرب إليكساندر جالو، حيث توقع الكثيرون له أن يكون النجم الأول بين مدربي البطولة، ويعتبره الكثيرون موهوب التدريب الجديد في الكرة البرازيلية، وكان يسير بخطوات ثابتة نحو حصد «السامبا» اللقب، وأيضا تقديم المواهب المتنوعة، ولكن جاء المنتخب المكسيكي ليضع حدا لهذه الطموحات. وبالنظر إلى مسيرة جالو فإنها بالفعل متميزة للغاية، حيث بدأ مشواره الكروي كلاعب خط وسط مع نادي بوتا فوجو في ولاية ساو باولو البرازيلية، وتولى مهمة الإشراف الفني على نادي فيلا نوفا البرازيلي عام 2004 ودرب أندية كبيرة عدة، مثل إنترناسيونال البرازيلي، وحصل معه على لقب أفضل مدرب في البرازيل عام 2007، كما حصل في العام نفسه على بطولة ريكوبا سلومريكانا، وتولى مهمة الإشراف الفني على تدريب النادي الياباني سانتوس أف سي طوكيو، كذلك أشرف على تدريب نادي ناوتيكو البرازيلي عام 2010. وحصل المدرب ألكسندر جالو على العديد من البطولات مع الفرق التي أشرف على تدريبها، حيث حصد بطولة سانتا كاترينا عام 2008 مع نادي فيجرونيس البرازيلي، كما تولى تدريب العين موسم 2010 - 2011. وتتلمذ المدرب على يد العديد من المدربين الكبار في بداية مشواره ومنهم كارلوس ألبرتو بيريرا وفاندرلي لكسمبورجو، وبالتالي فإن مواصفات المدربين الكبار تتوافر به. رافاييل: ذاكرة المدرب تحتاج إلى تنشيط دائم دبي (الاتحاد) - تشهد الكرة اللاتينية تألقاً لافتاً للاعبين سابقين في مجال التدريب، ومنهم في المونديال الحالي مدرب منتخب فنزويلا رافاييل دوداميل والذي كان حارساً دولياً، وشارك مع منتخب بلاده في 50 مباراة، وقال: ليس بالضرورة أن يكون اللاعب الناجح مدرباً ناجحاً لأن التدريب يختلف كثيراً عن مجال لعب الكرة، ولكن التدريب بالفعل يحتاج إلى دراسة كبيرة وتنشيط دائم للذاكرة الكروية التي تشهد يوماً بعد الآخر الكثير من المستجدات. باروت: الأفضلية للشباب بعقلية الكبار دبي (الاتحاد) - يرمي عيد باروت مدرب فريق الإمارات بعملية اختيار المدربين لهذه المرحلة السنية في ملعب الاتحادات المعنية نفسها، حيث قال إن كل اتحاد كروي على مستوى العالم، هو من يحدد الهدف من اختيار مدربي هذه المرحلة السنية، لأنها دقيقة للغاية، وتحتاج إلى تعليم الكثير من المهارات والصفات الخاصة للاعبين، وتنمية مهارات وشخصيات هذا الجيل تحتاج إلى خبرات متنوعة، لأنها من أخطر مراحل الكرة، حيث نجد نجوماً في هذه المرحلة يختفون لأنهم يبتعدون عن الطريق الصحيح». وقال باروت: بغض النظر عن العمر الزمني للمدرب فأنا أعتبرها ليست معضلة، ولكن يفضل أن يكون المدرب شاباً ولكن بعقلية الكبار، فإن الفوائد سوف تكون متنوعة ولسنوات طويلة تخدم اللعبة واللاعبين والمدرب نفسه. انتقل عيد باروت إلى نقطة جوهرية في هذه المرحلة، قائلاً: مرحلة ومستوى الناشئين ليس بها شيء ثابت، وعلى سبيل المثال منتخب المكسيك، مثلاً توج باللقب الأخير لنهائيات كأس العالم عام 2011، ولكنه لم يشارك بالمجموعة نفسها في «نسخة 2013» بالإمارات، وذلك لأن اللاعبين يختلفون من بطولة إلى أخرى في هذه المرحلة السنية ونادراً ما نجد لاعباً يشارك في بطولتين متتاليتين للناشئين، ومن الطبيعي أن تجد مستوى منتخب يوماً 100% ثم يهبط بعد ذلك إلى نسب مختلفة ومتراجعة». وأضاف: «مجال التدريب يحتاج دائماً إلى التجديد من خلال معرفة آخر المستجدات والخطط، ونحرص على متابعة المونديال الحالي لتحقيق الاستفادة من أفكار كل المدربين المشاركين، وهي فرصة جيدة للجيل الصاعد من المدربين، خاصة في المراحل السنية، وبالتالي على مدربينا أن يغتنموا مثل هذه الفرص لتحقيق الفوائد المختلفة وتطبيقها بنجاح في المسيرة المقبلة». عبدالله مسفر: «القارة العجوز» ترفع شعار «الاستفادة القصوى» من الخبرات دبي (الاتحاد) - انتقل عبدالله مسفر مدرب فريق الظفرة إلى نقطة أخرى، واختار الحديث عن الأوروبيين، فيما يتعلق بطريقة تعاملهم مع هذه المرحلة المهمة، حيث أشار إلى أن «القارة العجوز» تسعى لتحقيق الاستفادة القصوى من المدربين والحكام الكبار، بعد اعتزالهم، حيث رأيت أمام عيني حكماً كبيراً في السن يقوم بإدارة أحد مباريات الناشئين، وعندما يجد لاعباً يقوم بـ «رمية» خاطئة، يسارع بإيقاف اللعب، ويوجه له النصح حتى يلعبها بطريقة صحيحة، ثم يمنحها للمنافس، وهي طريقة جيدة للغاية في تعليم هذا النشء. وقال مسفر: المدربون الكبار عندما يتعاملون مع لاعبين في هذه المرحلة، فإنها ميزة كبيرة، حيث إن لديهم الصبر والهدوء في التعاطي مع هؤلاء اللاعبين، وبالتالي ينجحون كثيراً على سبيل المثال في هولندا وألمانيا وفرنسا، وأحياناً يكون فارق السن الكبير بين اللاعبين الصغار والمدرب في مصلحة الطرفين، والملاحظ كذلك أن الاعتماد حالياً في الأندية الكبيرة على المدربين الشبان والابتعاد نسبياً عن كبار السن، وهناك اهتمام كذلك بصقل لاعبي المراحل السنية في الأندية والأكاديميات بمدربين من كبار السن. أكد مسفر أنه من المهم أن يستقر المدرب في مرحلته السنية، ولا يتم تصعيده مع مجموعة لاعبيه، بمعنى ألا ينتقل معهم من مرحلة الناشئين إلى الشباب ثم الأولمبي وهكذا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©