السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنمية الكفاية المهنية تصقل الخبرة وتعزز الثقة بالنفس

تنمية الكفاية المهنية تصقل الخبرة وتعزز الثقة بالنفس
6 نوفمبر 2011 01:07
خورشيد حرفوش (الاتحاد) - تعد الكفاية والمقدرة المهنية الأساس الأهم لمزاولة أية مهنة من المهن التي تقوم على عدة مقومات وأسس فنية» تخصصية» صرفة، فلا يمكن تصور مزاولة طبيب، أو مهندس، أو فني أعطال سيارات، أو عامل بناء، أو خباز في محل لصناعة الحلوى، أو معلم في مدرسة، لمهنته دون الاستناد والاعتماد على الكفاية المهنية «التخصصية» للعمل الذي يقوم به. وتكتسب الكفاية المهنية التربوية بوجه خاص، أهمية خاصة، لكل العاملين في المجال التربوي والتعليمي ويعرف الخبير التربوي الدكتور يسري السيد، الكفاية المهنية، في مجال التربية، بأنها: «مجموعة من المعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات التي توجه سلوك التدريس لدى المعلم، وتساعده في أداء عمله داخل الفصل وخارجه بمستوى معين من التمكن، ويمكن قياسها بمعايير خاصة مُتفق عليها». ويحدد الدكتور السيد، أربعة أنواع من الكفايات المهنية هي: ? الكفايات المعرفية: وتشير إلى المعلومات والمهارات العقلية الضرورية لأداء المعلم في شتى مجالات عمله التعليمي. ? الكفايات الوجدانية: وتشير إلى استعدادات الفرد «المعلم» وميوله واتجاهاته وقيمه ومعتقداته، وهذه الكفايات تُغطي جوانب متعددة مثل: حساسية المعلم وثقته بنفسه واتجاهه نحو المهنة. ? الكفايات الأدائية: وتشير إلى كفاءات الأداء التي يُظهرها الفرد المعلم وتتضمن المهارات النفس حركية «كتوظيف وسائل وتكنولوجيا التعليم وإجراء العروض العملية … الخ» وأداء هذه المهارات يعتمد على ما حصّله المعلم سابقاً من كفايات معرفية: وتشير إلى إثر أداء المعلم للكفاءات السابقة في الميدان. ويتم التمكن من الكفايات السابقة بتدريب المعلم على أدائها باستخدام برامج تُعرف البرامج التعليمية القائمة على الكفايات». مثال يوضح الكتور السيد، دور الكفايات المهنية للمعلم في علاج مستوى تحصيل المتعلم الضعيف، الأمر الذي يدفع إلى تحديد ماهية ضعف التحصيل، ويقول: «تُقسّم النتائج التي يتحصل عليها التلاميذ عموماً في مواد دراستهم إلى ثلاثة أنواع: مرتفعة ومتوسطة ومتدنية أو ضعيفة. وقد يلفت نظر المعلم هنا أن بعض التلاميذ على الرغم من ذكائهم، أو استعدادهم العادي وصحتهم العامة المناسبة، قد حصلوا على درجات «أو علامات» أقل مما هو مُتوقع منهم، الأمر الذي يسترعي انتباهه للتعرف على مسببات هذا الضعف وتعديله. أي أننا نقصد بضعاف التحصيل: التلاميذ الذين يتدنى إنجازهم عما يستطيعونه في الواقع، مهما بلغ هذا الإنجاز : مرتفعاً بعض الشيء أو متوسطاً أو ضعيفاً. فمن أهم مظاهر مشكلة ضعف التحصيل في المرحلة الابتدائية تدني إنجاز بعض التلاميذ الكتابي أو العملي أو الشفوي عما يمكن تحصيله في الأحوال العادية لاستعداداتهم وظروفهم النفسية والاجتماعية المختلفة. وهنا نتعرف على العوامل المحتملة لضعف التحصيل في: ? تعرُّض المتعلم لمشكلات شخصية أو أسرية: سواء كانت اجتماعية «كتفكك أُسرته» أو اقتصادية أو عاطفية «كعدم إشباع حاجاته النفسية مثل حاجاته للانتماء والود والعطف والنجاح». ? عدم حافزية التعلم المدرسي. ? اختلاف الأساليب الإدراكية، وأساليب التعلم المُفضّلة للتلاميذ عما يستعمله المعلم من استراتيجيات تدريسية، فقد يميل المعلم لطرق المحاضرة والمناقشة، بينما يفضل المتعلم الطرق الفردية المستقلة كالاكتشاف وحل المشكلات. ? عدم تمكن المعلم من الكفايات التعليمية، وعدم اتسامه بالصفات الشخصية اللازمة لممارسة مهنة التعليم. ? انشغال المتعلم بأعمال أسرية مُثقلة: ويظهر هذا واضحاً في المجتمعات ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض. ? ظروف الفصل الدراسية والعلاقات الإنسانية القائمة فيه بين التلاميذ أنفسهم، وبينهم وبين المعلم. حلول يشير الدكتور السيد إلى بعض الحلول الإجرائية المقترحة لعلاج ضعف التحصيل، أهمها تدرب المعلمة وممارستها لمهارات التربية العيادية: من تشخيص وجمع للبيانات حول حاجات المتعلم ومشكلاته وتحليل أسبابها، ووصف العلاج التربوي المناسب وتنفيذه وتقييم مدى كفاية النتائج التحصيلية للمتعلم عقب العلاج، ومقابلة المعلم للمتعلم والتعرف على نوعية المشكلات الأسرية أو الشخصية، ثم الاستجابة للمشكلة سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو وجدانية بصيغ إنسانية عملية، لكي يتمكن المعلم من إزالة أسبابها. وإقناع المعلم للمتعلم بأهمية التعليم المدرسي لحياته ومستقبله الشخصي والوظيفي لزيادة الدافعية لدى المتعلم، هذا وإن كانت دافعية المتعلم تحتاج إلى عدة إجراءات في اتجاهات متوازية من أهمها تعريف المتعلم بالأهداف السلوكية للموضوعات الدراسية التي يتم تناولها، ومستويات التمكن المطلوب منه الوصول إليها عقب الدراسة. وربط محتوى المناهج الدراسية ببيئة المتعلم، بحيث تصبح المعلومات والمهارات المستهدفة وظيفية في حياة المتعلم. واستخدام أساليب تدريسية تساهم في زيادة دافعية المتعلم للتعلم كأساليب تفريد التعليم، والتعلم الكشفي الموجه، وتوظيف أجهزة الكمبيوتر في التعليم ... الخ ، ويرتبط هذا الإجراء بمحاولة المعلم التعرف على أسلوب التعلم المفضل لدى تلاميذه «توجد في الميدان التربوي مقاييس للتعرف على هذه الأساليب» ثم بذل مجهود مقصود نحو تكييف الأساليب التدريسية التي يتبعها للأساليب المفضلة في التعلم لدى تلاميذه. فضلاً عن استخدام أساليب تقويمية تقوم على فلسفة تصويب وتطوير أداء المتعلم لا التخويف والتهديد، والبعد عن أساليب الغش في الامتحانات التي تساهم في نقص دافعية المتعلم نحو الاجتهاد والتعلم». تطوير المعلم يؤكد الدكتور السيد أهمية التطوير الذاتي للمعلم، ويقول: «قد يكون أحد أسباب ضعف التحصيل صفة تتعلق بالمعلم أو بكفاياته المهنية، كأن يكون اهتمامه بالمتعلم محدوداً، أو يستجيب له بألفاظ أو ردود سلبية ينفر منها الأخير وتقل معها رغبته في التعلم، أو قد يكون المعلم غير مؤهل تماماً لمهنة التعليم، أو أن خبراته لم تعد ملائمة للمناهج الدراسية الحالية مما أضفى على أسلوبه التعليمي في كل الأحوال الروتين، وإثارة ملل المتعلمين وبالتالي ضعف تحصيل بعضهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©