الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب النارية تنغص فرحة العيد وتلوث أجواءه

الألعاب النارية تنغص فرحة العيد وتلوث أجواءه
6 نوفمبر 2011 01:06
مفرقعات نارية يقبل على شرائها الكثير من الأطفال وخاصة أيام العيد دون علم الأهل وبكميات كبيرة، تتنوع أشكالها وأحجامها فيسارع الصغار وخاصة الذكور على شرائها من المحال التي تروج لمثل تلك الألعاب النارية على الرغم من تحذيرات البلدية والشرطة بمنع تداولها وبيعها، وللأسف تقع حوادث أليمة تقتل بهجة العيد وتحوله إلى يوم طويل في المستشفيات لعلاج حروق وإصابات خلفتها الألعاب النارية. (أبوظبي)- باتت المفرقعات النارية علامة فارقة في العيد تشكل خطرا ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها، لما تسببه من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر شهرين، كما أن استخدامها أصبح عادة سلوكية سيئة عند بعض الأطفال تلحق الأذى بالآخرين وتعكر حياتهم، ما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضى في الشوارع والأسواق، خاصة في الأماكن المزدحمة كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك آثارا نفسية عليهم. آراء وتجارب يستخدمها في أيام العيد فقط، لكن حبه للمفرقعات سببت له عاهة مستديمة في عينه. عن تجربته مع المفرقعات، يقول خليفة أحمد (طالب إعدادي) «اعتدت أنا وأصدقائي في مناسبات العيد شراء المفرقعات من الدكان خلسة دون معرفة الأهل بذلك ورغم تحذيراتهم المتكررة لم أبالي بذلك، بل بطيش وتهور اندفعت لإشعال إحدى المفرقعات، وأثناء اقترابي منها للتأكد من إشعالها دفعني أحد أصدقائي اتجاه المفرقعات فجاءت إحداهما بسرعة البرق في عيني». هذه اللحظات بالنسبة لخليفة جعلته يسترجع تحذيرات الأهل. يقول «ما زلت أتجرع مرارة ما حدث لعيني من عاهة جعلتني لا أرى إلا بعين واحدة أنصح كل الأطفال والشباب بعدم استخدام تلك المفرقعات وضبط البائعين لهذه المواد الخطيرة ومعاقبتهم». ولم يتوقع حميد المشغوني (12 سنة) أن تحرق المفرقعات أطراف يديه أثناء إشعالها. يقول والحزن باديا على وجهه «هذه الحروق نتيجة اللعب بالمفرقعات دون موافقة الأهل فنحن مهما نصحونا نحاول أن نفعل عكس ذلك، نعاند الأهل بتصرفاتنا وسلوكنا الطائش لينتهي بنا المطاف بحادث أو عاهة ولكن هيهات لمن يتعظ». ويضيف «إشعال مفرقعات واحدة تلو الأخرى أحرقت أطراف أصابعي لينتهي بي الحال في طوارئ المستشفي لعلاجي من الحروق التي سببتها تلك المفرقعات النارية». أبو سعيد يشعر بلوعة الألم من جراء ما حدث لابنه البالغ من العمر 7 سنوات، حيث أصيب بشظية من الألعاب النارية أحدثت عطبا في قرنية عينه اليمنى. ويضيف أن طفله قام بشراء الألعاب النارية من الدكاكين، التي تبيع هذه المفرقعات وعند إشعالها حدث ما لم يتوقعه. ويوضح أبو سعيد «أصبحت المفرقعات النارية منتشرة بشكل سري في البيوت والكثير من الدكاكين بكل سهولة ويسر، حيث إنها في متناول الأطفال الذين لا يعون خطورتها». مطالباً الجهات المسؤولة بتشديد الرقابة على بيع الألعاب النارية. ويشدد أبو سعيد على ضرورة منع الأطفال من شراء الألعاب النارية، مطالباً الجهات الأمنية بمنع بيعها واتخاذ إجراءات رادعة وصارمة للقضاء على هذه الظاهرة. البيع سري يطالب عيسى السناني بمعاقبة أصحاب المحال التجارية التي تقوم ببيع وترويج المفرقعات النارية وكذلك مصادرة الكميات الموجودة في الدكاكين التي تبيعها وخاصة البعيدة عن الأنظار، وإتلافها وتقديم أصحابها للقضاء لينالوا جزاءهم سواء بالسجن أو بفرض غرامات مالية باهظة عليهم. من جهته، يقول البائع (م. س) إن هذه المفرقعات يجلبها من محال أخرى تباع بالجملة وبأسعار معقولة، وتعتمد أشكال وألوان الألعاب النارية على التركيبة الكيميائية للعبوة المستعملة فيها، وهناك أسماء وأنواع مختلفة للألعاب النارية مثل «الأخطبوط الذهبي» و»المظلة» و»الشجرة» و»الزهور» و»جوز الهند» و»زهور الربيع» و»المطر السحري» و»السيوف المتشاكية» و»الإشعاعية» و»الشمس الذهبية» و»النخيل» و»العبوة اليابانية» التي يكون لها شكل مميز هو الصاروخ المستدير. ويضيف «يقبل على شرائها الأطفال دون علم الأهل بذلك ولكن حين يحاول أحد أولياء الأمور الاستفسار عن بيعها نؤكد أننا لا نبيعها فهي ممنوعة أصلا ويمنع القانون بيعها وتداولها». وتتعدد أضرار وخطر الألعاب النارية بين الصحية والبيئية والكيميائية، فمن الناحية الطبية يقول الدكتور علي قاسم، طبيب أطفال «يعتبر الأطفال والمراهقون أكثر الفئات العمرية تعرضا لهذه الألعاب، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر منها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين». ويتابع «الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للأضرار بالجسم، وخاصة منطقة العين الحساسة، كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق بالجفن وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى فقدان كلي للعين». ويضيف «تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر». ويوضح «الرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي تنتج عن انفجار مستودعات الألعاب النارية التي تحتوي على هذه المواد نتيجة تخزينها بشكل خطأ». حملات توعية من جهته، يحذر العقيد حميد العفريت، مدير إدارة الأسلحة والمتفجرات بالإدارة العامة لشؤون الأمن والمنافذ في شرطة أبوظبي، الأفراد من مخاطر استخدام الألعاب النارية، وما يسفر عنها من إصابات. ويقول إن إدارة الأسلحة والمتفجرات نظمت خلال العام الحالي حملات للتوعية من مخاطر الألعاب النارية، بالتعاون مع الإعلام الأمني ومديرية المناطق الخارجية، كما نظمت محاضرات في أبوظبي والعين، والمنطقة الغربية شملت فئات مختلفة من أفراد المجتمع. ويضيف أن هذه الحملات أسهمت بشكل فعال في زيادة الوعي بخطورة ممارسة الألعاب النارية، مما أسفر عن الحد من استخدامها. ويدعو العفريت أولياء الأمور إلى مراقبة أبنائهم ومنعهم من استخدام هذه الألعاب، مؤكداً مخاطرها وتسببها في إشعال الحرائق وإلحاق الأذى الشديد لمستخدميها أو من حولهم، فضلاً عن الأضرار بالممتلكات وإحداثها للملوثات الكيميائية والفيزيائية. كما يشير إلى التلوث السمعي الذي تسببه الألعاب النارية، بما يتعارض مع القوانين كافة، بسبب ما تحدثه من إزعاج وخوف وتهديد لسلامة المجتمع وأفراده. ويلفت إلى أن السلطة المختصة تتخذ إجراءاتها القانونية تجاه كل من يخالف نص هذه المادة، بما يوفر السلامة والحماية للمجتمع وأفراده. مناشدا الأهالي بضرورة التنبيه على الأبناء بضرورة الابتعاد عن استخدام هذه الألعاب خاصة في أماكن التجمعات السكنية والمواقع والمتنزهات التي تكون مفتوحة خاصة في ظل تمتع الناس بإجازات العيد، ووجودهم بشكل كبير في المواقع مما يعرض حياة الناس للخطر ويزيد من فرص الإصابات البالغة بالحروق لدرجة تهدد حياة الأبرياء. وحث العقيد سالم حمود الأسرة على استخدام بدائل للألعاب النارية المؤذية، تمكن أبناءها من اللعب والاستمتاع بفرحة العيد دون أن تسبب إزعاجا أو خسائر في الأرواح والممتلكات. كما دعا أفراد المجتمع إلى المساهمة الفعالة لإبلاغ الشرطة عن من يتداول الألعاب النارية الخطرة عبر خط أمان على رقم 8002626، أو إرسال رسالة نصية على رقم 2828. ألعاب الأطفال المحظورة أكد قسم رقابة الأسواق التابع لبلدية الشارقة تطبيقه لعقوبات مشددة بحق بائعي ألعاب الأطفال المحظورة حيث تبدأ الغرامات من 1000 درهم للمخالفين في المرة الأولى، وفي حال تكرار الأمر ذاته ستكون المخالفة 3000 درهم، وفي المرة الثالثة سيخالف صاحب المحل بغرامة قدرها 7000 درهم وفي المرة الرابعة سيتم إغلاق المحل لمدة أسبوع. الألعاب النارية إن الألعاب النارية هي عبارة عن مزيج من الفحم والكبريت ونترات البوتاسيوم مع إضافة الألمنيوم في بعض الأحيان لتأخذ المفرقعات شكل النجوم عند انفجارها بالهواء. وتصل درجة حرارة الشرارة الصغيرة من الألعاب النارية إلى 2000 درجة على مقياس celcius. أي إن درجة حرارة الألعاب النارية تزيد بحوالي 20 مرة عن درجة حرارة غليان المياه لذلك من المحتمل أن تسبب المفرقعات النارية أضراراً جسدية بالغة كالإصابة بالحروق والتشوهات المختلفة، كما تحدث أضرارا في الممتلكات من جراء ما تسببه من حرائق عند سوء استخدامها. ويعتبر الوجه واليدين من أكثر المناطق في جسد الأطفال تعرضاً للإصابة بالحروق بسبب اللعب بالمفرقعات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©