الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حلم الانفصال لا يزال يراود كيبيك الكندية

29 أكتوبر 2015 23:22
مونتريال (أ ف ب) في 30 أكتوبر عام 1995، كادت كندا تتفتت وتصبح كيبيك بلدا، نتيجة استفتاء حول المستقبل الدستوري لهذه المقاطعة الناطقة باللغة الفرنسية، والذي خسره دعاة الاستقلال بفارق ضئيل. ونظم ذلك الاستفتاء رئيس وزراء كيبيك آنذاك جاك باريزو المطالب بمنح المقاطعة السيادة، والذي عاد حزبه «الحزب الكيبيكي» إلى الحكم السنة الماضية، بعد تسعة أعوام في صفوف المعارضة. ولا يزال الجميع يذكر الاستفتاء الأول في 1980 الذي دعا إليه رينيه لوفيسك. عندها كانت نسبة من صوتوا بـ«لا» 59 في المئة، لكن سكان كيبيك ينظرون إلى هذه المسألة بطريقة مختلفة، بعد خمسة عشر عاما. ويشعر سكان كيبيك بالاستياء من جراء الفشل في 1990 في التوصل إلى اتفاق دستوري على مستوى كندا، كان من شأنه أن يعترف بالخصوصية الثقافية للمقاطعة التي يتحدث القسم الأكبر من سكانها اللغة الفرنسية، ويمنحها بالإضافة إلى ذلك سلطات خاصة. وبعد حملة استمرت شهراً حينذاك، واتسمت بعودة لافتة لدعاة السيادة، تساوى الطرفان في نوايا التصويت قبل 48 ساعة من الخيار المصيري. وتعين على أكثر من خمسة ملايين ناخب الرد ب «نعم» أو «لا» في يوم الاثنين في 30 أكتوبر 1990، على هذا السؤال الطويل: «هل توافق على أن تصبح كيبيك مستقلة بعدما عرضت رسميا على كندا شراكة اقتصادية وسياسية جديدة؟». وبعد إغلاق مكاتب التصويت ذاك المساء، وفرز الأصوات في أولى الصناديق، حبست البلاد أنفاسها: فالنتائج الأولية أعطت «نعم» تقدماً يناهز 10 نقاط. وفي مونتريال التي تجرى فيها تجمعات كبيرة للفريقين، عبر المطالبون بالاستقلال عن مشاعر الفرح والغبطة، فيما شعر أنصار كندا الموحدة بالقلق. ومع تقدم فرز نتائج مكاتب التصويت في مونتريال الكبرى، تراجعت نسبة «النعم» فتراجع حماس دعاة الاستقلال، واستعاد الاتحاديون قوتهم على وتيرة تقدم «لا». وبعد أكثر من ساعتين على ترقب لا يحتمل، صدرت النتيجة: 50.6 في المئة «لا» في مقابل 49.4 في المئة «نعم». وبلغت نسبة المشاركة 93.5 في المئة، وبالكاد يفصل أكثر من 50 ألف صوت بين الطرفين. وشعرت كيبيك حينها بالتمزق وكندا بالاهتزاز. ومنذ ذلك الحين، لا تزال الحركة المطالبة بالاستقلال مستمرة، وتغلب الليبراليون الاتحاديون على الحزب الكيبيكي الذي غالبًا ما تسلم الحكم في كيبيك، خلال انتخابات أجريت في 2014 واتسمت بشعار قوي ومذموم، وهو القبضة المرفوعة للملياردير بيار كارل بيلادو الذي وعد لدى بروزه للمرة الأولى على المسرح السياسي بأن «يجعل من كيبيك بلداً». ويتولى هذا القطب الإعلامي السابق، رئاسة الحزب الكيبيكي الآن، وينوي إذا ما عاد إلى الحكم تنظيم استفتاء ثالث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©