الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وسط موجة الهجمات.. القدس القديمة تعيش تحت وطأة الخوف

وسط موجة الهجمات.. القدس القديمة تعيش تحت وطأة الخوف
30 أكتوبر 2015 01:35
القدس (رويترز) منذ شهر لم يكن من الممكن العثور على مائدة خالية في مطعم أبو شكري، الواقع في شارع خلفي في القدس القديمة يتفرع من طريق الآلام، والذي يعتبر منذ فترة طويلة أفضل مطعم للحمص والفلافل في الأرض المقدسة. وفي الثاني من أكتوبر، وعلى بعد أمتار في الباب الأمامي لمطعم أبو شكري، طعن طالب فلسطيني يدرس القانون إسرائيليين فقتلهما في واحدة من أوائل هجمات موجة العنف سقط فيها 11 إسرائيليًا و61 فلسطينيًا قتلى من بينهم 34 مهاجماً. ورغم أن سياحاً يعتريهم القلق مازالوا يتجولون في الشوارع الضيقة فإن أعدادهم قلت. وترابط قوات الإسرائيلي في نقاط على مسافات منتظمة يقفون فيها وظهورهم للحوائط، ولا يفتح التجار العرب متاجرهم خوفًا من الوضع الأمني ولاختفاء الزبائن. وأمام مطعم أبو شكري توجد الآن نقطة تفتيش لشرطة الاحتلال، وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري أوقف أفراد الشرطة خمسة من الشبان العرب وفتشوهم. وداخل المطعم تبدو الموائد خالية. وقال مراد فلتس، البالغ من العمر 32 عاماً، وهو عامل بناء عربي يعيش في القدس القديمة «الوضع سيء». وأضاف «عليك أن تسير في المدينة ويداك مكشوفتان» حتى يرى الإسرائيليون أنك لا تحمل سكيناً. وتابع «وبعد الغروب عليك ألا تتأخر في العودة للبيت لأن هذا المكان يتحول إلى مدينة أشباح». ويشكو أصحاب المتاجر في القدس القديمة المقسمة إلى أربعة أحياء بين المسلمين والمسيحيين والأرمن واليهود من تأثر نشاطهم التجاري بالأحداث. فقد تسبب تفجر العنف لفترات طويلة في تعطيل أنشطتهم بما في ذلك خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى من 1987 إلى 1993 والثانية من 2000 إلى 2005. ويقول تجار وسكان إن الوضع الآن ليس بالسوء الذي كان عليه في الماضي لكنه يسير في ذلك الاتجاه. ومن أسباب اختفاء المتسوقين تشديد الأمن الإسرائيلي الذي يشمل منع الدخول من الأحياء العربية في الشطر الشرقي من القدس إلى بقية أنحاء المدينة، ويعيش أكثر من 300 ألف فلسطيني في القدس التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة ويتوجه كثيرون منهم للقدس القديمة خلال الأسبوع. وقال حبيب حروب الذي يملك متجراً للعاديات في الحي الإسلامي حيث تنتشر المقاهي وأكشاك بيع الفاكهة بجوار المساجد والآثار القديمة «إن الوضع الأمني يعطل النشاط السياحي». وقال هذا الأسبوع «حتى الآن لم أتمكن من بيع شيء». واتهم الشرطة الإسرائيلية بالتحرش بأصحاب المتاجر العربية بما في ذلك إبلاغهم بتغيير اللافتات العربية بلافتات عبرية وقال «إنه يأمل أن يستمر تزايد العنف الذي يصفه بعض الفلسطينيين بانتفاضة السكاكين». وأضاف «بغير ذلك لن تتحسن أحوالنا». وأحد الأسباب الرئيسة للغضب الفلسطيني المسجد الأقصى في القدس القديمة الذي تؤدي إليه تقريبًا كل الأزقة الملتوية في الحي الإسلامي. وقد أزعج المسلمين زيادة تعدي اليهود على المنطقة وتزايد عدد اليهود المتطرفين الزائرين للحرم تحت حماية قوات الاحتلال، بما في ذلك وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو. ويسمح لغير المسلمين والسياح بزيارة الحرم لكن لا يسمح لهم بأداء الصلوات. وأفاد عصام الصغير الذي يملك متجرًا للعطارة بأن زيارة الحرم هي لب المشكلة، وبأنها هي التي دفعت الفلسطينيين للعنف وكانت سبباً في تشديد الأمن. وأضاف «صبر الناس له حدود ثم ينفجرون، والأمور هنا لن تهدأ قط». ولأن العرب واليهود يغدون ويروحون يومياً في شوارع القدس القديمة فإن التوتر على أشده بين الجانبين. ويخشى اليهود هجمات الطعن العشوائية بينما يخشى العرب استهداف الشرطة الإسرائيلية للبعض إذ أطلقت النار على كثيرين قالت إنهم مهاجمون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©