الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحكواتي» مسرحية تقاوم الزمن وترسخ مفاهيم القيم والأخلاق

«الحكواتي» مسرحية تقاوم الزمن وترسخ مفاهيم القيم والأخلاق
3 نوفمبر 2013 20:40
دبي (الاتحاد) - «الحكواتي» شخصية واحدة جسدها كثيرون على مر عقود من الزمن، وعندما نتذكرها الآن، إنما نسترجع مرحلة زمنية جميلة ربما هي أكثر يسراً وراحة بال من زماننا الحالي، الذي أصبح فيه التلفزيون في كل مكان بمثابة «حكواتي» آلي يسرق أنظارنا وأوقاتنا على مدار اليوم. وليس غريباً أن يصنف النقاد مسرح الحكواتي، بأنه مسرح شعبي وعمل جماعي، يقرب المسرح من الناس عبر الذاكرة الجماعية، والموروث المخزون، والحكايات المسرودة والمأثورة، «فالحكواتي» هو الشخص الذي يقص ويشخص حكاياته عن طريق الإلقاء، والغناء، والحركة، كونه مقلداً جيداً، وهو يبعث فينا السرور والضحك أو التعاسة عند سرد حكاياته المتنوعة بين الفرح والحزن. لذا هناك اهتمام بمتابعة هذا الفن الشعبي الرفيع بأصالته وقيمه الاجتماعية، والتي تسهم بشكل أو بآخر في خلق ثقافة مجتمعية راسخة وقوية تعبر عن تماسك المجتمع واستمراريته. من هنا اهتمت دولة الإمارات بالحكواتي، وحرصت على وجوده في العديد من المهرجانات والمناسبات المختلفة. ويبني مسرح الحكواتي تألقه عن طريق التواصل الحميم بين الممثلين والجمهور، وهو ما يشكل حالة ومزيجاً من الترابط الوثيق بين الطرفين يتجسد بتفاعل الملقي والمتلقي، حيث يقف الحكواتي مستعيناً بكتاب يصطحبه معه بشكل دائم، يسرد من خلاله الحكاية أو القصة المراد توصيلها إلى الجمهور، والتي غالباً ما تكون عن شخصية تاريخية أو اجتماعية، وتدور جميعها عن البطولة والشجاعة والشرف والمروءة ونصرة المظلوم. وعادة ماتكون نهايتها انتصار الخير على الشر. ويؤكد الباحثون أن ظاهرة الحكواتي كانت لها منافع ثقافية عديدة عند العرب، لم تكن في الحسبان أصلاً، فانتشار الأمية، وندرة المتعلمين في العهد العثماني، جعلا غالبية الناس محرومة من القراءة والاطلاع على تراث أمتها، وجاء ظهور الحكواتي ليلعب دوراً مهماً في المدينة، ليكمل دور الرواة الشعبيين في الأرياف والبوادي والبلدات والمدن نفسها، ويسد ثغرة في هذا المجال، فعبر طريق السماع اطلع كثير من الناس على مضامين السير، وما فيها من شخصيات تاريخية وقصصية. وهذه المهنة التي تضاءل وجودها في الحاضر بعد أن كان لها وجود لافت ومؤثر في الماضي، يحاول البعض إحياءها حالياً، كما هو الحال عند بعض» الحكواتية «الذين لايتفقون مع من يرى أن هذه المهنة أوالحرفة قد انتهت بانتهاء الحاجة إليها، فالحكواتية حسب رأيهم كانت وسيلة تسلية جماعية وفي الوقت نفسه وسيلة تثقيف وترسيخ للقيم والأخلاق التي تحلى بها أبطال القصص والروايات التي كان يسردها الحكواتي، بغض النظر عن حقيقتها. الحكواتي أحمد يوسف الذي يمارس هذا الفن منذ 47 عاماً، من أجل الحفاظ على تاريخ هذه الشخصية التي أحبها حتى النخاع، يقول إن الحكواتي شخصية مهمة مرتبطة بالتراث الشعبي العربي وحظيت بشعبية كبيرة جعلتها جزءاً من التراث والتاريخ، لأنها جسدت شخصيات مهمة مثل، قصص «ألف ليلة وليلة» و»عنترة بن شداد»، وغيرها الكثير، ويضيف: أسست شركة الحكواتي لتنظيم الفعاليات مع بعض الزملاء من دول عربية مختلفة وشكلنا فريق عمل مشتركاً مهمته الحفاظ على هذا الموروث الشعبي الرائع، الذي توارثناه من الأجداد جيلاً بعد جيل، موضحاً، أنهم يقدمون رسائل توعية مهمة للنشء عبر هذا المسرح الذي لم يندثر ولم يخفت بريقه بعد، وهذا ما يجدونه من خلال تفاعل الأبناء والآباء مع عروضهم المختلفة التي يحرصون على تقديمها في مختلف الفعاليات والمناسبات بالدولة، مضيفاً أنهم يستخدمون لهجات عدة عند سرد الحكايات، وذلك من منطلق التنويع والتأثير على المستمعين، عبر تغيير نبرات الأصوات التي يطلقونها والتي عادة ما تكون متناسبة مع وقائع القصة والأحداث المتنوعة فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©