الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ما عند الله من الثواب.. خير من اللهو والتجارة

29 أكتوبر 2015 22:53
أحمد محمد (القاهرة) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت من الشام، فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، وقال جابر بن عبد الله، كنا مع رسول الله في الجمعة، فمرت عير تحمل الطعام، فخرج الناس إلا اثني عشر رجلاً، فأنزل الله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، «سورة الجمعة: الآية 11». قال المفسرون، أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، فقدم دحية بن خليفة الكلبي في تجارة من الشام، وضرب لها طبل يؤذن الناس بقدومه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فخرج إليه الناس ولم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر، فنزلت هذه الآية، فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم لسال بكم الوادي ناراً». خير رازق قال الإمام الطبري، في تفسيرها، وإذا رأى المؤمنون عير تجارة أو لهواً أسرعوا إلى التجارة، وتركوك يا محمد قائماً على المنبر، وذلك أن التجارة التي رأوها وانفض القوم إليها، كانت زيتاً قدم به دحية بن خليفة من الشام، وأما اللهو، فإنه اختلف من أي أجناس اللهو كان، فقيل كان مزامير أو طبلاً. قل لهم يا محمد، الذي عند الله من الثواب، لمن جلس مستمعاً خطبة رسول الله وموعظته يوم الجمعة إلى أن يفرغ منها، خير له من اللهو ومن التجارة التي ينفضون إليها، والله خير رازق، فإليه فارغبوا في طلب أرزاقكم، وإياه فاسألوا أن يوسع عليكم من فضله دون غيره. وقال ابن كثير، إنما سمي يوم الجمعة جمعة، لأنها مشتقة من الجمع، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمعابد الكبار وفيه كمل جميع الخلائق، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه. الرجال الأحرار وثبت أن الأمم قبلنا أمروا به فضلوا عنه، واختار اليهود يوم السبت الذي لم يقع فيه خلق واختار النصارى يوم الأحد الذي ابتدئ فيه الخلق، واختار الله لهذه الأمة يوم الجمعة الذي أكمل الله فيه الخليقة، وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ...)، «سورة الجمعة: الآية 9»، اقصدوا واعمدوا واهتموا في مسيركم إليها، وليس المراد بالسعي ها هنا المشي السريع، وإنما هو الاهتمام بها، ويستحب لمن جاء الجمعة أن يغتسل قبل مجيئه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم». وإنما يؤمر بحضور الجمعة الرجال الأحرار دون النساء، والعبيد، والصبيان ويعذر المسافر والمريض، وما أشبه ذلك من الأعذار، واسعوا إلى ذكر الله واتركوا البيع إذا نودي للصلاة، ولهذا اتفق العلماء على تحريم البيع بعد النداء الثاني، وإن ترككم البيع وإقبالكم إلى ذكر الله وإلى الصلاة خير لكم، في الدنيا والآخرة إن كنتم تعلمون. النداء ويعاتب الله تبارك وتعالى، على ما كان وقع من الانصراف عن الخِطبَة يوم الجمعة إلى التجارة التي قدمت المدينة يومئذ، والذي عند الله من الثواب في الدار الآخرة، خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين لمن توكل عليه، وطلب الرزق في وقته. وقال ابن عطية، النداء بالجمعة هو في ناحية من المسجد، وكان على الجدار في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقيام والوضوء ولبس الثوب والمشي سعي كله إلى ذكر الله تعالى، وتؤتى الصلاة بالسكينة، فالسعي هو بالنية والإرادة والعمل، و«الذكر» هو وعظ الخُطبَة. حضور الجمعة للرجال الأحرار دون النساء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©